العمل الناجح عادةً ما يخلق لك منافسين وحساد وحاقدين وربما طامعين، فهذه حال حياة الأعمال فقد قيل " الشجرة المثمرة هي من تقذف بالحجارة "، وهذا طبيعي وغير مستغرب ولكن المستغرب أن يأتيك البلاء من الحبيب والعاشق أو( من يظهر ذلك ). منذ تولي الأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد رئاسة الهلال فقد كلف سامي الجابر تولي الأمور الإدارية والتنظيمية بالفريق، وقد قام سامي بالعمل على أكمل وجه وحقق الفريق عدة بطولات وبمستويات لم يشهدها الفريق من قبل – بشهادة منافسي الهلال – وكون للفريق شخصية متميزة ( شخصية بطل لا يهزم ). من الطبيعي أن يكون لهذا العمل ضحايا، فالفريق لكي يصل بهذه الصورة بحاجة إلى تنظيم وحزم وصرامة، والجراءة على اتخاذ القرار مهما كان، والقضاء على المعوقات التي تعيق تحقيق أمال عشاق الفريق للوصول للأهداف المنشودة، حتى لو كان التضحية بأسماء لمعة في الفريق. وقد واكب هذا العمل موجات مد وجزر في الإعلام الهلالي بين مؤيد ومعارض لقرارات التي اتخذها سامي، اتهامه بالتفرد بالقرار، وانه يفقد الفريق نجوم وكوادر الجيدة. لكن الأيام أثبتت بعد نظر سامي الإداري وحنكته، وان قراراته كانت سليمة وصائبة وتصب في الصالح العام، أنهم لم يكونوا يرو ابعد من أرنبة انفوهم. رغم وجود قرارات اخطأ فيها سامي فمن لا يعمل لا يخطئ. لعل الهجوم الذي صاحب قرار بيع عقد خالد عزيز للشباب دليلاً على ذلك، واتهمته بأنه طارد للنجوم وانه يغار من نجوميتهم كانت أحكام تلفها العاطفة لا المنطق، فها هو خالد عزيز بعد تنقله من فريق إلى أخر لا يزال كما هو..!! واستمرت الأصوات التي تهاجم سامي الجابر وتطالب بإبعاده، وانه السبب الرئيسي لخروج الهلال الموسم الماضي من بطولة أسيا وعدم تحقيق بطولة الدوري لتعاقده مع المدرب الألماني دول والتعاقد مع لاعبين لا يفيدون الفريق وبمبالغ ضخمة أرهقت كاهل خزنة الهلال.. وتحت هذا الهجوم الذي استمر إلى بداية الاستعدادات للموسم الجديد مما اضطر الأمير الشاعر إلى الاستغناء عن سامي، ليتوجه بدوره لمجال التدريب، وليطور إمكانياته التدريبية ويصقلها فقد التحاق بالفريق التدريبي لاوكسير الفرنسي ( سوى كان تعاقد أو دورة تدريبية ). هذه الخطوة الممتاز ستصب في مصلحة سامي وستصنع للكرة السعودية مدرب متميز، يملك الخبرة وقوة الشخصية، والحنكة الإدارية ، لتخرج توليفة تدريبيه متميزة، سيكون مطلب للأندية بعد نهاية هذه الدورة. وبعد رحيل سامي عن الفريق الهلالي مر الفريق بعدة مراحل وصعوبات من تأخر التعاقد مع المدرب والتأخر التعاقد مع اللاعبين الأجانب، ومن ثم التعاقد مع مدرب ( العاطل عن العمل ) حسب رؤية الإعلاميين الهلاليين، وهاجموا هذا التعاقد وحكموا عليه بالفشل وان المدرب لن يستطيع تحقيق أمال عشاق الهلال بتحقيق البطولة الأسيوية، لضعف إمكانياته، ليعاد نفس السيناريو الهجومي الذي مورس مع المدرب دول ولكن دون وجد سامي..!! الهلال بدء هذا الموسم بداية سيئة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، فلا شخصية للفريق ولا نهج ولا تكتيك واضحين، وكان الأقرب لخسارة من هجر لو لا هدف القحطاني في الوقت بدل الضائع، لتتحقق ما كان يخشاه عشاقه بالخسارة في اللقاء الثاني وعلى أرضه وبين جماهيره..!! ومن شاهد اللقاءين لا يمكن أن يقتنع بان هذا هو الهلال الذي كان يتفوق على الفتح بالخمسة وبدون أي جهد، يعجز عن مجاراته، بقيادة مدرب ( عربي ) محنك يعرف من أين تؤكل الكتف صنع فرق منظم مستقر يملك أدوات تصنع الفارق وتتغلب على اكبر الفريق .. عكس الفريق الهلالي تماماً.. لتعود الجماهير الهلالية وعدد من النقاد الهلالين يتحسرون على هذا الفريق الذي لا يحمل من الهلال إلا اسمه، ( فقد خسر5 نقاط في مواجهتين )، ويعزون سوء المستوى لغياب التنظيم والحزم والانضباطية الإدارية التي غابت بغياب سامي الجابر..!! فهل تناسوا هؤلاء هجومهم على سامي وتحميله مسئولية الخسائر السابقة، وكأنهم بذلك يجسدون مقولة " ومن الحب ما قتل ".. وعلى الحب والخير نلتقي.