عن الدار العربية للعلوم بيروت، ودار مكتبة كل شيء فلسطين صدرت طبعة ثانية من رواية (شرفة العار) وطبعة ثانية من كتاب (السيرة الطائرة) للشاعر والروائي إبراهيم نصر الله. وكانت رواية (شرفة العار) قد صدرت في آذار من العام الماضي وتم توقيعها في اليوم العالمي للمرأة تحية للمرأة وتضامنا معها، تحت عنوان (جريمة شرف!! الجريمة بلا شرف دائما)، وقد قوبلت الرواية في الأردن والعالم العربي بحفاوة كبيرة، كونها تتصدى بجرأة كبيرة لما يسمى (جرائم الشرف) التي تذهب ضحيتها كل عام خمسة آلاف امرأة في العالم. وعقدت حول الرواية ست ندوات أردنية وعربية بمشاركة عدد من الباحثين والباحثات. الناقد نزيه أبو نضال قال عن الرواية عند صدورها: إن شرفة العار ستنضاف إلى واحدة من الإبداعات الكبرى التي أحدثت تغييرا عمليا مباشرا في العديد من الثوابت والمسلمات والقوانين السائدة في زمنها، ونحن ننتظر أن تثير الرواية الكثير من النقاش نظرا لتناولها لقضية جرائم الشرف من مختلف جوانبها الاجتماعية والقانونية والإنسانية: مثلما فعلته مذكرات دوستويفسكي في عالم الموتى داخل المنفى السيبيري؟ بعدما قرأ القيصر الروسي الرواية بكى وألغى نظام التعذيب.وقريب من هذا ما فعلته رواية كوخ العم توم لهنرييت بيتشر ستاو في أمريكا زمن العبيد. ولعلنا نذكر جميعا كيف أن فيلم "أريد حلا" لفاتن حمامة، وبالدور المتميز لأمينة رزق، قد غير قوانين الأحوال المدنية في مصر. في حين كتب الناقد والكاتب اللبناني سلمان زين الدين في جريدة الحياة: من (شرفة العار)، أطلّ إبراهيم نصرالله على قضيّة حسّاسة، ساخنة، تلامس حقل المقدّس في مجتمعاتنا المحافظة، وقد فعل ذلك بمهارة واضحة، وظّف فيها خبراته الجمالية والفنّيّة، فارتقت سخونة الخطاب إلى سخونة الحكاية، وجاء نصّه فريداً في موضوعه وحكايته وخطابه.أما كتاب (السيرة الطائرة) فهو سيرة الكاتب في السفر على مدى ربع قرن، كتبها بصيغة روائية، حيث تشكل هذه (السيرة الطائرة) رحلة استثنائية تبدأ من مخيم للاجئين، باتجاه قارات العالم، لتغدو بالتالي جزءا أساسا من سيرة الكاتب الإبداعية والإنسانية والأثر الذي تركه السفر في كتابته الشعرية والروائية، وحواراته حول القضايا العربية الساخنة والقضية الفلسطينية والصورة الإنسانية العميقة للحضارة العربية مع المثقفين والجمهور في العالم، عابرا بكتابه هذا أيضا أهم مفاصل التاريخ العربي المعاصر منذ عام النكبة الفلسطينية حتى اليوم. وبعيدا عن البناء السردي الأفقي للسّير الذاتية يقدم نصرالله اقتراحا فنيا جديدا بكتابته لسيرة غير تقليدية، مستفيدا من خبرته الروائية، سواء من خلال تعامله مع الزمان والمكان أو من خلال سرده غير التقليدي لهذه الأحداث لغة وتأملاً؛ كما انعكست خبرته كشاعر بصورة واضحة في هذا الكتاب الذي ضم عددا كبيرا من النصوص الشعرية التي شكّلت جزءا أصيلا من بنية هذا العمل الذي يضيء جوانب كثيرة غير معروفة من حياة إبراهيم نصرالله ورؤاه الأدبية. يقول الناقد الدكتور محمد عبد القادر عن هذا الكتاب: من منظور معين، (السيرة الطائرة) هو رواية تشكل في كليتها مناخًا قادرًا على حمل سمات العمل الروائي في صيغته الحديثة. وهو مجموعة من القصص القصيرة بحيث يمكن لقارئه أن يستل أي فصل فيه فيقرأه كما لو كان يقرأ قصة قصيرة أخاذة. وهو نص إبداعي ينصهر فيه الأنا بالآخر، ويحضر فيه الإبداع الفني حضوراً مميزاً، وتتبلور فيه الرؤى والأفكار ويُعاد بناؤها من جديد وفق منظور إنساني واسع، وفلسفة كونية لا ترى حدوداً بين البشر. عمل متميز، ولعله من أجمل الأعمال التي أبدعها نصر الله.