المستويات الرائعة التي يقدمها لاعبو الأهلي هذا الموسم تعيد إلى الأذهان ( أهلي زمان ) ، قلعة الكؤوس الحصينة التي كانت جميع الأندية تتوقف أمام سورها الشاهق والمنيع ، فعدت بالذاكرة لأيام وحيد جوهر وأحمد الصغير يرحمه الله والثعلب أمين دابو وأتذكر ( مانشيت ) لحسام ابو داود كان عنوانه يتضمن أن ( الإتحاد لن يفوز على الأهلي لأن لاعبوا الإتحاد يهبطون الى أرض الملعب وهم مهزومون قبل أن نهزمهم ) ، في تلك الفترة كان الأهلي هو المسيطر على المسابقات المحلية ، وما أشاهده الآن من مستويات رائعة وروح معنوية عالية وإنضباطية داخل أرض الملعب تجعلني اقول بأن الأهلي أقرب لحصد أكثر من بطولة هذا الموسم ، ليس للأسباب التي ذكرتها فحسب لكن بالتأكيد هناك عمل إداري جبار يحدث خلف الكواليس ولا أستبعد ذلك طالما القيادة الأهلاوية تحت إشراف رمز من رموز الرياضة السعودية وهو صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز ، أما ما يبذله الأمير فهد بن خالد من جهد خرافي وعمل احترافي متقن فهو بلا شك جدير بالإشادة فقد سبق وأن كتبت عن هذا الرجل في إحدى مقالاتي حين كان مشرفاً على كرة القدم ما نصه ( ومن أبرز هذه الشخصيات الأمير فهد بن خالد المشرف العام على كرة القدم بالنادي الأهلي ، فبالإضافة لتفانيه وإخلاصه في عمله وتواجده الدائم مع الفريق الأهلاوي في كافة اللقاءات برغم ظروف سكنه في مدينة الرياض إلا أنه لم يتخذ من الظروف ذريعة لعدم التواجد ولم يرتض أن يكون مجرد منصب يتردد في الأوساط الرياضية كمشرف عام على الفريق بل قهر تلك الظروف وتواجد مع الفريق الأهلاوي دون كلل أو تذمر وأعطى للأهلي جل وقته وجهده ، وهو أيضاً مثالاً للمتحدث اللبق فحين تستمع إليه تجده العارف بالشأن الرياضي لما يملكه من هدوء وعقلانية وقوة حجة وسرعة بديهة، كما أنه نموذجاً يحتذى به لكيفية التعاطي مع أسوأ الظروف بكل حيادية وروح رياضية ) وها هو الآن يثبت صدق مقولتي ويؤكد أن ما ذكرته في حقه لم يكن تملقاً أو تقرباً أو مجاملةً له وأن الرجل يعمل ويعمل للعودة بالأهلي لزمنه الجميل ومعانقة الكؤوس والبطولات من جديد وليس بمحض الصدفة بل آداءً ومستوىً ثابت أبهر معظم المتابعين ليعيد للأذهان هيبة الأهلي زمان . ( على الهامش ) لا تزال القناة الرياضية للأسف تفتقر للحيادية في كل شيء فعلى مستوى الاهتمام بالأندية وجماهيرها لا يزال الأهلي وجماهيره في الظل ولم يحظوا بالاهتمام الذي يليق بكيان كبير كالأهلي والمستويات المبهرة التي يقدمها الفريق الأول ، وعلى مستوى البرامج الحوارية لا تزال المجاملات و ( الصحبة ) والواسطات هي المقياس على ما يبدو في إختيارهم لبعض الكتّاب والمحللين ، حيث أصبحت أسماء معينة فقط ولا سواها هي المشاهدة باستمرار وبتكرار ممل للمشاهد ، ولا يزال تهميش بعض مباريات دوري زين ودوري الدرجة الأولى مستمراً برغم وجود ست قنوات رياضية لا نشاهد إلا ثلاثة منها فقط وأما البقية فشعار الرياضية ولا سواه هو ما نشاهده وكأن هذه القنوات أنشئت للكم وليس للكيف . [email protected]