تحدي NASA بجوائز 3 ملايين دولار    سجن سعد الصغير 3 سنوات    تحديات تواجه طالبات ذوي الإعاقة    حرفية سعودية    استمرار انخفاض درجات الحرارة في 4 مناطق    السد والهلال.. «تحدي الكبار»    ظهور « تاريخي» لسعود عبدالحميد في الدوري الإيطالي    قيود الامتياز التجاري تقفز 866 % خلال 3 سنوات    رئيسة (WAIPA): رؤية 2030 نموذج يحتذى لتحقيق التنمية    سعود بن مشعل يشهد حفل "المساحة الجيولوجية" بمناسبة مرور 25 عامًا    أمطار على مكة وجدة.. «الأرصاد» ل«عكاظ»: تعليق الدراسة من اختصاص «التعليم»    «التعليم»: حظر استخدام الهواتف المحمولة بمدارس التعليم العام    «الاستثمار العالمي»: المستثمرون الدوليون تضاعفوا 10 مرات    فصل التوائم.. أطفال سفراء    نيوم يختبر قدراته أمام الباطن.. والعدالة يلاقي الجندل    في الشباك    بايرن وسان جيرمان في مهمة لا تقبل القسمة على اثنين    النصر يتغلب على الغرافة بثلاثية في نخبة آسيا    قمة مرتقبة تجمع الأهلي والهلال .. في الجولة السادسة من ممتاز الطائرة    وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الرباعي بشأن السودان    نائب أمير الشرقية يكرم الفائزين من القطاع الصحي الخاص بجائزة أميز    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    ضاحية بيروت.. دمار شامل    من أجل خير البشرية    وفد من مقاطعة شينجيانغ الصينية للتواصل الثقافي يزور «الرياض»    ألوان الطيف    مملكتنا نحو بيئة أكثر استدامة    «بنان».. جسر بين الماضي والمستقبل    حكايات تُروى لإرث يبقى    جائزة القلم الذهبي تحقق رقماً قياسياً عالمياً بمشاركات من 49 دولة    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    أهمية قواعد البيانات في البحث الأكاديمي والمعلومات المالية    كلنا يا سيادة الرئيس!    القتال على عدة جبهات    معارك أم درمان تفضح صراع الجنرالات    نقاط شائكة تعصف بهدنة إسرائيل وحزب الله    الأمير محمد بن سلمان يعزّي ولي عهد الكويت في وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز الصباح    تطوير الموظفين.. دور من ؟    الدكتور ضاري    التظاهر بإمتلاك العادات    مجرد تجارب.. شخصية..!!    كن مرناً تكسب أكثر    نوافذ للحياة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    الرئيس العام ل"هيئة الأمر بالمعروف" يستقبل المستشار برئاسة أمن الدولة    قصر بعظام الإبل في حوراء أملج    ما قلته وما لم أقله لضيفنا    5 حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين    «مانشينيل».. أخطر شجرة في العالم    التوصل لعلاج فيروسي للسرطان    استعراض السيرة النبوية أمام ضيوف الملك    أمير الشرقية يستقبل منتسبي «إبصر» ورئيس «ترميم»    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي في دورته الثانية للعام ١٤٤٦ه    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الميت على الأمير ناصر بن سعود بن ناصر وسارة آل الشيخ    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    الأهل والأقارب أولاً    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العقول المفخخة تتوهم أنه ليس بينهم وبين الفردوس إلا تفجير سيارة أو قتل رجل أمن
مؤكداً أن فقد خمسة من رجال الأمن في ساعة واحدة فاجعة .. الشيخ البريك:
نشر في الرياض يوم 15 - 01 - 2006

دعا إمام وخطيب جامع الأمير خالد بن سعود بحي البديعة الشيخ سعد البريك أئمة المساجد والمعلمين لإدراك خطر الفكر التكفيري والغلو وبيان مخاطره والتصدي له.
وحذر البريك في خطبته ليوم الجمعة قبل الماضية من التكفيريين الذين يتوهمون أنه ليس بينهم وبين الجنة إلا تفجير سيارة أو قتل رجل أمن، مشيراً إلى أن أحداث القصيم الأخيرة فاجعة فقدنا فيها خمسة من فلذات أكبادنا من رجال الأمن البواسل في ساعة واحدة.
