تزداد أوجاعنا في معالجة قضايانا الرياضية .. كلما تمكنت العاطفة من تسيد ردة الفعل على القرارات الهامة التي تصدر من الاتحادات الأهلية ولجانها .. أو تلك القرارات التي تصدر من الاتحادات القارية والدولية ..!! ويبدو أننا لم نتعلم من دروس السياسة في الرياضة داخل المضمار العربي .. فالجماهير في الطرفين السياسي والرياضي .. مازالت تؤمن بنظرية المؤامرة المنبثقة أصلا من العاطفة الجياشة التي تعمي البصيرة .. وتسير بنا إلى وحل الوهم الفاقد للرؤية السليمة المنفتحة على كافة الاحتمالات .. لينتج عنها أخطاء جسيمة في التشخيص تؤثر بشكل كبير في طرق المعالجة ..!! والقرار الآسيوي الأخير بمنح الأندية السعودية ثلاثة مقاعد ونصف المقعد في دوري أبطال آسيا .. برهان ساطع على ردة الفعل المبنية على العاطفة دون الإطلاع على المعايير واللوائح والأنظمة..!! التفسيرات والاجتهادات لفقدان نصف المقعد للأندية السعودية .. وصلت لعدد نجوم السماء .. والتشكيك في مصداقية ممثلي الاتحاد السعودي المدلج والنويصر بلغت الذروة .. والغموض كان سيد الموقف .. !! وضعت تفكيري أمام خيارين تجاه هذا الملف .. الأول أن أسير "مع القوم يا شقرة" .. وأخرج سيفي من غمده لقطع رقبتي المدلج والنويصر .. وهذا الطريق سهل المنال .. والثاني البحث والتقصي عن الحقيقة .. وهذا الخيار يتطلب الجهد والمثابرة والإطلاع والاتصال ..!! أخرجت سيفي أو لم أخرجه .. كنت على يقين بعدم الرد على اتصالاتي من قبل المدلج والنويصر .. لذلك استبعدت هذا الخيار .. لكنني بالتأكيد استعنت بالمعايير .. واتصلت بخبير .. واقتنعت بتصريح النويصر في صحيفة "قول لاين" أن الوفد السعودي دفع ثمن نزاهته في إعطاء الأرقام الحقيقية لحضور الجماهير مباريات دوري زين للمحترفين ..!! لكنني في نفس الوقت تساءلت .. إذا كانت نتيجة معيار "الحوكمة" سحب نصف مقعد من كوريا الجنوبية بسبب التلاعب في بعض نتائج الدوري الكوري .. أليس من الممكن سحب نصف مقعد من الأندية السعودية لنفس المعيار .. بسبب التلاعب في مباراة الوحدة والتعاون .. والتي على ضوئها هبط الوحدة وسحب من التعاون ثلاث نقاط ..؟! وفي نفس الوقت .. تساءلت بغباء أو ذكاء .. بحسن نية أو سوء نية .. ما دور لجنة الإعلام والإحصاء بإتحاد الكرة .. إذا لم يكن هناك تنسيق مسبق بينها وبين ممثلي الاتحاد المدلج والنويصر في اجتماع قاري هام مثل الذي حدث في ملف المقاعد السعودية في دوري أبطال آسيا ؟! ومن المسئول عن بث الخبر بكل تفاصيله وجوانبه لوسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة حتى لا تتسع رقعة الاجتهادات والتفسيرات .. وقبل أن يختلط الحابل بالنابل .. حقيقة بدأت أعذر كل إعلامي يذهب بتفسيراته واجتهاداته لحد التقليل من ممثلي إتحاد الكرة في الاتحاد القاري .. لأن المعلومة غير موجودة .. والمنظومة الإعلامية بالاتحاد السعودي مطالبة بتوضيح الحقيقة وأوجه القصور .. لأن ما حدث في هذا الملف من اجتهادات فارغة أمر معيب للغاية ..!! كثير من القضايا التي من الممكن أن تنتهي بتوضيح شفاف في ساعات .. تنحدر إلى أودية من الخلافات والمناوشات لأيام وأسابيع عبر الفضاء والأرض بسبب تقصير من جهة ما لا يكلفها العمل سوى خمس دقائق .. تماما كقضية ملف نصف المقعد .. فلو خرج توضيح شفاف من بداية الأمر .. لما وصلنا إلي حد مجابهة "كسر العظم"..!! ملف "نصف المقعد" المفقود كشف لنا العديد من العيوب .. وأجدها فرصة لمعالجة العديد من القضايا الرياضية المحلية .. وحالات القصور الواضحة لدينا .. والاعتراف بالنقص الجماهيري في حضور المباريات .. وتسليط الضوء على بيئة الملاعب ..بدلا من نقل المعركة إعلاميا للاتحاد القطري لكرة القدم .. بسبب حصوله على أربعة مقاعد في دوري أبطال آسيا .. وإذا كان ولابد فإن الخصم في هذه الحالة هو الاتحاد الآسيوي وليس الاتحاد القطري .. والمهم ألا تنظر إلى ما يملكه الآخر .. بل إلى ما يملكه الاتحاد السعودي من نقاط تستوفي المعايير .. دون النظر إلي العاطفة .. وتغييب المنطق والعقلانية .. رغم إيماننا ان الرئيس الحالي المؤقت للاتحاد الآسيوي وهو الصيني .. سعى للمفاوضات على نصف المقعد لمصلحته الانتخابية القادمة لرئاسة الاتحاد القاري رسميا ..!!