هناك اتهام دائماً ما يساق ضد الشباب بأنهم كسالى وأنهم غير جديين فيما يناط بهم من عمل وانهم قد تربوا على عدم المبالاة فترى الواحد منهم ما ان يمسك بعمل حتى تراه لا يهتم بعمله فهو كثير الغياب وكثير الاعتذار لا يهمه عقاب لانه قد ضمن ما يأكله وما يأويه.. انه شباب غير متحمل للمسؤولية، هذا وغيره ما يوصف به شبابنا، لكن للمستشار محمد عمر العامودي رأياً آخر حيث يقول هناك شباب مثل الورد يصنعون مستقبلهم بكل جدارة فتراهم حريصين على عملهم ويعطونه من ذاتهم وحبهم واخلاصهم الكثير، وهؤلاء تراهم في كثير من المواقع وضرب مثلا بواحد منهم حيث مر بتجربة معه عندما كان يرأس تحرير مجلة المواصلات لقد كان شاباً حيوياً يكاد يعمل اربعة وعشرين ساعة في اليوم انني لا أكاد أبحث عنه إلا وأجده أمامي في أية لحظة انه شاب اكاد اصفه بالنموذج في جدة وحرصه. الدكتور محمود بترجي قاطعه قائلا: كم يأخذ من راتب؟ قال العامودي وما دخل ذلك فيما أقول؟ فرد البترجي قائلا: لان اعطاءه راتباً مجزياً يجعله يتفانى في عمله عكس من يتسلم راتباً هزيلا. فهو قليل الاهتمام بعمله. آخر كان يستمع اليهما قال: أعرف اناساً يستلمون مبالغ تتعدى العشرة الاف ريال بكثير فهم مهملون في عملهم وفي حضورهم لعملهم وكثيري الاعذار انهم لا يشعرون بالمسؤولية. العامودي رد سريعاً نعم ان هناك شبابا متقاعساً لكن على المقلب الآخر هناك شباب مقدر للمسؤولية وهذا الشاب بل وجميع زملائه يكادون يكونون في مستوى رفيع من المسؤولية. الدكتور وديع كابلي قال الشباب لدينا فيهم القدرة على العطاء وعلى التفاعل لكن المشكلة تأتي من التعليم هناك بعض المعلمين لا يخلقون فرصة للحوار بينهم وبين الطالب. لابد ان توجد خطاً من السماحة بين الطالب وان تنزل كمعلم الى الطالب لتأخذ بيده وتطلعه اليك ان هذا الاسلوب هو الذي يوجد لدينا شباباً كما ذكر ابوعلاء. العامودي : ياه يا دكتور لقد ذكرتني بدراستنا في أواخر وبداية الستينات في القاهرة لقد كان لدينا اساتذة كبار يدرسوننا ونحن في كلية الحقوق مراجع الشريعة وعلى جميع الآراء الفقهية التي وضعها اساتذة متخصصون وتشعر معهم بانك أمام قيم علمية رفيعة كانوا يتعاملون معنا بكل أبوة مع احتفاظهم لقيمتهم. الدكتور حسين سندي استاذ علم الكمبيوتر في جامعة الملك عبدالعزيز قال انني أحسد تخصصكما "للعامودي والكابلي" فواحد في الحقوق والآخر في الاقتصاد فهذه علوم مستقرة المعلومة عكس تخصصي الذي في كل لحظة توجد معلومة عنه ولابد لي من متابعتها وهذا خلف سفري المتعدد لحضور كل ندوة تتعلق به في كل مدن العالم : انه علم متواصل الحداثة والجدة في المعرفة والمعلومة. الدكتور وديع قال انني سعيد وانا استمع من ابي علاء عن الشباب هذا الكلام واليوم معنا في هذا المجلس بعض الشباب الواعد نريد ان نسمع منهم شيئاً: الاستاذ محمد الحسون أحد قياديي "السعودية" قال ان تجربة الخطوط السعودية مع الشباب تجربة رائدة بكل المقاييس لقد خرجت شباباً كما قال ابوعلاء مثل الورد استطاعوا ان ينهضوا بها.. فقط وفر لهم الامكانات والتدريب والفرصة فسوف يعطونك ما تريد لنسمع ماذا يقول الشباب وهم صامتون أمامنا الآن. المحامي الشاب أثير بعد صمت قال نحن نريد ان نستفيد اكثر باستماعنا لكم اكثر لأنكم اساتذتنا الذين توضحون لنا طريقنا في الحياة. كان الحوار ليلتها جاداً هذه المرة بعد ان أصبح العدد محدداً في الخميسية التي تجمع كل خميس في منزل المستشار محمد عمر العامودي اصنافاً من أهل الاختصاصات المختلفة من اساتذة في الجامعة او رجال اعمال ومال وصحافة واعلام ومن محامين واصحاب تجربة في الحياة من وزراء ووجهاء المجتمع انها ندوة تعقد في الهواء الطلق كل خميس.