وقال الشيخ البريك في خطبته:
] ما كادت جراح عدد من رجال الأمن تندمل ونزيف عدد منهم ينقطع وظهور اخوانهم الذين سبقوا شهداء بإذن الله تجف حتى فجعنا وفجع كل غيور على دينه وملته وفجع كل مصلح في مجتمعه ووطنه وفجع كل حاكم ومحكوم وفجع كل صغير وكبير وذكر وأنثى فجعنا جميعاً بحادثة أليمة روعت الأنفس والأفئدة ونغصت الحياة وكدرت الطعام والشراب وأحدثت قلقاً وألماً يوم قتل خمسة من رجال الأمن وهم قيام ساهرون في رباط وحراسة في سبيل الله على أمن أرواحنا ومساجدنا وأولادنا وجامعاتنا وبناتنا وأموالنا ودورنا ودوائرنا ومصالحنا وجامعاتنا ومحاكمنا ومزارعنا ومصانعنا قتل هؤلاء وهم قيام ساهرون يخدمون هذا الوطن ورجاله وأهله ومن فيه من الصائمين القائمين العابدين القانتين السائحين المسلمين المؤمنين من الرجال والنساء والكبار والصغار وما ذنب هؤلاء يقتلون !! وعلى يدي من .. على يد الصرب .. لا، على يد اليهود.. لا، على يد المحتل .. لا، إنها أيد رضعت من لبننا وشربت ماءنا وترعرعت بيننا وتربت بين أظهرنا طائفة من أبنائنا بغوا ولا يزالون يبغون علينا ويفجعوننا في ثلة من كرام أحبتنا من رجال الأمن الذين قضى خمسة منهم شهداء بإذن الله وهم في رباط وحراسة في سبيل الله وقبل أن نخوض في أمرنا هذا نقف وقفة إكبار وإجلال ودعاء وثناء لرجال الأمن، اللهم يا حي يا قيوم يا أرحم الراحمين نسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العلا واسمك الأعظم الذي إذا سئلت به أعطيت وإذا دعيت به أجبت أن تغفر لهم ذنوبهم كلها دقها وجلها صغيرها وكبيرها اللهم اغفر لهم وارحمهم اللهم عافهم واعفو عنهم اللهم أكرم نزلهم اللهم وسع مدخلهم اللهم اغسلهم بالماء والثلج والبَرَد ونقهم من الذنوب والخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم ضيفهم رحمتك واجعل منازلهم جنتك اللهم تكفل بأزواجهم وأبنائهم وارحم اللهم دموع آبائهم وأمهاتهم اللهم أجبر أهليهم على فقدهم وفراقهم اللهم أجمعنا بهم في جنات النعيم اللهم ارفع درجاتهم في عليين وارفع نزلهم في المهديين ولكل من قضى من الشهداء من رجال الأمن أجمعين بإذنك ومنك وكرمك يا رب العالمين وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين رجال أمننا الذين سقطوا قبل أيام أثبتوا كل معاني الشجاعة والإقدام يقينهم قول الله عزَّ وجل: {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون} وقفة إجلال وإكبار دعاء وثناء صفاء ونقاء للشباب رجال الأمن القائمين على حدود الشريعة ومسالك الملة القائمين على مصالحنا ومصالح العباد جعلوا أعينهم ساهرة والناس نيام وخرجوا واقفين في برد قارص وهم يلتفتون ذات اليمين وذات الشمال يخافون أن تمر سيارة مفخخة فتفجر في مدارس أبناؤنا يدرسون فيها أو في مدارس بناتنا يدرسن فيها أو في بيوت وأحياء أهلنا وآباؤنا وأمهاتنا يسكنونها رجال أمننا خرجوا من بيوتهم في وقت آوى كل صاحب دار إلى داره وسكن كل زوج إلى زوجته وكل حبيب إلى حبيبته كل تنعم على فراشه فوقفوا قياماً وكل تنعم بلذيذ طعامه فوقفوا يلتفتون خوفاً وخشية على هذه الأرواح والبلاد لم يقفوا في مكان واحد وقفوا على البحار في خفر السواحل وعلى الحدود والمنافذ في سلاح الحدود على الطرق والمسار في أمن الطرق وعلى أفواه السكك وعلى الشوارع والمداخل والمخارج كلها وقفوا في كل مكان إن الناس يجلون ويكبرون ويعظمون ذلك الطبيب الذي قام بعملية جراحية واحدة فأنقذ حياة رجل أو امرأة أو فصل بين توأمين وأنقذ حياتهما ولو كبر على حالهما لماتا وحق لمثل هذا الطبيب أن يُذكر فيُشكر، لكن أيهم أعظم وأيهم أبلغ إنقاذ حياة رجل وامرأة مرضى أو اقناذ حياة شعب وأمة ومجتمع وأسر ورجال ونساء وأقوام كثر ماذا طلب رجال الأمن في هذا السهر وماذا أرادوا بهذا الوقوف وماذا قصدوا بهذا التغلغل بأعينهم ذات اليمين وذات الشمال يوقفون كل شاذة وفاذة وكل سيارة وكل المارة من .... وبين هويتك وماذا في سيارتك لعل أحداً ابتلاك بشيء وضع لك وأنت لا تدري فكان جزاء أحدهم يوم أن سأل واحداً من