جدة - بخيت طالع - تصوير - المحرر .. أكد "أحمد حسن فتيحي" رجل الاعمال المعروف ان الصدق هو سّر النجاح.. وقال ان ان مخافة الله تعالى وحسن التعامل هي السبيل الصحيح للوصول الى تحقيق الاهداف .. جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها في منتدى الروضة يوم الجمعة الماضي وتحدث فيها عن رأس المال الاجتماعي بحضور حشد من المثقفين والمهتمين ومنهم الدكتور زهير السباعي والدكتور حسن حجرة والدكتور انور عشقي والدكتور عدنان الزهراني والاستاذ جميل ميرزا، والدكتور وديع كابلي.. وأعرب صاحب المنتدى الدكتور واصف كابلي عن سعادته لقبول الشيخ الفتيحي الدعوة وتسليطه الضوء على رأس المال الاجتماعي كقيمة مهمة في حياتنا. رأس المال الاجتماعي وكان الفتيحي قد أفاض في الحديث عن رأس المال الاجتماعي معتبراً انه هو الثروة الحقيقية، وليس رأس المال المادي أو الاقتصادي، موضحاً أنه عندما تنهض الامم فإنما تنهض لأن أبناءها يتمسكون بالخلق الذي أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث انه عليه الصلاة والسلام قد جاء ليتمم مكارم الاخلاق مضيفاً: ان الله تعالى قد وصف رسوله صلى الله عليه وسلم بأنه على خلق عظيم مؤكداً ان على الامة ان تتحلى بأخلاق رسوله الكريم حتى تصل إلى ما ترغب فيه من عزة وخير وكرامة.واسترجع الفتيحي التكريم الذي حصل عليه من ايطاليا قبل فترة نتيجة نظافة التعامل بينه وبين الفعاليات هناك عبر التعاملات التجارية لعدة عقود خلت من كل الإشكاليات والمنغصات. نبل الأمير واستعاد الفتيحي موقفاً حدث قبل "35" عاماً بينه وبين صاحب السمو الملكي الامير عبد الله الفيصل رحمه الله عندما طلب سموه حينها من الفتيحي ان يتبرع بخمسين ألف ريال للمنتخب السعودي يقول حضرت لمجلس الامير ووجدت ان معظم الذين حوله هم من الاتحاديين أمثال الاصفهاني وباناجة وغيرهما، فطلب مني الامير عبد الله التبرع بخمسين الف ريال ووقتها كان المبلغ كبيرا بالنسبة لي خصوصاً وانا أمر بظروف صعبة، ولمحت الجالسين يومئون لي بأن أوافق، فوافقت ثم خرجت من عند الامير لأفاجأ بعد ذلك بأن الامير قد مرّ على محلاتي وأشترى منها أشياءً بحوالي اربعمائة الف ريال.. وحينها تيقنت تماماً من ان هذه فعلا هي أخلاق الملوك. فكان ذلك درساً من سموه رحمه الله لا أنساه أبداً وهو المعروف بزرع القيم. واستطرد الفتيحي قائلاً : وفي مرة أخرى قال لي الأمير عبد الله الفيصل رحمه الله : "يا فتيحي .. ما تصير أهلاوي؟" .. فاقتربت من سموه وهمست له "انني قد أوصيت أولادي أن يكونوا اتحاديين" فقال لي الأمير، قم الى هناك وأعلنها أمام الناس، وقمت واعلنتها ثم غادرت المجلس. وسألت بعض الجالسين فيما بعد فقالوا لي ان الامير قد قال بعد خروجك كلاماً طيباً عنك، حيث قال سموه عنك "هذا هو الوفاء" ولذلك فقد قمت انا فيما بعد باشتقاق عبارة "أوفياء الثقة" التي جعلناها شعاراً لمحلاتنا من كلمة سموه هذه وتلك بالضبط هي قيم ومبادئ الامير الجليل عبد الله الفيصل رحمه الله والتي غرسها في المجتمع كله.