نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - افتتح معالي وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي مساء أمس منتدى حوار الطاقة 2011م الذي ينظمه مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية بفندق ريتز كارلتون بالرياض ويستمر ثلاثة تحت شعار "شراكة من أجل مستقبل مستدام". وأقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدأ بآي من الذكر الحكيم , ثم شاهد أصحاب المعالي الوزراء وكبار المسئولين المشاركين في المنتدى عرضا مرئيا حول مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية تضمن شرحا لأبرز أهدافه والرسالة والرؤى التي سيعمل وفقا لها بوصفها مركزا بحثيا دوليا في مجالات أبحاث الطاقة والبيئة والتنمية المستدامة ليقدم حلولا وتصورات تساعد متخذي القرار من حكومات وشركات في مجالات الطاقة المتعددة. عقب ذلك ألقى معالي وزير البترول والثروة المعدنية رئيس مجلس أمناء المركز كلمة أمام الحضور من أصحاب المعالي الوزراء وكبار المسئولين والتنفيذيين في الشركات من داخل وخارج المملكة عبر فيها عن سعادته بتكليف خادم الحرمين الشريفين له بافتتاح أعمال المنتدى التي تعد تدشين لأعمال ونشاطات مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية. وأوضح معالي وزير البترول والثروة المعدنية أن تدشين نشاطات مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية يمثل خطوة مهمة للأمام بالنسبة للمملكة ويبعث برسالة واضحة على قدرة المملكة على إنتاج الأبحاث العلمية التي تتسم بالاستقلالية ذات المستوى العالمي حول المسائل الحيوية المتعلقة بالطاقة والتزام المملكة بأن تكون شريكا فعالاً ومهماً في مناقشة قضايا الطاقة العالمية. وأكد أن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - أدرك بحكمته أن تقدم الشعب السعودي ورخاءه المستقبلي وقدرته على المشاركة على الساحة العالمية تتطلب تبني رؤية جديدة وجريئة حيث يتعين على الدول الناجحة أن تتسم بالتنوع في اقتصاداتها وثقافاتها ومعارفها ليس فقط باعتبارها دولاً مستهلكة وإنما كدول منتجة ونشطة والاحتفاظ بصدارة الدول المنتجة للطاقة في العالم لا يكفي لضمان هذا النجاح المستقبلي بل لابد أن تسعى المملكة جاهدةً لإيجاد اقتصاد قائم على المعرفة مدعوماً بقدرات شعبها وطاقاته وهذا الأمر سيسعى المركز للمساهمة في تحقيقه. ورأى أن مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية يمثل بالنسبة للمملكة لبنة مهمة في مسيرة التطور العلمي والفكري ويتم اليوم بناء مؤسسات علمية جديدة تكمِّل منظومتنا التعليمية المتميزة بهدف الاستزادة من شتى ألوان المعرفة في جميع المجالات العلمية حول مسائل مثل الطاقة والبيئة ومنها تأسيس جامعة مرموقة هي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وابتعاث أكثر من مائة وثلاثين ألف طالب سعودي وطالبة من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي للدراسة في مختلف أنحاء العالم وإنفاق استثمارات كبيرة في التعليم على جميع المستويات، وزيادة التمويل المتاح للأبحاث في الجامعات، ومراكز الأبحاث الوطنية بصورة كبيرة. وأشار المهندس النعيمي إلى أن مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية جزء أساسي من مبادرة أوسع تهدف إلى إيجاد مراكز علمية ذات مستوى عالمي في المملكة وهو التزام جاد على المدى البعيد سيستفيد منه هذا الجيل والأجيال القادمة في إطار سعي الحكومة الرشيدة لتحقيق مستقبل ينعم فيه الشعب السعودي بالسلم والرخاء والتطور. ونبه المهندس النعيمي إلى ضرورة ملء الفراغ الكبير في مجال أبحاث الطاقة ووضع سياستها من خلال مركز عالي المستوى يتناول قضايا الطاقة من منظور كبار منتجي الطاقة ومستهلكيها في آن واحد، مشيرا إلى أن مركز الملك عبدالله سيكون معداً بصورة فريدة من نوعها ليس فقط لدراسة قطاع الطاقة السعودي وإيجاد فهم متعمق لتوجهات إنتاج الطاقة واستهلاكها في المملكة بل ولاستقرار أسواق الطاقة ومن ثم استقرار الاقتصاد العالمي. وأوضح معاليه أن مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية سيتناول هذه المسائل بصورة تتماشى مع البُنية الإستراتيجية لقطاع الطاقة في المملكة والإيمان الراسخ بأن استقرار إمدادات الطاقة والأعمال المرتبطة بها يعد أمرًا ضروريًا للتنمية الاقتصادية ليس للمملكة فحسب وإنما للعالم أجمع، مشيرا إلى أن المركز يهدف إلى تقديم إسهامات كبيرة في مجال المعرفة والتحليل الإستراتيجي المتعلق بأسواق الطاقة من أجل أن يتمكن واضعوا السياسات في المملكة وخارجها من توظيف تلك المعارف لمواجهة تحديات الطاقة المستقبلية. وأفاد معالي وزير البترول والثروة المعدنية أن المملكة كانت تتلقى دراسات الطاقة وتحليلاتها إلى حد كبير بدلا من أن تكون مصدرا لها ، وقال " على مدى سنوات طويلة استثمرنا الكثير من أجل زيادة طاقتنا الإنتاجية والمساهمة في تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة، ولكن ينبغي علينا اليوم أن نركز على تطوير قدراتنا التحليلية المحلية، وزيادة المخزون المعرفي حول القوى المؤثرة والمحفزة في مجال صناعة الطاقة على الصعيدين المحلي والدولي". وشدد المهندس النعيمي على أننا نشهد اليوم انطلاق مؤسسة بحثية قوية قادرة على وضع تقييم دقيق لقطاعي الطاقة المحلي والعالمي والمساهمة بوجهات نظر ومعلومات مفيدة في حوار الطاقة مثل قدرة النفط الخام على المساهمة على الصعيد العالمي وإمكانية انتشار مصادر الطاقة المتجددة وتأثير التقنيات الجديدة على أسواق الطاقة. وزاد معاليه بالقول : إن مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية سيبقى مؤسسة تتمتع بالاستقلالية التامة من النواحي القانونية والإدارية والمالية لتكون أساس نجاح المركز في المستقبل، داعيا الجميع إلى مساندة المركز وجهوده في مجالات الطاقة والاقتصاد والبيئة فضلا عن جمع البيانات وتحليلها، والأخذ بزمام المبادرة والمشاركة الفعالة في نشاطات المركز التطويرية لمافيه من خير للمملكة بشكل خاص وللعالم أجمع.