هؤلاء الذين اعتدوا على الأرواح والدماء سأله مبتسماً متلطفاً فرد عليه بفوهة رشاشه دنا إليه رووفاً رحيماً به، فالتفت إليه ببندقيته التي مزقت نياط قلبه وقطعت شرايين فؤاده وفجرت نخاع جمجمته ماذا طلب رجال الأمن من سهرهم وقفوا حتى لا يتسلل المجرم بأسلحته تفتك بأرواح العباد وقفوا حتى لا يتسلل قُطاع الطريق إلى مصالح الناس في أسواقهم ومتاجرهم ومساجدهم كي لا تسرق أو تحرق أو تتلف أو تبدد وقفوا حتى لا تنجح محاولات لتهريب المتفجرات أو ترويج المخدرات أو توزيع المسكرات، وقفوا من أجل أن يكتب وقوفهم شاهداً لهم عند الله عزَّ وجل رباطاً في سبيل الله قال صلى الله عليه وسلم: عينان لا تمسهما النار؛ عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله وقفوا وكلهم يقول:
فلسنا على الأعقاب ترمى كلومنا
ولكن على أقدامنا تقطر الدما
ترددت استبقيا الحياة فلم أجد
لنفسي حياة مثل أن اتقدما
الأجل لا يتقدم ولا يتأخر
.... من الموت أفر
يوم لا قدر أي يومي أم يوم قدر
ليوم قدر لا ارهبه
وعن المقدور لا ينجي الحذر
ليس للعبد اختيار في ساعة الأجل ولكن له اختيار في حالة الأجل للعبد اختيار أن يموت مقبلاً غير مدبر، أن يموت صامداً ثابتاً غير فار ولا مهزوم كما وقف رجال الأمن في هذه الحادثة له اختيار ان يموت مصلياً او ان يموت سكراناً مخموراً له اختيار ان يموت في ساحة الشرف والعز او ان يموت مرابياً زانياً كيف يموت هؤلاء الارهابيون لا أحد يدعولهم لا أحد يترحم عليهم لا أحد يذكرهم بخير لم ينفعوا انفسهم ولا والديهم ولا دينهم ولا وطنهم ولا أمتهم تركوا اعداء الدين والوطن وقتلوا الاقارب والاهل اما رجال الامن والابرياء الذين قضوا في ظل هذا الغدر والعدوان فالكل يترحم عليهم ويدعو لهم والآلاف يصلون عليهم ويشيعون جنائزهم ويبقى لهم ولأبنائهم وذرياتهم ذكر ما ذكر الناس العز والشرف والبسالة ان الفكر المنحرف ان الفكر التكفيري فكر سذاجي لا حدود له يمكن ان يتسع ليشمل من كان يظن انه بمنأى عنه كانت بدايته في المجمعات السكنية التي يسكنها الاجانب بدعوى اخرجوا المشركين من جزيرة العرب ثم تطورت لتطول او لتطال مجمعات مختلطة ثم تحولت تلك المعارك لتستهدف رجال الامن الذين عرفوا حقيقة مقاصدهم فلا والله ما ارادوا مشركين وانما كفروا المسلمين وعبثوا بأرواح الآمنين وسفكوا دماء المؤمنين توجهوا ببنادقهم الى رجال الامن الذين حالوا بينهم وبينما يشتهون فاستهدف رجال الامن منذ مدة وفي القريب هذا كما حصل في مدينة المذنب ثم تطور الامر ليطال ضحايا ابرياء لا علاقة لها بالاحداث ولتعود مواجهة مفتوحة مع رجال الامن والعز والشرف تتابع مسلسل التدمير والتفجير تحت رايات الغلو والتكفير وفاجأتنا وفجعت كل من في قلبه ادنى ذرة من ايمان لتكدر على الناس صفو العيش ولتضيف الى المقابر قبوراً والى المفجوعين ارامل وايتاماً وثكالاً لا يجدون إلا ان يقولوا حسبنا الله ونعم الوكيل {ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار}، {ولا يحيق المكر السيئ ألا بأهله} هذه طبيعة الفكر التكفيري الجامح الذي يتخذ العنف وسيلة لحسم خلافاته او لتأكيد صحة اجتهاداته وهذه النهاية ومآلات الاستهانة بالعلماء والتطاول على ولاة الامر والافتيات عليهم وعدم تعظيم ما حرم الله من شأن امر الناس ودمائهم أي منطق هذا ذاك الذي يقول اسقطوا طائرة واغرقوا سفينة لأن أحد الركاب لا يحب أحد المسافرين على متنها وأي منطق يقول دمروا المستشفى وفجروا المحكمة لأن احد المرضى او الخصوم خرج مظلوماً او عليلاً أيها المسلمون أيها المؤمنون اسمعوا وعوا وانقلوا ذلك الى ابنائكم وبناتكم وازواجكم الدين ديننا والبلاد بلادنا والامن امننا والسفينة سفينتنا نحن الناجون او الهالكون ونحن المهتدون او الضالون ونحن الرابحون او الخاسرون المستقبل لأطفالنا واجيالنا فهل نأكل الدمار و... المجاعة أم نلتحف عواطف ونورث السراب في ظل الصمت والتواطؤ على السكوت والمجاملة ان هؤلاء المفسدين ان هؤلاء بعقولهم المفخخة لم يكونوا أشباحاً نسمع بها ولا ترى لم يكونوا خيالاً لا يعرف ولا يدرك لكنهم بشر عاشوا في مجتمعنا وتنقلوا بأحيائنا لهم صلات تعرفهم وتعرف تحركهم وما يخطط له ويهدفون اليه ليس عسيراً ان تتكرر لهم مطالب الوعظ والتخويف والتذكير بالله وابلاغ الجهات المعنية بشأن من عرف عنه انه حامل ناقل مؤجج لهذا الفكر مفخخ مدمر بسببه قبل ان يأثم الساكت مع الفاعل في سفك الدم وازهاق النفس يجب ان نتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم لعن الله من اوى محدثاً أليس السكوت عن هؤلاء جريمة في حق ديننا وفي حق وطننا وفي حق انفسنا وارواحنا واطفالنا واجيالنا مثل نبينا صلى الله عليه وسلم هذا المجتمع بسفينة فقال انما مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل اناس استهموا على سفينة فكان لبعضهم أعلاها وكان لبعضهم اسفلها فكان الذين في اسفلها اذا ارادوا ان يستقوا الماء مروا على من فوقهم ليأخذوا الماء فقالوا لو اننا خرقنا قال الذين في اسفل السفينة لو اننا خرقنا في نصيبنا هذا خرقاً لاستقينا دون ان نمر بمن فوقنا فإن هم تركوهم هلكوا وهلكوا معهم جميعاً وان هم اخذوا على ايديهم نجوا ونجوا جميعاً كنا لا نرى يتيماً او لا نسمع بأرملة او ثكلى الا على جريمة بسبب يد معتد او مجرم او فاجر واليوم اصبحنا نرى الجرائم على فجور ولكن على نوع جديد فجور ينسب الى الاسلام معاذ الله قتل ينسب الى الدين نبرأ الى الله ازهاق الانفس وينسب الى الولاء والبراء معاذ الله قتل الارواح وسفك الدماء وينسب الى الملة اذا كان هؤلاء يقومون بدعوى هذه الجرائم يقومون بهذه الجرائم بدعوى الاصلاح فهذا فساد وتخريب وان كان من يؤيد التفجير والتدمير يحب نصرة المسلمين فيما يزعم فإن هذا شغل بأنفسنا عن ايواء ومساعدة واغاثة ودعوة اخواننا المسلمين ان اعمال العنف والتفجير والتدمير لا ترد للأمة حقاً مغتصباً لن تحرر فلسطين ولن يعاد لشعب العراق سيادته ولن يطرد الاحتلال من افغانستان ولن تنتهي المجاعة في افريقيا والصومال بمثل هذه الافعال لقد اثبتت الوقائع والاحداث ان هذه الاعمال ليس لديها مخطط ولا استراتيجية إلا القتل والتخريب والافساد والترويع ماذا جنوا من افعالهم سوى ان قتلوا انفسهم والله عز وجل ويقول {ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيماً}، {ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه ناراً وكان ذلك على الله يسيرا} قتلوا انفسهم والرسول صلى الله عليه وسلم يقول من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالداً مخلداً فيها ابداً ومن تحسى سماً فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها ابداً ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده... بطنه في نار جهنهم خالداً مخلداً فيها ابداً رواه البخاري ومسلم ماذا جنى هؤلاء من افعالهم سوى قتل انفس حرم الله قتلها بغير حق وقد قال عز وجل {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذاباً عظيماً} هل يعرف هؤلاء ما هي جهنم ما هي لظى هل يعرف هؤلاء ما هي الحاطبة هل يعرف هؤلاء ما هي المحرقة ان من قتل او قتل نفسه او قتل معصوماً او قتل واحدا من هؤلاء المعصومين ورجال الامن وأي الله من المعصومين الذين لا يجوز لأحد ان يستبيح دماءهم لكونهم وقفوا حراسة وسداً وصيانة ودفاعا عن دينهم ومساجدهم وعن مجتمعهم وامنهم فهل يعرف هؤلاء معنى قول الله تعالى {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جنهم خالداً فيها} هل يعلمون قول الله تعالى {من اجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل انه من قتل نفساً بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعاً} والله سبحانه عز وجل يقول {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق} وقال صلى الله عليه وسلم لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً قال أهل العلم أي ان من اذنب ذنوبا مهما تعددت وتنوعت فإن امر التوبة واسع مفتوح والحسنات تذهب السيئات إلا من قتل نفساً فإن كثير وعظيم حسناته مهما صبهم على خطيئة قتل النفس فإن قتل النفس خطيئة تحرق عملاً صالحاً كثيراً فلا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً إلاّ باب التوبة لا يزال مفتوحا قال صلى الله عليه وسلم لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق فكيف بقتل خمسة والله ما هم بسكارى وما هم في مراقص وما هم في ملاه وما هم في عبث وما هم في فور وما هم في لصوصية وما هم في قطع طريق، إنما هم في حراسة انما هم في رباط انما هم في جهاد وأيم الله قتلوا بغير حق زوال الدنيا أهون عند الله من قتل واحد منهم وقال صلى الله عليه وسلم لو ان أهل السماوات وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لاكبهم الله في النار أهل السماوات جميعاً وأهل الأرض جميعاً إذا اشتركوا في مؤامرة على قتل مسلم فإن الله يكبهم في نار جهنم فما بالك بمن قتل هؤلاء الخمسة لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم كل تأويل وتبرير لاستباحة الدماء المعصومة يوم ان أعلنها صريحة لأسامة بن زيد وأسامة صحابي مجاهد في سبيل الله رأى من الكفار قد روى سيفه من دماء الصحابة فأقدم عليه أسامة أقدام الذي لايهاب الموت فلما رفع السيف أسامة على رأس هذا الكفار.. شعاع السيف قال الكافر أشهد ان لا إله إلاّ الله فأول أسامة وظن أسامة رضي الله عنه ان الكافر ما قال هذه الشهادة إلاّ من أجل ان يفر من السيف فأهوى بالسيف على رأسه ففلقه شطرين فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فقال صلى الله عليه وسلم اقتلته بعد ان قال لا إله إلاّ الله ماذا تفعل بلا إله إلاّ الله يوم القيامة وإلاّ من قتل هؤلاء الخمسة ماذا يفعل بلا إله إلاّ الله التي ولدوا عليها وأذن بها في آذانهم ولقنوها ورضعوها من ثدي حليب أمهاتهم ماذا يقولون للا إله إلاّ الله التي درسوها في مدارسهم وتعلموها ماذا يقولون للا إله إلاّ الله التي نطقوا بها في صلواتهم وفي عبادتهم وفي صومهم وفي دخولهم وفي مصبحهم وممساهم ماذا يقول الذي قتل هؤلاء ماذا يقول القتلة لرجال الأمن الخمسة ولغيرهم ممن سبق وسلف وقضى نسأل الله ان يجعلهم شهداء ماذا يقولون للا إله إلاّ الله ماذا يجيبون الركوع والسجود والخضوع ماذا يجيبون الصيام والقيام ماذا يجيبون الحج والعمرة يقولون كفرناكم بالهوى كفرناكم بالشهوة قال لنا أحد أنكم كفرة وتركنا آلاف العلماء وضربنا بأقوالهم وتحذيرهم عرض الحائط يقولون أخذنا أقوال الأحاد وتركنا أقوال جماهير علماء الأمة تركنا أقوال الآحاد الشاذة وتركنا جماهير علماء الأمة أخذنا أقوال الجهلة وتركنا أقوال العلماء أخذنا أقوال الفتنة وتركنا أقوال السلم والأمن والطمأنينة في المجتمعات والأرواح ماذا يقول هؤلاء وهي رسالة لمن لا يزال حياً ويحمل هذا الفكر ان يراجع نفسه وان يتقي الله ربه وان يعلم ان هذا الطريق مسألة إلى سخط الله وعذابه وعوقبته وناره نبينا صلى الله عليه وسلم جعل يكررها ويرددها على أسامة أقتلته أقتلته بعد ان قال لا إله إلاّ الله أسامة رضي الله عنه يقول تمنيت أني لم أكن قد أسلمت قبل يومئذ يعني تمنى ان إسلامه كان بعد هذه الحادثة من شدة نكير النبي صلى الله عليه وسلم عليه بشأن هذا الكافر الذي كان في المعركة مع الكافرين أمام المسلمين وسيفه لا يزال رطباً من دماء الصحابة والنبي يحرف عليه كلمة لا إله إلاّ الله ماذا يفعل بها ماذا كسب هؤلاء غير زعزعة الأمن في بلاد الحرمين وهي تضرب مثلا لاستتباب الأمن واستقراره بين دول العالم ماذا فعل هؤلاء غير العبث بالأمن هل تعيش الحياة وتلذ وتطيب وتستقر وتستمر دون أمن واستقرار الأمن والاستقرار قضية لا تقبل الحوار ولا التفاوض وبدونها لا يلزم الاصلاح والدعوة يجب ان تكون مسألة الأمن في الأنفس والأرواح والفكر والضمائر مسألة مستقرة لا مساومة عليها من لم يحملها في قلبه ويرضعها في نشأته ويدرك ضرورتها في حياته فلم يعلم ان الأمن لم يستجد ولن يكون صفقة تباع وتشترى أو هبة تمنح أو كسب يطلب وإذا أصبح الأمن إذا أصبح المجتمع يتوسل الأمن ويستجدي الأمن فليعلم انه على الدنيا السلام الأمن والاستقرار ثمرة الإيمان و.. {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} الله الله في العقيدة، الله الله في التوحيد الله الله فيما يجب لله في ربوبيته وأفراده بكل أفعاله وفي ألوهيته وان يخص بكل العبادة دقها وجلها وان يوحد في أسمائه وصفاته، الله الله في نبيه في تصديقه وفي اتباعه وفي طاعته فيما أمر به وفي الانتهاء عما عنه نهى وزجر، الله الله في صحابة نبيه ان يعرف لهم قدرهم وان يعلى شأنهم وان لا يتعرض لهم بسب وان لا ينال منهم بنقص، الله الله في القرآن لا يمس ولا يحرف ولا ينسب إليه تحريف أو تأويل الله الله في السنة ان تحفظ على صحتها وأصولها الله الله في الأمة ان تحفظ البيضة وكل منكم على ثغر من ثغور الإسلام فالله الله لا يؤتين الإسلام من قبله {فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف} كيف تكون العبادة وكيف نملأ المساجد وكيف نملأ الجوامع وكيف يتغنى أطفالنا بالقرآن في حلقات التحفيظ وكيف يستمتع أبناؤنا بالعلم بالجامعات وكيف تستفيد أمهاتنا من المدارس في تحفيظ القرآن النسائية كيف يتحقق العدل في محاكمنا كيف نأمن في موانئنا كيف تجبى ثمرات العالم عبر البواخر التي هي كالجبال لتقف مصطفة كل ينتظر دوره ليرمي بخيرات بلاده على موانئنا وفي أرضنا ثم هذه المستودعات
العظيمة تنقل عبر الناقلات الكبيرة إلى المستودعات إلى المحلات إلى البيوت إلى الثلاجات إلى المطابخ كيف نعرف الأمن وكيف نستقر إذا لم نقدر قيمة هذا الأمن قد يقول قائل: وهل شأن الأمن هين إلى هذه الدرجة التي تخرج إلى ان تبح الحناجر وان يرتفع الصوت لو.. يختل الأم نعم يختل الأمن حينما يتوهم بعض هؤلاء ان ليس بينهم وبين الجنة إلاّ ان يفجر سيارة مفخخة أو حينما يتوهم بعضهم ان ليس بينه وبين الفردوس إلاّ ان يقتل رجل الأمن ويتوهم بعضهم أليس بينهم وبين المغفرة الاّ ان يقتل طفلاً أو يفجعهم باليتم أو ان يفجع امرأة لكون أرملة أو يفجع رجلاً بأطفاله بعد مقتل أمهم يختل الأمن حينما ينتشر فكر التكفير، تكفير المسلمين بغير حق والتهاون بهذا الفكر والتواصي بذلك قال لي عدد سامحهم الله وغفر لهم الاّ تسكت إلاّ تصمت لقد ملأه الإعلام والمنابر ضجيجاً عن الإرهاب والغلو والتطرف والفكر التكفيري الا يكفي ما مضى فقلت يا مسكين:
يا نائم الليل مسروراً بأوله
ان الحوادث قد يطرقن أسحارا
ولولا المزعجات من الليالي
لما ترك الخطأ طيب المنام
إذا قالت حذافي فصدقوها
فان القول ما قالت حذافي
وأضاف من يقول أن التكفير سحابة صيف أمطرت دماً ويتماً وترملاً وثكلاً ثم انقشعت فذلك مسكين لكني أتشاءم.. مأمور به شرعاً والواجب علينا ان نحذر وان نكرر التحذير وأول مسؤولية على من يقفون على المنابر ثم الذين يقفون في فصول الدراسة وقاعات التدريس بالجامعات ان يكونوا صادقين ونحسبهم كذلك ولا نتهم أحداً لكن وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ان ينبه إلى خطر الفكر التكفيري والعلو الذي لا يزال يريد ان يخلط الأوراق وان يستفيد من بعض الوقائع ومن بعض الأحداث ليوظف شيئاً هنا وهناك ما علاقة وضع العراق بقتل رجال الأمن في السعودية نعم أهل العراق مظلومون، أهل العراق احتلت بلادهم ،أهل العراق أغتصبت نساؤهم، أهل العراق قتل أبناؤهم وآباؤهم، فهل حلوا مشكلة العراق بقتل رجال الأمن في السعودية وهل انهاء مشكلة العراق مع دعائنا ليلاً ونهاراً وسراً وجهاراً وفي التراويح وفي القنوات في رمضان وفي خطب الجمعة هل حلوا مشكلتهم بأن تجبى وتجلب الأسلحة تهريباً من الشمال والجنوب إلى داخل المملكة من يفعل هذا هل يريد نصرة العراق أم يريد ان ينقل المعركة إلى داخل السعودية ان كانت السعودية شأن بالنسبة له يعنيه انها آخر قلعة لأهل السنة والجماعة على الكرة الأرضية وعلى كوكب الأرض وفي أنحاء البلاد سهام وأقوام وطوائف من أهل السنة والجامعة لكن تظل البضة والقبلة ومسجد نبينا صلى الله عليه وسلم هنا وبين أظهرنا ومسؤولية أمن ذلك كله علينا وبأيدينا ماذا استفاد هؤلاء عصوا ربهم وخالفوا نبيهم وخرجوا على ولاة أمرهم والله عز وجل يقول: {يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول: من خرج من الطاعة وفارق الجماعة ثم مات، مات ميتة جاهلية ومن خرج من أمتي على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مقيمها ولا يفي لذي عهد بعهده فليس مني فهل بعد ذلك من يظن ان مثل هذه الأفعال هل يبقى بعد ذلك من يظن ان في هذه الأفعال خير أو دفع أو بركة وإنما هي والله عدوان ومشاقة الله عز وجل يقول: {ومن يشاقق الرسول من بعدي ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا} نقول هذا الكلام ونحن في وقت أحوج ما نكون فيه إلى أن نجمع كلمتنا وأن نوحد صفنا وأن نجمع شملنا }ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} ونكرر نداءنا وخطابنا وكلامنا لهؤلاء فنقول ماذا استفتم سواء ان قدمتم مزيداً من الذرائع لأعدائنا الذين لازالوا ينددون بمناهجنا وينددون بمدارس تحفيظ القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وينددون بالدعوة والدعاة وينددون بكل جهود دولتنا في نشر الإسلام في العالم وبناء المراكز الإسلامية والمعاهد في أنحاء الأرض وماذا قدَّم هؤلاء سواء أن جعلوا هجمة المبتدعة أقوى وأنكل وأشد عن ما كانت عليه من قبل ضد أهل السنة والجامعة أن سبب ... هؤلاء يعود إلى أمور أهمها قلة فقههم في نصوص الشريعة وكلاً يرى أن نفسه قد أصبح عالماً وهو لم يعلم بعد من العلم شيئاً يحُسن به أحكام سجود السهو في صلاته أو أحكام المسبوق مع الإمام أعظم باب ضلوا فيه تكفير المسلمين ومن قال لأخيه المسلم يا كافر فقد باء بها أحدهما والجهل والحماس وعدم الاستفادة من العلماء الراسخين أو عدم الأخذ بأقوالهم والاصرار على التعلّق بالشواذ من الفتاوى المجهولة واتباع الهوى سبب للكثيرين خروجاً عن الاعتدال إلى الجنوح والاحداث بالدين يقول الشاطبي - رحمه الله - الاحداث بالشريعة إنما يقع إما من جهة الجهل وإما من جهة تحسين الظن بالعقل. وأما من جهة اتباع الهوى بصدد الحق وهذا الحصر بحسب الاستقراء من الكتاب والسنة والناظر في سمات هؤلاء الذين لا يتورعون عن قتل رجال الأمن يجد قاسماً مشتركاً من الجهل والهوى يجمع أطرافه المتناثرة ومما يدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم يخرج قوم من أمتي في آخر الزمان احداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية يقرأون القرآن لا يتجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. رواه البخاري نحذرهم ونخوفهم ولا نكفرهم ولو كفرونا فإن علي بن أبي طالب لما قيل له في الخوارج أكفار هؤلاء قال لا من الكفر فروا اخواننا بغوا علينا اخواننا واخوان جعلتهم دورعاً:
فصاروها ولكن للأعادي
وابناء ذخرتهم سيوفاً
فكالوها ولكن في فؤادي
يحدث الخلل عند ما تقدم آراء البشر على نصوص الشرع وعندما تؤخذ الفتاوى الشاذة المجهولة وتقدم على أقوال العلماء والقضاة والمجامع العلمية وهيئات كبار العلماء يحدث الخلل حينما يقع خرق في تنزيل أقوال الرجال مكان النقوص يقول ابن القيم رحمه الله اتخاذ أقوال رجل بعينه منزلة نصوص الشارع لا يلتفت إلى قول من سواه بل ولا إلى نصوص الشارع إلا إذا وافقت نصوص قوله هذا والله هو الهوى الذي أجمعت الأمة أنه محرَّم في دين الله عزَّ وجل وأن تعجب فعجب قول من يمرر لهم أو يسكت عنهم ويزعم أنهم يريدون اصلاحاً، فالسؤال هل الطريقة المشروعة لإصلاح الخلل تدمير ما تبقى من البناء متى أصبح الطريق إلى محاربة الرذيلة تحطيم ما بقي من الفضيلة متى أصبح الطريق إلى إصلاح الخطأ افساد ما بقي من الصواب متى أصبح الطريق إلى تطهير المياه تنجيس ما تبقى منها أن من أبجديات الإصلاح أن الذي يريد الإصلاح حقاً وصدقاً يفرح بالخير والثوابت والإيجابيات يبني عليها ويزيدها ليكمل مسيرته من منطلق الخير الموجود متوجهاً إلى مكافحة الخلل والخطأ. لماذا يصر هؤلاء على أن يصلحوا ما يظنونه إصلاحاً بالضحايا والدماء وقتل رجال الأمن. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.
