تشير دراسات وبحوث تطوير الذات الخاصة بدراسة الطاقة البشرية داخل الإنسان بنتائج غير إيجابية ، بعكس تلك الدراسات التي قدمت لنا في سنوات ماضية .. ما قرأناه في تلك الدراسات المتضاربة بين الصحة وبين الخطأ أو الإجتهاد في بعض الأحيان .. نعود لنحلل بعض من سلوك النفس البشرية في عصور متقاربة ، بل العصر الحالي ، فنجد أن هناك تطبع بل تقليد في بعض من التصرفات .. على سبيل المثال في الحديث والملبس .. فعندما نربطها بدراسة تطور الإنسان ومعايشته لمن حوله نجد أن هناك إرتباط مباشر ببعض التصرفات التي قد يعايشها الإنسان في حياته بغض النظر عن الجنس أو حتى المرحلة العمرية .. ( جرآند ) إسم لا يغيب عن ذاكرة أي طفل وبنسبة تمثل 80 بالمائة ، فلذلك نجد أن ( جرآند). يرتبط إرتباط مباشر مع المربي و المعلم و الأب و الموجه في التربية وفي تغيير السلوك الداخلي للطفل ، ولكنه عكس التربية السليمة .. من هو جرآند ؟ جرآند هو أحد أبطال البلايستيشن الذي لا يخلوا منزل منه . ماذا يعلمنا السيد جرآند ؟ يعلمنا عدم إحترام القوانين . يعلمنا القيادة المتهورة بالرغم من أن هناك ضوابط وقيود محددة وضعت للسائق وكل تلك الضوابط تخدم النظام بل أعدت لمستخدمي الطريق ولكن السيد (جرآند ) يعلمنا عكس ذلك .. يعلمنا السرقة وينمي بداخل أطفالنا حب السطو والسرقة ، بجرأة مباشرة لتنفيذ الجريمة دون خوف أو شعور بعقوبة السارق ، مما قد يتحول إلى سلوك داخل الطفل بل عادة ، لا يعي بخطورتها مستقبلاً . فلذلك نجد أن سلوك أبنائنا تتغير بل يتطبعون بما حولهم ويستقون ثقافتهم وسلوكهم من الوسائل الحديثة كالتلفاز أو النت أو البلايستيشن ، مما جعل المتخصصين في التربية وفي تطوير الذات في حيرة من أمرهم من حيث الطلب الزائد في تكثيف الجهود والدراسات لأجل وضع حلول أو معالجة تلك السلبيات ، فلذلك نستطيع أن نقول أن الدراسات المعدة لأجل التطوير والمحافظة على سلوك الطفل قد تضاربت ليس لعدم صحتها ولكن لا توآكب الحدث حيث أن العرض أقل من الطلب الذي نعيشه مع تسارع التقنية ومع تلك الرفاهية التي يعيشها المجتمع مما قد تخرج جيل لا يصلح أن يقود العالم القادم .. فبذلك يحتاج منك أيها الأب المعلم والمربي والموجه ، أن ننظر بجدية وبحزم لتلك التقنية التي تركت بيد أطفالنا ومرآقبة سلوكهم داخل أسوار المدرسة وخارجها .. يتحتم علينا المعرفة والإعتراف بأن عقلية الطفل اليوم لا تقارن بعقلية الطفل قبل سنوات ، فاليوم الطفل له عقلية مضاعفة لها قدرة عجيبة جداً وهبها له الله تعالى ، وبهذه العقلية قد يفوق علينا في التفكير في بعض الأحيان من حيث إكتشاف الأشياء ، ومن حيث متابعة مستجد الأمور في المجال الذي يناسب عمره وجيله ، وكذلك قد يحدث لنا ربكة فيما نقدمه من دراسات . جرآند نموذج لا غير من عدة نماذج طرحته لأجل شحث الهمم للحاق بهممهم وتقديم جديد علمنا ودراساتنا و من أصحاب الإختصاص ، لا نريد أن نتوقف أو نغير مسار بحوثنا ، كون أبنائنا ومجتمعاتنا بحاجة لنا وبحاجة لوضع حلول بديلة لأطفالنا من حيث توفير البيئة المناسبة من غير رفاهية قد تتحول لنقمة ، فمجتمعاتنا تعاني ألم هذه التقنية وألم ما يقدمه لنا الغرب لا ننكر بأن هناك شئ جميل ولكنه يحوي على كثير من السلبيات مما يتحتم علينا إيجاد بديل لما يقدمونه . الأب الفاضل .. المعلم .. المرشد .. الموجه.. نعلم بأننا سنثقل عليكم قليلاً عندما نحول هذه القضية لكم ولكنكم أنتم أملنا بعد الله ، أنتم من يملك حلول بديلة ،فقط نحتاج منكم الإسراع بتقديمها لهذا المجتمع وبطريقة محببة .. لا نريد محاظرات كالسابق بل نريد حضور وحلول ، نريد ترجمة ما تسمون إلية وما تحدثوننا به دوماً . اليوم قد نتحدث عن جيل ناشئ وصاعد هم أملنا نحتاج أصلاحهم قبل فسادهم ولنجعلهم أصحاب خلق وقيم ولنستخدمهم أداة لإصلاح ما فسد من جيل سابق كونهم هم الأقرب لذلك الجيل وقد يكون تأثيرهم أكثر .. دعونا نصنع من أبنائنا رجالاً ونخرج أجيال من مصنع صناعة التحدي .. أراكم .. بقلم أ . هارون المالكي [email protected]