كشفت مصادر فلسطينية موثوق فيها ل»الحياة» أن إسرائيل وافقت على إنشاء ممر بحري يربط قطاع غزة بجزيرة قبرص في البحر المتوسط، في مقابل تهدئة طويلة قد تصل إلى سبع أو عشر سنوات. وأضافت أن إسرائيل وافقت أيضاً على رفع الحصار كلياً عن القطاع، ما يعني العمل في شكل طبيعي على إعادة إعمار ما دمرته الدولة العبرية خلال العدوان الأخير على القطاع. وأشارت إلى أن إسرائيل لا تزال ترفض، حتى الآن، السماح بإعادة بناء مطار غزة الدولي الذي يحمل اسم الرئيس الراحل ياسر عرفات. وأوضحت أن إسرائيل رفضت عرضاً قطرياً بإنشاء مطار في إسرائيل على نفقتها الخاصة في مقابل موافقة إسرائيل على إعادة إنشاء مطار غزة، إلا أن الدولة العبرية رفضت العرض أيضاً. ولفتت إلى أن التوصل إلى اتفاق شامل لا يزال بعيداً، ولن تقبله إسرائيل من دون التوصل إلى اتفاق شامل لتبادل الأسرى بين الطرفين. وأشارت إلى أن موافقة إسرائيل على الممر المائي ورفع الحصار جاءت عبر الخط التفاوضي غير المباشر بين إسرائيل وحركة «حماس»، والذي يقوده المبعوث السابق للجنة الرباعية الدولية توني بلير. وكان بلير التقى في الدوحة أول من أمس رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، في ثاني اجتماع بينهما خلال ستة أسابيع. وأكدت المصادر وقيادي في «حماس» عقد الاجتماعين. وقالت المصادر الموثوقة إن المفاوضات بين إسرائيل و»حماس» شهدت تقدماً ملموساً على طريق التوصل إلى تهدئة طويلة. وكانت إسرائيل توصلت في 26 آب (أغسطس) عام 2014 إلى تهدئة موقتة مع فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها «حماس»، بوساطة مصرية، وضعت حداً لعدوان دام 50 يوماً، وأسفر عن استشهاد 2200 فلسطيني وجرح 11 ألفاً آخرين، معظمهم من المدنيين، وتدمير عشرات آلاف المنازل، في حين قتل 27 إسرائيلياً، جلهم جنود. وأثناء المفاوضات التي شاركت فيها السلطة الفلسطينية، طالبت فصائل المقاومة برفع الحصار المفروض على قطاع غزة كلياً، وفتح المعابر، وفتح ميناء، وإعادة إنشاء المطار. وبعد شهور طويلة على التوصل إلى اتفاق التهدئة الموقتة، وصل بلير إلى غزة قبل أشهر قليلة للاطلاع على الأوضاع الإنسانية في القطاع، في خطوة تأتي في إطار المفاوضات التي يجريها بين الطرفين. وجاءت استقالة بلير بعدها من منصبه كممثل للجنة الرباعية لتسهيل مهمته ورفع الحرج عن اللجنة التي اشترطت على «حماس» الاعتراف بإسرائيل، والاتفاقات الموقعة بينها وبين منظمة التحرير الفلسطينية، ونبذ العنف، وهي شروط ترفضها الحركة. وأضافت المصادر أن بلير أبلغ مشعل بأن السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس يرون في هذه المفاوضات تجاوزاً ل»السلطة الشرعية الممثلة للشعب الفلسطيني». وتنقل بلير، الذي لم يعد له أي صفة رسمية، لكن خطواته تحظى بدعم أميركي وإسرائيلي وأوروبي وعربي، بين عواصم المنطقة، إذ التقى قبل أسابيع عدة في القاهرة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس المخابرات العامة اللواء خالد فوزي، ومستشار العاهل الأردني للشؤون الأمنية الفريق أول فيصل الشوبكي، إضافة إلى عدد من المسؤولين العرب والفلسطينيين والإسرائيليين. في غضون ذلك، كشفت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، أن وحدة خاصة استولت على طائرة استطلاع إسرائيلية من نوع «سكايلارك 1» صباح 22 الشهر الماضي، وتمكنت من إدخالها في الخدمة لديها. وأكدت أنه بعد الاستيلاء على الطائرة، تم إجراء الفحوص الأمنية والفنية اللازمة، وتفكيكها ودراسة النظم والتقنيات التي تعمل بموجبها، قبل ان تعيد تركيبها وإدخالها الخدمة.