وفي الخطبة الثانية قال الشيخ البريك: نحذر ونذكر رجال الإعلام وأصحاب الأقلام ألا يزيدوا النار وقوداً يوم أن يتطاول بعض من لا يدرك أبعاد ما يكتبه ويحدثه من آثار سلبية لكتابته ستؤجج المسألة زيادة فوق ما هي عليه أو يريد أن يخلط الأوراق لأن هناك من يتربص ليقول إن هذا القتل و أمثاله إنما جاء من تحفيظ القرآن وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله ونحن أصبحنا الآن بين فريقين خطيرين على أمننا ومجتمعنا، الفريق الأول فريق الغلو والتطرف والتكفير والتدمير، والفريق الثاني فريق العلمنة والتغريب وفريق الذين يزيدون النار اشتعالاً بكتابات يستفزون بها شباباً صالحاً أغياراً أطهاراً أغواراً ليس لهم في هذه الأعمال من علاقة فيستفزون من كتابات سيئة فلا يزيدهم ذلك الاستفزاز إلا ميلاً إلى فكر منحرف في وقت لا يجدون فرصاً متكافئة للرد على ما يكتبه بعض هؤلاء إن من واجبنا نصحاً لله ورسوله ولولاة الأمر وأئمة المسلمين وعامتهم أن ندعو إلى الاعتدال في مناقشة هذه القضايا فإذا كان المقال صفحة فليكن صفحتين الأولى جمل احترازية تسل كما تسل الشعرة من العجينة، كل الأبرار الطيبين الطاهرين وعامة أبناء هذا المجتمع سواء كان من الظالمين أنفسهم أو المقتصدين أو السابقين بالخيرات حتى لا نقسم مجتمعنا إلى لبراليين وراديكاليين كما يريده الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ويحبون أن تكون الفتنة أكبر وأعظم ليتسنى لأعداء الإسلام مزيداً من التغلغل والدخول في مجتمعنا أخيراً من هو المستفيد وماذا يريد وما هي مكاسب الأعداء الأولى والثانية والثالثة وأحداث المذنب الأخيرة مؤثرات خارجية واختراق أجنبي آثر على هؤلاء الشباب وانتج غلواً لدى فئات انتجت جفاءً لدى فئات أخرى، يقول سبحانه وتعالى واصفاً أعداء الملة الذين يتسللون بخفية في صفوف هذا المجتمع {لو خرجوا فيكم مازادوكم إلا خبالاً ولا أوضعوا أخلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين} {لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون، لو أن هذا الذي أطلق النار على رجال الأمن سلم نفسه لسلمت روحه أولاً وسلم من الوعيد العظيم في نار جهنم ولسلم من ازهاق أرواح رجال الأمن الخمسة وسلمت نفسه من ميتة سيئة وخاتمة سيئة ولو أنه سلم نفسه ما ضره أن يمكث مدة في ملاحظة وإصلاح منهج ومعالجة الشبهات ورفع أخطاء ودورات علمية شرعية قدمت لكثير ممن حاولوا أن يفعلوا أو فكروا أو تواطأوا أو استحسنوا أو ظنوا أن شيئاً من هذا الفكر له جاهه فلما سمعوا وقرأوا وتعلموا وانخرطوا في دورات علمية شرعية لدى الجهات الأمنية أصبح كل واحد منهم يقول أنا رجل الأمن بعد أن كنت أفكر في أن أغتال واحداً من رجال الأمن أو بعد أن كنت لا أحب أحداً من رجال الأمن أصبح يقول والله لا أتردد أن أكون واقفاً معهم يوم أن أسفر الصبح ذا عينين وكشف الغطاء وراء الأمور على حقيقتها ما ضره لو سلم نفسه والله لكان الأمر هيناً وهب أنها سنة أو أقل أو أكثر ثم خرج من السجن وقد قضى في سجنه صلاة وصياماً وعبادة قنوات المجد والقنوات النافعة تعرض عليه داخل السجن والكتب التي يريدها موجودة وطعامه وشرابه ودواؤه وعلاجه كل شيء ميسر له إلى أن تأكد أنه شفي من هذا المرض الخطير وفكر التكفير ومبادىء الغلو والتدمير ثم يعود إلى أهله سالماً معافى:
لكن يقضى على المرء في أيام محنته
حتى يرى حسنا ما ليس بالحسنى
إن باب التوبة مازال مفتوحاً ولكن حينما يشتد صوتنا وتعلو حناجرنا بالألم والفاجعة لفقد خمسة من فلذات أكبادنا وأرواحنا من رجال الأمن فينا فوالله لا نلام والله لا نلام والله لا نلام لو ملأنا الدنيا نواحاً على واحد فكيف بخمسة في ساعة واحدة وباب التوبة مفتوح وليتذكر أولئك قول الله عزَّ وجلّ: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم} فهذا نداء بأمر الله إلى الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم من جاء تائباً مسلماً نفسه تائباً إلى الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.