جدة بخيت طالع _ عدسة إبراهيم بركات .. ابلغ عدد من سكان أحياء الحرازات (جنوب شرق) جدة (البلاد) معاناتهم مع (الطرق والصرف الصحي) وقالوا خلال جولة لنا الى هناك ان الشوارع المهشمة صارت علامة فارقة لكل الطرقات عن الأحياء التي يسكنها آلاف المواطنين، بما في ذلك الطريق الرئيسي، الذي يشق الحرازات شرقاً وغرباً، وأفادوا أن التدفق المستمر للبيارات أغرق معظم الشوارع، وأصبح يهدد بكارثة بيئية يمكن ان تطال طلاب وطالبات المدارس والسكان وزائري الاستراحات.. وهنا ملخص لجولة (البلاد) في تلك الانحاء. في البداية تحدث إلينا المواطن موسى جار الله بن أحمد الزهراني.. فقال: لقد تعبت كثيراً من مراجعة أمانة جدة، فقد ابلغت الأمانة مرات وكرات عن مشاكل الطرق في أحياء الحرازات، ومنها الطريق الرئيسي الذي يخدم معظم الأحياء هنا، حيث ما زال يعاني من آثار سيول جدة الاولى، في وقت كنا لا نجد من أمانة جدة سوى الوعود وراء الوعود للأسف لكننا لم نجد تجاوباً ملموساً على الأرض، وكأن هذا الجزء من جدة لا يتبع للأمانة، أو أنه جزء منسي من مدينتنا، ولقد راجعت الأمانة بنفسي، واتصلت على الرقم الخاص بالعمليات، وابلغتهم بتكسيرات الشوارع، ومشاكل مياه بيارات البيوت التي اغرقتنا، وسببت لنا متاعب كثيرة، منذ شهور طويلة كثيرة، ولدي أوراق تثبت مراجعتي، وابلاغي للأمانة عن هذه الملاحظات والشكاوى التي نعاني منها. وخلال جولة (البلاد) شاهدنا الشارع الرئيسي في الحرازات، وقد تحول إلى قطعة مهملة، حيث تلاشت طبقة الاسفلت من أجزاء كثيرة منه، وفي أجزاء أخرى برزت نتوءات واضحة وكبيرة على سطح الشارع، ورأينا السيارات تتحاشاها خشية الارتطام بها، لأنها من الخطورة بحيث يمكن ان تقضي على موتور السيارة من الجهة السفلى تماماً فيما لو ارتطمت بها، وبدأت أمامنا تظهر هبوطات واسعة بالشارع نتيجة السيول، ومرور الشاحنات وعدم تجديد السفلتة، وكثرة استخدام الطريق، لأن هناك كثافة سكانية كبيرة من المواطنين تسكن في احياء الحرازات. وتحدث معنا الأخ سعيد بن سالم السلمي: فقال كنت أتمنى لو زرتم هذا الشارع (الشارع الرئيسي) وقت الصباح الباكر حيث انطلاقة الطلاب والطالبات والموظفين الى مدارسهم واعمالهم، وسترون كثافة وزحمة وتلبكاً مرورياً هائلاً في هذا الشارع، وذلك لأن الشارع قد وصل الى درجة التدمير التام من فعل السيول، وإهمال أمانة جدة له، وعدم تعهده بالصيانة والسفلتة، ولذلك تسير فيه السيارات ببطء، تحاشياً للحفر والنتوءات والهبوطات وانقشاع الاسفلت، الأمر الذي يتحول فيه الشارع إلى زحمة خانقة للغاية، لا يمكن وصفها إلا لمن يشاهدها بنفسه، ويعيش معاناتها معنا في كل صباح، وقد تقدمنا بمطالبات واشعارات وبلاغات إلى أمانة جدة على مدى الشهور الماضية، لكن يبدو أنه لا حياة لمن تنادي. وأضاف السلمي: أنا في الواقع مندهش جداً مثل بقية سكان احياء الحرازات من تجاهل أمانة جدة لنا، وتغافلها عن مطالبنا، وعدم الالتفات الى حقنا المشروع كمواطنين في خدمة هي من صلب عمل أمانة جدة، بأن تقوم بإصلاح هذا الشارع الرئيسي المهم في الحرازات، وبقية الشوارع الداخلية والفرعية الأخرى، والتي صارت بمثابة مصائد تترصد سياراتنا، وسبباً واضحاً في ربكة الحركة المرورية، وتعطيل الناس والطلاب من الوصول إلى أعمالهم ومدارسهم كل يوم، وعلى مدى شهور طويلة من المعاناة الصعبة. وقال لي المواطن محمد الشهري والذي التقيناه في الشارع الرئيسي في الحرازات، اقسم بالله العظيم أنني قد عشت معاناة لا يعلمها إلا الله عندما جاءت آلام المخاض لزوجتي، وظلت في حالة نفسية صعبة وأنا انقلها الى المستشفى من فوق هذا الشارع الطويل المهشم، والمكتظ بالسيارات والزحام غير الطبيعي، وبقيت أسير على هذا الشارع لمدة (45) دقيقة في مسافة كان يمكن ان اقطعها في خمس دقائق لو كان شارعاً جيداً. وأضاف: من المسؤول عن معاناتنا وآلامنا ومتاعبنا، وقد بلغتنا الأمانة مرات وراء مرات عن سوء حالة هذا الشارع المهشم، والذي وصل الى درجة التدمير التام، ولا أحد حتى اللحظة استجاب