عندما تطالع عبر مواقع التواصل الاجتماعي سواء في بريدك الإلكتروني أو صفحات الفيس بوك أو تويتر وغيرها تجد حملة إعلامية لنصرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولا نعيب عليهم ذلك البتة فكلنا فداء لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم . ولكي تعلم مدى الجهل المركب الذي يقع فيه الكثير ممن يدعون الإسلام والغيرة على رسولهم صلى الله عليه وسلم ما عليك سوى مشاهدة ماذا يفعلون غدا براية التوحيد وهي تحمل "لا إله إلا لله محمد رسول الله" في شوارع المملكة من أقصاها إلى أقصاها والتناقض . فعندما يأخذون رايات التوحيد كالإزار على عوراتهم يأخذونها ليعبثوا بها في الشوارع وعلى مركباتهم ويأخذنها بعض النسوة كالخمار على وجوههن ولا حول ولا قوة إلا بالله . إن راية التوحيد تهان كل عام باسم حب الوطن وما هي والله وتالله إلا علامة تشير إلى هلاك هذا الوطن بسبب سوء أعمالنا . فبينما بدأت هذه الراية على أسنة الرماح هاهي تنتهي تحت عبث الرعاع والقصر بسبب أن خلفهم أمة أصبح المنعم عليهم يهان في الأزقة والطرقات بالإضافة إلى اسم نبي الرحمة والهدى صلى الله عليه وسلم فأي حب يدعون وأي نصرة يزعمون وهذا حالهم . تخيلوا معي أن صورة أو اسم مسئول تداس بالأقدام أو تحت عجلات السيارات وتنشر عبر اليوتيوب ماذا ستكون ردة الفعل ؟ كيف نستطيع تصديق هذه الشعارات المنادية بنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نشاهد كل عام راية التوحيد في متناول العابثين بأنفسهم من الأساس ؟ مروجين لفكرة لا علاقة لها لا بالوطن ولا الوطنية لا من قريب ولا من بعيد فمن أقام الوطن ووحده وأمنه وصانه قدر الله نصرة لمن قدره ،وسيكون نهايته قدر الله بسبب أفعال من لا يقدره أعجب ورب مكة وأيما عجب من هذه الازدواجية العقيمة فبينما تقوم الدنيا ولا تقعد لأجل يهودي أستخف برسول أمة الإسلام صلى الله عليه وسلم وحسبه أنه يهودي فما بالك بأبناء أمة الإسلام وهم يمارسون العبث بأنواعه بأعلام تحمل كلمة التوحيد " لا إله إلا الله" واسم نبيه "محمد صلى الله عليه وسلم " وتمتهن في شوارع مهبط الوحي فأي عقول وأي إسلام وأي خدمة يقدمونها لهذا الوطن . مصدر الخوف من الله عز وجل وصدق المحبة لرسوله صلى الله عليه وسلم تتأتى عندما يمنع بيع الأعلام الحاملة لكلمة التوحيد " لا إله إلا الله" المتبوعة بمحمد رسول الله أو كتابتها على الشعارات المستخدمة كممسكات الشعر والحلق والسلاسل وغيرها مما يفضي إلى امتهانها وجعلها مصدر سخرية واستخفاف من بعض العابثين والاكتفاء باللونين الأخضر والأبيض إجلالا ورفعة لمن نحن في ظل رحمته وكرمه ونعمه, إلا أنه للأسف رغم بساطته لم يحصل بل يتكرر ذلك العبث كل عام !!! فكيف ننشد العزة والرفعة وقد أصبحت محافلنا تتمتهن راية التوحيد ؟ وكيف تقوم لأمة الإسلام قائمة بعد ذلك العبث ؟ أفلا يكفي أن نعتبر بدل أن يسقط الجميع في وحل الموبقات بسخافتنا ؟ وأن نخشى من غضب الله منا بسبب إعراضنا عن الحق ولي أعناقنا والإدبار أمام تلك المشاهد دون خجل وإصرار على الباطل . إن رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم رفع راية التوحيد منذ بزوغ فجر الإسلام ومعها رفع أمته بإعلاء كلمة التوحيد ونحن ندعي حبه وننزل راية التوحيد إلى الثرى بعد أن كانت شامخة في الثريا فأي حب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ندعيه وأي نصرة تلك التي ندعيها . فإذا كان الكفار واليهود أساءوا لنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم فسفهائنا ممن ينتمون للإسلام للأسف بما يفعلونه براية التوحيد يسيئون لله عز وجل ونبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم وغدا لناظره قريب فمن لم يصدق فليشاهد وينظر بأم عينيه غدا ماذا يحدث في شوارع المملكة. في الختام ماذا عسانا نقول إلا أننا نبرأ لك اللهم مما يحدث ونستجير بك من عذابك وعقابك وشر عبادك ونوكل من لا قدرة لنا عليه إليك وأنت ولينا ومولانا وإليك المصير وحسبنا الله ونعم الوكيل,اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد .