نشرت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية مقالا عن علاقات تركيا والعالم العربي، تناولت زيارة رجب طيب أردوغان الى عدد من الدول العربية شملت مصر وتونس وليبيا، وقال ان زيارته لمصر هي الأولى التي يقوم بها رئيس وزراء تركي منذ 15 عاما، تزامنت مع تدهور خطير للعلاقات بين مصر واسرائيل. كما ان العلاقات بين أنقرة وتل أبيب هي الآن في أسوء حالاتها. وكان رئيس الوزراء التركي قد صرّح قبيل زيارته ان بوارج البحرية التركية سترافق السفن المدنية التي تحمل المساعدات الانسانية إلى قطاع غزة ، ففي العام الفائت اعترضت اسرائيل «اسطول الحرية»، ما أدى إلى مقتل تسعة من المواطنين الأتراك المتعاطفين مع الفلسطينيين. ومنذ ذلك الوقت لوحظت برودة في العلاقات بين البلدين، بل وقيل إن أردوغان سيقوم خلال جولته هذه بزيارة قطاع غزة، الأمر الذي تم نفيه فيما بعد. ومع ذلك لفت الخبراء إلى ان فكرة الزيارة نوقشت على أعلى المستويات في أنقرة، ما يدل على أهميتها. ويضيف كاتب المقال أن أنقرةوالقاهرة كانتا حتى عهد قريب الصديقتين الرئيسيتين لتل أبيب في المنطقة. لقد سعت القاهرة للعب دور صانع السلام الأساسي في الشرق الأوسط، الا أن الصورة تغيرت تماماً بعد حسني مبارك، فالمتظاهرون أخذوا يطالبون بقطع العلاقات مع تل أبيب. وفي نهاية الأسبوع الفائت تمكنت جموع من القاهريين من اقتحام مبنى السفارة الاسرائيلية. لقد تغير الموقف في الشرق الأوسط جذرياً في الآونة الأخيرة، حيث تعبر أنقرة بمزيد من الثقة عن حقها بموقع القوة القائدة في المنطقة. وأدت تصريحات أردوغان أثناء حادثة «أسطول الحرية»، الى اكتسابه احترام «الشارع العربي». وكان قد صرّح في خطبته التي ألقاها بعد فوزه بالانتخابات التي جرت في شهر تموز/ يوليو الماضي، عن نيته تطوير علاقات تركيا مع العالم الاسلامي. إن تصرفات أنقرة في ظل ميزان القوى في الشرق الأوسط تبدو منطقية ، بل ومدروسة بدقة. فتركيا من جهة عضو في حلف شمال الأطلسي وتطمح للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ومن جهة ثانية نجد أن جذور حزب العدالة والتنمية الحاكم تعود إلى الإسلام السياسي. يحاول المتشددون ركوب احداث «الربيع العربي» ، غير أن راديكاليتهم اليوم لا تلقى رواجا. وبالنسبة لأولئك الذين يتطلعون إلى التغيير بوسع تركيا الناجحة اقتصاديا أن تكون نموذجا يقتدى به، وحليفا أكثر جاذبية بكثير من إيران، على سبيل المثال. ولم يكن من باب الصدف أن أحد أهم وقائع زيارة أردوغان للعاصمة المصرية هي كلمته في جامعة القاهرة حيث ألقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل عامين كلمة عرض فيها رؤيته للعلاقات مع العالم العربي. وها هو رجب طيب اردوغان يعتلي المنبر نفسه. وتلفت الصحيفة في الختام إلى أن تركيا لا تعتزم شطب تحالفاتها القديمة ، فواشنطن تنتظر زيارة أردوغان.