عندما يكون اللقاء صدفة بدون ترتيب مسبق ويكون الحوار صدفة حسب اللحظة يكون ذا ثمرة جنية ويانعة وهذا ما حدث عندما التقى كل من الدكتور امين سراج استشاري طب الانف والاذن والحنجرة ومدير مستشفى بقشان والدكتور وديع كابلي استاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز سابقاً والخبير الاقتصادي وأحد الزملاء على "طاولة" واحدة في احد المناسبات فكان هذا النقل لما دار بينهما من حوار عن العلاقة بين المعلم والطالب وذلك عندما أتى احد الطلبة واخذ يهمس بكثير من الاحترام والتقدير في اذن الدكتور وديع كابلي استاذ الاقتصاد الذي قال عند انصراف الطالب لقد استطاع احد الطلاب ذات يوم ان يجعل الدمع يطفر من عيني عندما قابلني في مناسبة – ما – فاقترب مني قائلا ارجو ان تسمح لي بأن أؤدي واجباً نحوك.فقلت له ما هذا الواجب الذي تريد ان تؤديه؟. •فقال – الطالب – وقد تخرج وانقطع عن الدراسة منذ سنوات اريد ان اقبل يديك عندها طفرت الدمعة من عيني وهذا الطالب أعاد الكرة الآن. ••الدكتور امين سراج قال له هذا هو الاحساس الكبير الذي يعيشه الاستاذ عندما يلتقي بأحد طلابه وهذا يعكس كم هي العلاقة بين الاستاذ والطالب علاقة انسانية والتي نرجو ألا تكون قد اصابها كثير من الانحراف. ••الدكتور وديع أمن على ذلك قائلا ان العلاقة مع الطالب يجب ان تكون مبنية على التقدير ومعرفة كيف يستطيع الطالب ان يحترم معلمه ليس بالعنف او القسوة او حتى التعالي بل بدغدغة احساسه تجاه المعلم. ••الدكتور امين قال لقد كانت العلاقة بين المعلم والطالب يشوبها كثير من الاحترام احترام الطالب لمعلمه وتقدير المعلم لطالبه هذا الاحترام وذلك التقدير كان نابعا من اهمية الرسالة التي يحملها الاستاذ واحساسه بها وتقدير الطالب لتلك الرسالة.الدكتور وديع قال اذكر ونحن صغار كان الواحد منا اذا ما شاهد استاذه في الشارع يتوارى منه احتراماً له لا خوفاً منه.احد الجالسين قال ان هناك عنفاً كان يمارس مع الطلبة قد لا أنسى تلك القصة التي حدثت ذات يوم وسمعتها من أحد الزملاء.عندما ذهب احد المدرسين الى جلب "قلاب" بطحاء " فوجد – السائق – يطلب منه سعراً مرتفعاً جداً وعندما احتج على ذلك قال له لك انت بالذات هذا السعر عندها سأله لماذا؟ .. فقال له : انت من أتى بي الى هذا المكان وان امتهن هذه المهنة زملائي خريجو جامعة وذلك للقسوة التي اتبعتها معي جعلتني اكره الدراسة. • الدكتور امين سأل وماذا حدث بعد ذلك؟. قال ابداً سقط في يد المدرس الذي ندم على ما فعله فما كان من طالبه القديم الا ان يعطيه ما أتى من أجله وقد يكون بدون مقابل. •• الدكتور وديع قال معلقاً على هذه الحادثة بأنه صحيح كان في قسوة وشدة من بعض المدرسين قد تغير مسار الانسان كما حدث مع اخينا هذا لكن لا يجب ان يكون هناك علاقة قد تكون سائبة لابد من حدود يقف عندها الجميع. •• الدكتور امين قال : شوف العلاقة بين الطالب والمدرس يجب ان يكون لها ثلاث مراحل فمثلا العلاقة بين الطالب والمدرس في المرحلة الابتدائية غيرها عن طالب الثانوي وغيرها عن طالب الجامعة كل مرحلة لها علاقة تتناسب مع سن الطالب.. فمثلا في الابتدائي لابد ان يشوبها شيء من علاقة الاب بابنه لحداثة سن الطالب وفي الثانوي علاقة الصديق بصديقه اما في الجامعة علاقة الاستاذ القادر على الاحتواء لزميله لان الطالب يكون شريكا مع المعلم في البحث عن المعلومة تحت رعايته كموجه. •• عاد أحد الجالسين قائلا: ان هذا التصنيف هو الواقعي للعلاقة الثلاثية المراحل. •• عاد الدكتور وديع يقول: ان اكبر تقدير للاستاذ هو عندما يرى أحد طلابه يشق الصفوف ويأتي مسلماً عليه ليس الا لكونه قد درسه ذات يوم انه تقدير كبير يشعر به الاستاذ في نفسه.الدكتور أمين: هز رأسه موافقاً على هذا القول.