استعدادًا لموسم مختلف يسعى من خلاله بطل دوري زين السعودي للمحترفين وكأس ولي العهد فريق الهلال لتحقيق تطلعات جماهيرية العريضة آسيويًا بعد غياب قسري دام لما يزيد على ثماني سنوات، بدأ المارد الأزرق استعداداته للموسم الجديد بشكل ربما يكون مقلقا لجماهيره، فمسيرو البيت الازرق قرروا أن يكون معسكر الفريق في هذا الموسم في مدينة لينز النمساوية، التي انطلق من خلالها الفريق الموسم الماضي لتقديم أجمل المستويات، التي أعاد من خلالها هلال الذكريات القديمة في موسم يعتبر من اجمل المواسم الهلالية الاخيرة والتي توقع الكثير من الهلاليين تكرارها خلال هذا الموسم، ولكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن فقد جاءت البداية مخيبة للآمال، حيث سنسلط الضوء من خلال هذا التقرير على استعدادات الزعيم.. جيرتس يعرقل الهلال ربما كان هذا هو العنوان الأبرز من خلال العديد من الاخبار التي تحدثت عن عدم استمرار مدرب الفريق البلجيكي ايريك جيرتس وانتقاله لتدريب المنتخب المغربي، حيث بدأ القلق ينتاب جماهير الفريق ولاعبيه خوفا من فقد الاستقرار والانسجام وكذلك روح الانضباط التي أوجدها جيرتس منذ توليه قيادة الدفة التدريبية واستمرت هذه الاقاويل حتى ظهر رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد بتصريح فضائي أعلن من خلاله استمرار جيرتس على الاقل حتى نهاية الاستحقاق القاري، ولم يتأخر الوقت حتى بث المركز الاعلامي تصريحا لجيرتس من النمسا أعلن من خلاله اتفاقه مع مسؤولي الاتحاد المغربي، ولكنه في ذات التصريح أكد بقاءه مع الفريق الهلالي حتى تتحقق آماله وآمال الجماهير الهلالية بتحقيق الكأس الاسيوية، وهو ما أجمعت الادارة الهلالية على صحته ببقاء جيرتس في الفترة المقبلة التي تتطلب استقرار تدريبيا ونفسيا بشكل كبير وهو ما يعني صعوبة الاستغناء عن الداهية البلجيكي في الوقت الحالي. الدعيع المفاجأة ربما يكون الحدث الأبرز في البيت الهلالي من خلال الإجازة التي منحت للاعبين وقبل بداية المعسكر بفترة قصيرة هو إعلان حارس الفريق وقائده محمد الدعيع قرار اعتزاله بعد شد وجذب وفترة من المناورات التي لوح من خلالها الدعيع بعرض محلي كبير، إلا أن الرغبة الهلالية وتقدير الدعيع لأعضاء شرف الفريق الهلالي وعدم رغبته بالبقاء احتياطيًا بعد فترة طويلة من حماية العرين الأزرق دون منازع ليتخذ الدعيع القرار الاصعب ويعلن اعتزاله اللعب وهجره لكرة القدم ليطغى هذا القرار على جميع الاخبار الهلالية على جميع الاصعدة. أسماء جديدة لم تبحث الإدارة الهلالية عن أسماء بارزة لدعم فريقها؛ فبعد فشل المفاوضات مع العديد من اللاعبين يأتي أبرزهم المهاجم الوحداوي مهند العسيري سعت الادارة الهلالية لتدعيم دكة احتياط الفريق من خلال استقطاب مهاجم فريق الفتح فيصل الجمعان ومهاجم فريق الحزم وليد الجيزاني لدعم خط المقدمة في الفريق، الذي كان دائما ما يعاني في حال غياب نجمه الأبرز ياسر القحطاني، بينما جاء التعاقد مع لاعب الوطني يحيى الكعبي لسد النقص الحاصل في الجهة اليسرى في حال غياب اللاعب عبدالله الزوري ليكون الكعبي ثالث الصفقات الهلالية ولتقفل الادارة باب الاستقطاب الخارجي وتقوم برفض تجديد إعارة الثنائي سلطان البرقان والحارس فهد الشمري بعد مطالبة مدرب الفريق السيد ايريك جيرتس بعودتهم لصفوف الفريق، بينما حملت قائمة الأسماء المستغنى عنها أبرز المفاجآت، التي تمثلت برحيل لاعب الوسط عمر الغامدي بعد العديد من سنوات العطاء بالشعار الازرق، وكذلك الحال بالنسبة للمهاجمين احمد الصويلح ومحمد العنبر اللذين لم يقدما ما يشفع لهما بالبقاء في الصفوف الزرقاء خلال الموسم الماضي. الاستقرار الأزرق أجبر المستوى الكبير الذي قدمه رباعي الفريق الاجنبي مدرب الفريق السيد ايريك جيرتس على مطالبة الادارة بعدم التفريط بهم، خصوصا وأن الرباعي يعد من أهم أسلحة المدرب التي فتكت بخصوم الفريق في الموسم الماضي، بالرغم من حوم العديد من الشكوك قبل المغادرة الهلالية حول استمرار الثنائي تياقو نيفيز والذي اوضح المدرب حاجته التكتيكية له وكذلك مقدرة نيفيز على تقديم المزيد بعد نيله للراحة وتحقيقه للمزيد من الاستقرار وكذلك الحال