القاهرة -(رويترز) - يلتقي رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مع حكام مصر العسكريين خلال زيارة للقاهرة تبدأ اليوم الاثنين التي ستتابعها إسرائيل عن كثب بعد تدهور علاقاتها مع البلدين. وكانت مصر ترى نفسها لفترة طويلة صوتا بارزا في العالم العربي لكن تأثير تركيا ارتفع بثبات مع تنامي قوتها الاقتصادية وسياستها الخارجية في المنطقة لاسيما تجاه اسرائيل التي اجتذبت ثناء العديد من العرب. وقال عادل سليمان مدير المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية في القاهرة ان من المؤكد انه سيكون هناك تنافس على الدور الاقليمي. واضاف ان مصر ليست في وضع يسمح لها بلعب مثل هذا الدور في الوقت الراهن لذلك فإن اردوغان يحاول انتهاز الفرصة لتعزيز نفوذ تركيا في المنطقة . وطردت انقرة السفير الاسرائيلي في خلاف بشأن غارة اسرائيلية العام الماضي ادت الى قتل تسعة اتراك على متن سفينة مساعدات كانت متجهة الى قطاع غزة المحاصر. كما كانت مصر قد أعلنت في وقت سابق انها ستسحب سفيرها من تل ابيب الشهر الماضي بعدما قتلت القوات الاسرائيلية خمسة من حرس الحدود المصري عند ملاحقة مهاجمين عبر الحدود قالت انهم كانوا فلسطينيين. إلا أنها لم تنفذ تهديدها. ويكافح الحكام العسكريون في مصر لتهدئة الغضب العام حول الحادث والذي انفجر يوم الجمعة الماضي في شكل هجوم قام به محتجون على السفارة الاسرائيلية مما دفع اسرائيل الى اعادة سفيرها وطاقم السفارة الى البلاد يوم السبت. وتقول كل من مصر واسرائيل انها ترغب في عودة الانشطة الدبلوماسية الطبيعية. وتعهدت القاهرة بحماية السفارة ومحاكمة المهاجمين وقدمت بعض الاطمئنان الى اسرائيل حول التزامها بمعاهدة السلام الموقعة عام 1979 . وعلى الرغم من خلافات كل من مصر وتركيا مع اسرائيل فان سليمان قلل من احتمالات ترتيب سياسات ضد الدولة اليهودية. وأشار الى قدر كبير من المبالغة والتحركات المسرحية التي تفتقر الى جانب عملي. وحصلت مصر على مليارات الدولارات في شكل مساعدة عسكرية ومساعدات اخرى امريكية منذ توقيعها معاهدة السلام مع اسرائيل لذا على الحكام العسكريين العمل بشكل متوازن عند الرد على مطالبات عامة بمزيد من السياسة الحازمة تجاه الدولة اليهودية. وعندما سئل وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو عن الهجوم على سفارة اسرائيل في القاهرة قال "ان المصريين ابدوا رد فعلهم وقال ان اسرائيل اصبحت معزولة اكثر". واضاف "نحن كتركيا نقول اننا سنستمر في احضار المواقف الاسرائيلية الخاطئة على جدول الاعمال في جميع المنابر العالمية في اطار عمل القانون الدولي وبعد ذلك اسرائيل ستصبح اكثر عزلة." ودعا موشي يعالون نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي اردوغان في خطاب ألقاه في تل أبيب اليوم الاثنين الى اعادة النظر في موقف تركيا من بلاده. وقال "لا مصلحة لنا في تدهور العلاقات مع تركيا ونشعر بالقلق من ان هذا المسلك سيشجع الجماعات الارهابية. لذا ندعو رئيس الوزراء اردوغان الى تغيير هذا المسار." وقال عوزي رابي محلل الشرق الاوسط في جامعة تل ابيب ان رحلة اردوغان جزء من محاولته "لتعزيز موطيء قدمه في العالم العربي." واضاف "سيستخدم زيارته للقاهرة كمقياس لقياس مدى شعبيته في الشارع العربي لكن بعض القادة العرب ربما لا يكونوا متحمسين لرؤيته يعزز هذه الشعبية." وسيلتقي اردوغان مع المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي تولى السلطة عندما اطيح بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير شباط. ومن المتوقع ان يلقي كلمة في الجامعة العربية بالقاهرة. كما سيلتقي رئيس الوزراء التركي مع نظيره المصري عصام شرف. ومن المقرر ان يوقع الجانبان على اعلان سياسي لانشاء مجلس استراتيجي للتعاون وسيوقعان اتفاقات اقتصادية وتجارية واستثمارية واتفاقات اخرى. ومن المقرر ان يزور اردوغان تونس يوم الاربعاء ويعقد محادثات في ليبيا يوم الخميس.