أكد الرئيس الأميركي باراك اوباما في اليوم الأول من زيارته كينيا أن «أفريقيا تسير قدماً، وهي إحدى المناطق التي يسجل فيها أكبر نمو في العالم». وقال في افتتاح قمة عالمية لريادة الأعمال: «الناس يخرجون من الفقر والدخل يرتفع والطبقة الوسطى تتسع، والشبان يستفيدون من التكنولوجيا لتغيير طريقة إدارة أفريقيا أعمالها». وسبق أن زار اوباما كينيا حين كان عضواً في مجلس الشيوخ الأميركي. وتعقد القمة وسط إجراءات أمنية مشددة أدت إلى نشر 10 آلاف شرطي، أي ربع قوات الشرطة الوطنية في العاصمة، وإغلاق مناطق والمجال الجوي فوق كينيا لدى هبوط طائرة الرئيس الأميركي، وذلك بسبب القلق من حركة «الشباب الصومالية الإسلامية» التي شنت عدداً كبيراً من الهجمات الانتحارية وارتكبت مجازر على الأراضي الكينية، بينها قتل 147 طالباً في هجوم على جامعة غاريسا في نيسان (ابريل) الماضي، وكذلك قتل 67 شخصاً في هجوم على مركز «ويست غايت» التجاري في قلب العاصمة نيروبي عام 2013. وكانت السفارة الأميركية حذرت من أن هذه القمة قد تكون «هدفاً محتملاً للإرهابيين»، علماً أن مقرها استهدف بهجوم دموي شنه تنظيم «القاعدة» عام 1998، وحصد 224 قتيلاً. والولايات المتحدة شريكة رئيسية لكينيا في مكافحة الإرهاب. وأرسلت نيروبي قوات إلى الصومال في إطار قوة الاتحاد الأفريقي، بينما تستهدف طائرات أميركية بلا طيار باستمرار مقاتلين في حركة الشباب. إلى ذلك، صرح الرئيس الكيني اوهورو كينياتا بأن «استضافة القمة العالمية لريادة الأعمال تقدم وجهاً آخر لأفريقيا يختلف عن الصورة التي ترسمها وسائل الإعلام». وزاد: «الخطاب عن اليأس الأفريقي خاطئ، وهو لم يكن يوماً صحيحاً، إذ إن أفريقيا منفتحة ومستعدة للأعمال». وكان اتهام المحكمة الجنائية الدولية الرئيس كينياتا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بسبب دوره في أعمال العنف التي تلت الانتخابات في نهاية 2007 ومطلع 2008، عرقل لفترة طويلة عودة اوباما «إلى أرض الأجداد». وأسقطت هذه الملاحقات في كانون الأول (ديسمبر) ما مهد للزيارة الرئاسية. وليل الجمعة، تجمع عدد كبير من الكينيين على الطريق المؤدية من المطار إلى وسط المدينة لتحية الرئيس في سيارة الليموزين التي استقلها مع أوما، أخته من أبيه، وصولاً إلى الفندق حيث تناول العشاء مع عدد من أفراد عائلته الكينية بينهم «ماما سارة» التي يناديها «جدتي» والتي ساعدت في تربية والده الراحل حين كان طفلاً. وليس مقرراً زيارة اوباما قبر والده في قرية كوجيلو (غرب). وتحدثت صحيفة «ذي ديلي نايشن» عن «ظاهرة اوباما»، ودعت الكينيين إلى التمثل به واغتنام «الفرص التي تقدم لنا كأفراد وكأمة بلا حدود». وأضافت: «إذا كان هناك شيء يجب تعلمه من الزيارة الرئاسية هو أننا نستطيع تجاوز الانقسامات الصغيرة التي جعلتنا نقف ضد بعضنا البعض». وعموماً، ستتناول محادثات اوباما في كينيا التجارة والاستثمار ومكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان. وسيلتقي اليوم أعضاء في المجتمع المدني كانوا قد أبدوا استياءهم من تزايد القيود في البلاد.