للشمشون الكوري لي يونق والذي كانت مشاركته مع منتخب بلاده تؤرق قادة السفينة الزرقاء على تأثر مسيرته مع الفريق الهلالي ولكن بقي الحال على ما هو وبقى أجانب الهلال دون أي تغيير مما يمنح الفريق قوة اضافية وانسجاما افضل. غياب القناص أقلقت إصابة نجم خط الهجوم الازرق ياسر القحطاني كل محبي الهلال على غياب نجمهم، الذي أعلنت الأخبار في بدايتها غيابه مدة قد تصل إلى ثلاثة أشهر مما يعني غيابه عن بداية منافسات الفريق الآسيوية والمحلية بعد إصابته بخلع في الكتف، والتي تحامل عليها ياسر منذ منتصف الموسم ليجري القناص العملية الجراحية في فرنسا ويتواجد مع الفريق في بداية المعسكر ويتنفس الهلاليون الصعداء بعد معاودة بعض الألم لياسر، ولكن تبين فيما بعد انها آلام عادية لينخرط بعدها القناص في التمارين الهلالية ويعلن جهازيته لبداية قوية مع معشوقته المستديرة. وديات النمسا تنوعت وديات الفريق الهلالي، حيث بحث مدرب الفريق الهلالي عن التدرج في المباريات الودية، حيث كسب الفريق اولى مبارياته الودية امام فريق رابيد لينز النمساوي والتي كسبها الازرق بخماسية نظيفة ارتفع بعدها رتم المواجهات ليخسر الازرق ثاني مبارياته الودية أمام فريق تيم شواريا الروماني بثلاثية نظيفة، حيث استغل المدرب المواجهة لإشراك أكبر قدر من اللاعبين كونه يخوض المباراة امام فريق سيبدأ موسمه المحلي بعد ايام استمر النهج الهلالي في الارتفاع، ولكن جاء غضب الطبيعة ليوقف التصاعد الهلالي، مؤقتا بعد أن ألغت الامطار الغزيرة التي هطلت على النمسا المباراة الودية والتي ترقبتها الجماهير بين الهلال وفريق ليفربول الانجليزي ليخوض الفريق بعد ذلك لقاء وديا امام فريق كولون الالماني والذي انتهى سلبيا مستوى ونتيجة. العودة من سلوفينيا في سلوفينيا كانت نهاية المعسكر الهلالي الخارجي بعد أن خاض الفريق لقاء وديا قويا امام فريق فالنسيا الاسباني قدم من خلاله لاعبو الفريق الهلالي مباراة رائعة فشلوا من خلالها باستغلال الفرص، التي اتيحت لهم على عكس لاعبي الفريق الاسباني الذين استغلوا أخطاء الدفاع الهلالي لتنتهي المواجهة بفوز فالنسيا بهدفين نظيفين كشفت أمام جيرتس الاوضاع الهلالية، وكذلك كانت هي المواجهة الختامية لرحلة الفريق الهلالي الاوروبية قبل خوضه لبطولة النخبة في أبها التي حل فيها ثانيا بعد أن خسر بركلات الترجيح من نقطة الجزاء أمام الشباب، حيث قال سلمي الجابر بعد المباراة “أن المشاركة في بطولة النخبة الدولية الثالثة التي اختتمت مساء أمس الاول في أبها كانت جيدة جدًا وحققت الأهداف المرجوة منها”. خسارة النخبة وقال الجابر “لعبنا أمام أشقائنا (نادي الشباب) مباراة نهائية تليق باسم وتاريخ الفريقين، والأهم حقيقة من تحقيق البطولة المشاركة الفعالة. فلقد لعبنا ثماني مباريات ودية حتى الآن، أربع منها في معسكرنا الخارجي، وأربع في بطولة النخبة الدولية الثالثة، وهذا إعداد مناسب للفريق لخوض غمار استحقاقات الموسم الرياضي القادم”. وحول برنامج الفريق في المرحلة القادمة، قال الجابر “سيخضع اللاعبون الذين لم يشاركوا أمام الشباب إلى حصة تدريبية كاملة هذا اليوم، بينما سيؤدي البقية تمارين استرجاعية، ليتوجه بعدها الفريق إلى الرياض. وسيمنح اللاعبون إجازة يومي الأحد والاثنين، فيما ستبدأ تمارين الفريق في تمام الساعة العاشرة من مساء يوم الثلاثاء بغياب اللاعبين الدوليين، ليتأقلم اللاعبون على التمارين المسائية التي ستكون خلال شهر رمضان المبارك”. وحول محترفي الهلال ومشاركتهم لمنتخباتهم الوطنية قال الجابر “سيغادر كل من الكوري الجنوبي لي يونج والروماني رادوي لمشاركة منتخبيهما، وستكون عودتهما في الثاني عشر من أغسطس الجاري، فيما غادر السويدي ويلهامسون لمشاركة منتخب بلاده بصحبة عائلته إلى السويد عبر دبي”. ووجه الجابر شكره وتقديره لسمو رئيس النادي وسمو ونائبه وقال “أشكر رئيس مجلس الإدارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن مساعد وسمو نائبه الأمير نواف بن سعد اللذين كانا على اتصال معنا بشكل يومي للوقوف على جميع الاستعدادات”. وتمنى الجابر في ختام حديثه أن يوفق الله الفريق لتحقيق طموحات جماهير الهلال الوفية.