ثم استعاد الفتيحي جانباً من حكايات طفولته فقال : كانت والدتي تعطيني مصروفي للمدرسة وتقول هذا يكفيك وانتبه لا تستلف من اصحابك شيئاً عليه في اشارة الى القيمة التربوية التي يجب ان نغرسها في ابنائنا منذ بواكير أعمارهم. قيم التعامل وقال الدكتور زهير السباعي معقباً على محاضرة الفتيحي لقد توقعت ان تكون المحاضرة محصورة في سرد تجربة الصديق الفتيحي مع أعماله التجارية وإذا به يطوف بنا الى أفق آخر من قيم التعامل الاقتصادي والتجاري والانساني والافاضة في مسألة رأس المال الجتماعي المهمة جداً. أبناء مكة وفي رده على سؤال عن الدور الغائب لأبناء مكة من التجار مع ثلاثة أمور مهمة هي بحاجة الى دعم وهي نادي الوحدة وجريدة الندوة ونادي مكة الادبي .. أجاب الفتيحي ان هذه المحاور الثلاث فعلا تحتاج الى دعم ابناء مكة المتدربين وهناك مشروع يجري التفاهم حوله لعمل ما يمكن عمله لهذه المحاور الثلاثة وغيرها. وتحدث الفتيحي عن جانب من حياته مستعرضاً بعض المواقف ومنها انه حصل على مكافأة من أهله عندما نجح في الصف الثالث الابتدائي وكان ترتيبه الأول على فصله وكانت المكافأة دراجة ذات ثلاث عجلات والتي ظل يتجول بها ويزور بواسطتها جده وجدته يومياً للسلام عليهما حتى قابله معلمه وفجأة ضربه بعصا على كتفيه، وقال : "لقد غضبت لذلك حينها غضباً شديداً وقلت لاستاذي لماذا ضربتني؟ .. فقال : لانك لم تنزل من الدراجة عندما مررت من أمامي (يقصد لم تنزل منها احتراماً لي) واضاف : فذهبت الى بيتنا أبكي، وشكوت لأمي التي قالت ان استاذك معه الحق، ثم عندما علم والدي قال نفس الكلام، وعندها فهمت معنى كيف ان المعلم يستحق فعلا الاحترام واضاف وعلى هذا النحو تربينا انا وابناء جيلي، مؤكداً على أنه إذا ضاعت الهيبة من المدرسة فقل على المدرسة السلام، وهكذا بقية نواحي الحياة. المبادئ والأعراف اما الدكتور (وديع أحمد كابلي) استاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبد العزيز فقد علق قائلاً : ان الصديق احمد فتيحي قد أوضح ان رأس المال الاجتماعي هو عبارة عن مجموعة من القيم والمبادئ والعرف والتقاليد التي يتبعها المجتمع . وأنه كلما سمت تلك المبادئ كلما سما معها المجتمع وانه عندما تسقط تلك المبادئ ونتخلى عنها يتدهور المجتمع مؤكداً انه يجب المحافظة على القيم العليا مثل الصدق والامانة والوفاء بالعهود والمواعيد واحترام الكبير والعطف على الصغير. المهم والأهم وتحدث الدكتور (حسن حجرة) متسائلا هل رأس المال الاجتماعي مهم للانسان عندما يبدأ في مشروع تجاري لان الناس تركز عادة على رأس المال المادي، ولا تعطي أهمية كبيرة لرأس المال الاجتماعي الذي هو عبارة عن القيم السامية في المجتمع. وفي نهاية الجلسة قام الدكتور واصف كابلي بتقديم لوحة خشبية من اعمال طلاب (مركز أمل للمعوقين) بجدة لضيف الجلسة، قدمها الدكتور (حسن حجرة) فيما قدم الفتيحي للحضور مجموعة من الإصدارات الأدبية الخاصة به.