قال مسؤول رفيع في حركة «حماس» ل «الحياة»، أن المفاوضات غير المباشرة التي جرت في الأشهر الأخيرة بين «حماس» وإسرائيل، لم تحقّق أي اختراق. وأوضح أن المفاوضات جرت من خلال رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، وهدفت الى التوصّل الى اتفاق تهدئة في مقابل رفع الحصار، لكنها لم تحقّق أي تقدم. وأضاف أن «حماس» وافقت على هدنة لمدة خمس سنوات، في مقابل إقامة ميناء وتشغيل المطار وفتح المعابر ووقف الطلعات الجوية الإسرائيلية في سماء غزة. وكشف أن بلير قام بجولة مكوكية بين إسرائيل والدوحة، حيث مقر رئيس المكتب السياسي ل «حماس» خالد مشعل، لكنه لم يحمل معه أي ردّ إيجابي من إسرائيل على مطالب الحركة. وذكر الصحافي أليكس فيشمان، أحد خبراء الأمن والسياسة في إسرائيل، أن أجهزة الأمن الإسرائيلية قدّمت توصية للحكومة، مفادها أن ميناء في غزة تحت رقابة دولية لن يكون له أثر سلبي في الأمن الإسرائيلي، لكن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو رفض الموافقة عليه لأسباب سياسية، منها أن اتفاقاً من هذا النوع سيشجّع الدول الأوروبية على الاعتراف ب «حماس»، وأنه قد يدفع الرئيس محمود عباس الى الاستقالة. وقال أن مصر أيضاً طلبت من إسرائيل عدم التوصّل الى اتفاق مع «حماس»، لأنه يؤثر في وحدة الأراضي الفلسطينية. وأضاف فيشمان أن الحكومة الإسرائيلية وافقت على خطة لإعادة إعمار قطاع غزة وتنميته، لكن من خلال السلطة الفلسطينية، مشيراً الى أن تطبيقها مرهون باتفاق بين «حماس» والسلطة الفلسطينية. وقال أن الخطة تقوم على إعادة تحسين البنية التحتية والطاقة، وإنشاء محطة لتحلية مياه البحر، وإقامة مناطق صناعية في القطاع والسماح بتصدير منتجاتها الى الخارج. ولفت الى أن إسرائيل وافقت على إعادة إعمار غزة وتنميتها لمصلحتها أولاً، مؤكداً أن وجود تنمية وفرص عمل في القطاع سيقلّل من فرص الخطر الأمني. ويعترف المسؤولون في «حماس»، بأن مفتاح التنمية وإعادة الإعمار في غزة موجود في يد السلطة الفلسطينية المعترف بها من إسرائيل ومصر. وقال المسؤول: «لهذا السبب وغيره، نسعى الى التوصل الى اتفاق مصالحة مع السلطة الفلسطينية». وأضاف: «المشكلة التي تواجه المصالحة، هي إصرار الرئيس عباس على تسلّم السلطة في قطاع غزة من دون أي اعتراف بالموظفين والمؤسسات والأجهزة التي أقامتها الحكومة السابقة، أي حكومة حماس». وتابع: «السلطة تريد حلّ الأجهزة الأمنية التي أقامتها حكومة حماس، واستبدال المسؤولين والموظفين في المؤسسات والمعابر المختلفة، وهذا أمر لا يمكن لحماس أن توافق عليه». وأضاف: «سنبقى نكيّف أنفسنا في قطاع غزة وفق الإمكانات المتواضعة الى حين حدوث تغيير يسمح بحلّ هذه المعضلة».