لنا، أو حقق مطالباتنا الكثيرة التي تقدمنا بها إلى أمانة جدة، في وقت نرى أن من الطبيعي أن تبادر الأمانة إلى اصلاح هذا الشارع من حالها كنوع من الأمانة والشعور بالمسؤولية أمام الله وأمام ولي الأمر، بدون أن نطلب ذلك، فكيف بنا وقد بحت أصواتنا بالشكاوى. وشاهدنا معاناة السكان وقد تجسدت على هيئة عبارات على جنبات الشوارع، وكأنها رسائل مباشرة من قلب المعاناة الى مسؤولي أمانة جدة، فإحدى الكتابات تقول: (نظراً لظروف الأمانة المادية نرغب في فاعل خير لاصلاح هذا الخط). إلى غير ذلك من العبارات التي يبدو أن ضيق السكان بعدم تجاوب أمانة جدة قد جعلهم يتعاطونها، ربما كنوع من لفت انتباه مراقبي الأمانة، الذين قد يمرون في ذلك الشارع الرئيسي، وبالتالي نقل الرسالة الى من يهمه الأمر. ومن الجانب الآخر بدأت معضلة أخرى رأيناها قائمة في عدة شوارع في احياء الحرازات، وهي مشكلة مياه البيارات القادمة من بيوت عدد من السكان، ومن بعض قصور الأفراح، حيث كانت المياه أمامنا تتدفق بغزارة الى الشوارع مسببة جداول من المياه كريهة الرائحة، وبعضها أخذ اللون الأخضر، علامة على طول مدة بقائها كمستنقع، وأدت مياه البيارات في بعض الشوارع كما رأينا الى تشكيل حفر وعائية كبيرة يصعب تجاوزها لمن كان يريد أن يقطع أي شارع على رجليه، وكانت عوائق واضحة أمام مرور السيارات، وشاهدنا آثار مياه الصرف تحيط بعدد من مدارس البنين والبنات مثل مدرسة (يزيد بن السكن المتوسطة) شرقا ومدرسة (ياسر بن عامر) غرباً في الطريق الى دوار المستقبل. ولاحظنا قيام إحدى الجهات بعمل ما يشبه الحفر أو الآبار الصغيرة لتجميع مياه الصرف تحاشياً من جريانها في بعض الشوارع، وذلك بالطبع ليس حلاً، لأنها صارت بركاً لمياه آسنة مليئة بالبعوض، الذي يتسبب في الأمراض المعروفة عن البعوض، فوق كونها مصدراً للروائح الكريهة.وقال لنا السكان إنهم لا يرون أثراً لجهود مرور جدة هناك، حيث يشكل دور المستقبل ذروة هائلة من الازدحام المروري في ساعات الصباح مع خروج الطلاب والموظفين لأعمالهم، وكذلك حين عودتهم بعد الظهر، وأيضاً في ساعات المساء، حيث ان التصميم الهندسي للدوار لا يتفق مع الكثافة المرورية التي يشهدها يومياً، ولا يحظى باهتمام مرور جدة، الذي اخبرنا السكان أن تواجده ضعيف أو معدوم في معظم الأوقات. وطالب المواطنون (إدارة مرور جدة والأمانة) بضرورة وضع حلول سريعة لميدان المستقبل الذي صار عقبة مرورية صعبة، في وجه انسياب السيارات التي تحمل الطلاب والطالبات الى مدراسهم صباحاً وبعد الظهر، وكذلك في أوقات المساء، بعد أن اتضحت للجميع حالة السوء في ذلك الميدان، وخصوصاً الدائرة المرصوفة في وسطه والتي صارت تعرقل السير، وتتلف أعصاب سائقي السيارات يومياً، وقالوا من غير المعقول ألا يتم عمل حلّ لذلك المكان بعد كل المعاناة التي صار يسببها لكل من يستخدمه الطريق منه وحوله، وبعد سنوات من ثبوت فشله في تسهيل السير. إلى ذلك اشتكى مواطنو الحرازات من ضعف مستوى النظافة في الحي، والتي وصفوها بأنها أقرب الى الاهمال، حيث تنتشر القمائم في كل مكان بدون تواجد ملموس لسيارات وعمال النظافة، الذين يغيبون كثيراً عن أحياء الحرازات، ولا يباشر مهامهم في النظافة بشكل مستمر، وبصورة ترقى الى العمل الجيد الذي ينشده سكان تلك الأحياء. وختم المواطنون حديثهم لنا بأن كل مشكلاتهم لا يوافق عليها ولا يرضاها ولي الأمر حفظه الله، والذي قلد الأمانة إلى جهات تنفيذية، كان يجب عليها أن تضطلع بدورها، وتمارس مسؤولياتها بكل حرص وجدية للمواطن أي مواطن في كل مكان بدون تفرقة بين أحياء وأحياء، وجهات وجهات، لأن المسؤولية كل كامل لا يتجزأ.. وقالوا لعلنا من خلال (البلاد) يصل صوتنا الى المسؤولين الكرام، فيوجهون الجهات التنفيذية بتلبية مطالبنا وقضاء حاجاتنا الضرورية، وهذا هو الأمل والرجاء بعد الله تعالى، وقدموا شكرهم ل(البلاد) على حرصها على تبني قضايا المواطنين وسكان الأحياء في كل مكان، ونقل الصورة كما هي، لتكون واضحة وجلية بين يدي المسؤولين الكرام.