جدة بخيت طالع = تصوير: المحرر .. بث عدد من المواطنين معاناتهم وملاحظاتهم من سوء حالة الشوارع في الكثير من أحياء جدة.. وقالوا ل"البلاد" إنها صارت شوارع مهشمة ومعطوبة بشكل كارثي، ولا يمكن السير بالسيارات في عدد كبير منها، وأن الأمطار والسيول الأخيرة قد كشفت سوء أعمال السفلتة بها، وأن بقاء المياه بها كل هذه الفترة (حتى الآن) سوف يزيدها كارثية، دون أن يروا تحركاً من أمانة جدة، التي لزمت الصمت بحسب رأي من نقل لنا صوته ومعاناته. حي المساعد وفي جولة ل"البلاد" في أحياء الرغامة والمساعد وشارع جاك، وجدنا أولاً أن شارع جاك الذي يتبع بلدية أم السلم قد تحول إلى بركة مياه منذ الامطار يوم الأربعاء 22 صفر وحتى الآن.. ونشأت فيه الكثير جداً من الحفر الوعائية الخطيرة على كل من يعبره بسيارته، وهو خطر على صحة الإنسان، وكذلك على سلامة المركبات، حيث تحولت الحفر الوعائية إلى "مصائد" مخيفة تحت الماء، لا يعرف عنها العابرون، إلا بعد أن يقعوا فيها بسياراتهم. من يتحمل ذنبه؟ وتحدث لنا العامل عزيز الله باكستاني فقال إنه يوم الثلاثاء الماضي جرى حادث مروري شنيع، فالسيارات لا تستطيع عبور جزء من الشارع لأنه تحول إلى حفر كبيرة للغاية، فصارت السيارات تغادر مرغمة ذلك المكان، لتتوجه إلى الاتجاه الآخر (تعكس السير) وحدث أن قامت سيارة جمس بعكس السير، تلافياً لحفريات الأمطار الكبيرة التي نشأت في ذلك الشارع، الأمر الذي أدى إلى اصطدام سيارة الجمس بعامل باكستاني، لم يكن يتوقع أن السيارات تعكس السير، فأدى ذلك إلى حدوث ثلاثة كسور له في الصدر وفي الفخذ وفي الساق. وقال عزيز: مثل ذلك العامل المسكين من يتحمل ذنبه، ومن الذي سوف يعيد له صحته، ولا شك أن المسؤول عن تلك الحفريات سيظل هو المسؤول أمام الله تعالى، نتيجة تقاعسه وإهماله، الأمر الذي أدى وقد يؤدي إلى حوادث أخرى مماثلة. مواطنون بدل الأمانة وفي مكان آخر رأينا عدداً من المواطنين يحاولون أن يعالجوا مشاكل حفريات الشوارع بعد الأمطار، بأسلوب بدائي حيث يقومون بوضع الحجارة والأتربة في الحفر الوعائية الكبيرة، لأنها صارت خطراً أمامهم، وهم يؤدون هذا الدور العشوائي بدلاً من أمانة جدة التي تقاعست بحسب رأي المواطنين عن أداء دورها، وبعد أن غابت عن مسرح العمل الحقيقي الفعال للمواطن والسكان، وكان لتراخيها و"تطنيشها" الأثر النفسي السيئ على المواطنين، الذين ظلوا يتعجبون من سماع أخبار المشاريع بالملايين، ثم لا يرون على الأرض أثراً لها، وكأنه لا يوجد رقيب يحاسب أمانة جدة على تقصيرها الكبير. شارع فلسطين وفي شارع فلسطين بالقرب من برج دلة تحول تقاطع (فلسطين دلة) إلى معاناة حقيقية، وصورة سيئة من صور عدم المتابعة، وغياب العمل الحقيقي لأمانة جدة.. وقال لنا المواطن سالم أحمد: إن ذلك التقاطع تحول إلى عدة حفر وعائية كبيرة، وصار المكان صعباً للمرور بالسيارات، وأدى إلى زحمة مرور كبيرة في أيام الإجازة، فكيف سيكون عليه الحال عندما تفتح المدارس أبوابها بعد إجازة منتصف العام. مياه تتسرب وقال المواطن نفسه إن هناك مياهاً تتسرب من تحت الأرض في ذلك المكان، من تحت غطاء معدني وسط التقاطع، والمسؤول عنه هو الجهات الرسمية، ولكنها للأسف جهات غائبة عن متابعة مشاريعها ومرافقها، الأمر الذي أدى إلى تهشم الشارع وإلى إعطاب الطريق، وحدوث تلفيات كبيرة فيه، وقد كان بالإمكان تدارك ذلك مبكراً، لكن غياب المتابعة والعمل أدى وسوف يؤدي إلى مثل هذه الصور المشوهة التي تعتبر حالة خجل كبيرة على الجهات الرسمية. حي النسيم وفي حي النسيم مازالت العديد من الشوارع تعاني من الأتربة التي جرفها سيل سد أم الخير وأدى إلى تراكم الطمي والطين فيها، ثم بعد جفافه تحول إلى غبار خانق له أثر واضح على صحة السكان والمواطنين، خصوصاً من كان يعاني من متاعب الرئة أو الربو، فوق أن عدداً من الشوارع مازالت غارقة في المستنقعات التي أدى مكوثها الطويل في الشوارع إلى حفرها وتآكلها مع الأيام، في غياب متابعة حقيقية من أمانة جدة. أين أمانة جدة؟ وقال المواطنون في ختام حديثهم لنا: أين أمانة جدة؟ أين فروعها في كل أنحاء جدة؟.. وهل من المعقول أن يكون لدينا في جدة "أمانة مدينة" ثم تظل الشوارع بهذا السوء كل هذه المدة "أكثر من نصف شهر" دون أن تتحرك الأمانة، ودون أن نرى لها أثراً على الأرض؟.. فهل هذا إهمال مقصود، أم أنه عجز حقيقي مادي وفني؟.. ولماذا لم تستعن الأمانة بأمانات المدن المجاورة إن كانت لا تستطيع مواكبة الخراب الكبير الذي أصاب شوارع المدينة؟.. ثم أين الرقابة على "الأمانة" من الجهات الأعلى في جدة، أو في الوزارة؟.