بدأت في العاصمة الاندونيسية جاكرتا فعاليات مؤتمر الندوة العالمية للشباب الإسلامي 11 بعنوان "الشباب والمسؤولية الاجتماعية" برعاية الرئيس الاندونيسي ويستمر ثلاثة أيام , بحضور حشد كبير من العلماء والدعاة والمختصين.وفي بداية الحفل الذي اقيم بهذه المناسبة القى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد , رئيس الندوة العالمية للشباب الإسلامي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ كلمة قال فيها إلى أن التكامل بين الحكومات والمؤسسات والجمعيات الأهلية والخيرية في العمل الدعوي وخصوصاً العمل بين الشباب ، وأن يكون هناك تكامل بين المنظمات الأهلية والجمعيات الدعوية مع المؤسسات الرسمية والعاملة في الحقل الدعوي لتفعيل هذا الدور .وأكد أنه لابد من غطاء رسمي للمؤسسات والمنظمات الإسلامية العاملة في الحقل الخيري لتقوم بدورها , مطالباً بسد أي فجوة في الجمعيات الإسلامية , حتى لا يكون منفذاً للأعداء الذين يتربصون بالعمل الإسلامي والمنظمات والجمعيات الإسلامية .وقال آل الشيخ إن الجمعيات الإسلامية والخيرية في حاجة دائمة إلى تقييم ومراجعة أعمالها , وتصحيح الأخطاء التي قد تقع فيها , ووجوب التكامل بين العمل الدعوي التطوعي والعمل الخيري الحكومي. وشكر وزير الشؤون الإسلامية في كلمته الرئيس والحكومة الاندونيسية , على استضافتهم المؤتمر , كما وجه شكره لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني حفظهم الله , على تيسير ودعم الندوة طيلة الأربعين عاماً الماضية. وقال : لقد دعمت المملكة وتبنت إنشاء الندوة لإيمانها بفاعليتها لقيده الشباب وحركته الدؤوب التي تعزز التضامن الإسلامي الذي هو هاجس لكل مهتم بالدعوة والعمل الإسلامي , مؤكداً أن المملكة قدمت الدعم والبذل السخي لكل المنظمات العاملة في المجالين الدعوي والخيري , وبصفة خاصة الندوة العالمية للشباب الإسلامي مثمناً دورها وبرامجها الموجهة للشباب ومنهجها الذي يتسم بالوسطية والاعتدال . وتطرق الوزير إلى موضوع المؤتمر " الشباب والمسؤولية الاجتماعية " مبيناً ضرورة تحويل الشباب إلى الأعمال الايجابية والمثمرة والنافعة , بعيداً عن النظرة السلبية التي يروجها البعض عن الشباب , وإن الشباب الإسلامي يحتاج إلى المزيد من الرعاية والتحصين من تيارات الإرهاب والغلو والتكفير وأشاد بتميز برامج الندوة الموجهة إلى الشباب وتربيتهم على الإيمان والعمل الصالح والايجابية والفاعلية . من جانب آخر أكد الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي أن المؤتمر لقي كل الرعاية والاهتمام والدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين ومن جانب المسؤولين الإندونيسيين مما سهل مهمتها في عقد هذا المؤتمر , موضحاً أن الندوة أنجزت في دورتها العاشرة العديد من المشروعات والبرامج الموجهة إلى الشباب .وقال : إن الشباب هم مادة الندوة التي من اجلها كانت انطلاقتها في عام 1972م , برعاية المملكة , والشباب عماد الأمم , ولا سبيل لنهضتها إلا بسواعدهم ذكوراً وإناثاً , ولن يأتي ذلك إلا من خلال العناية بهم وتهيئتهم ليكونوا لبنات صالحة في بناء الأمم والمجتمعات , ولن يأتي ذلك إلا بعمل مؤسسي يتسم بالتخطيط وتوظيف الطاقات ووضع الخطط المبنية على أسس علمية بعيدة عن العشوائية .وأضاف أن الندوة والشباب هما طرف المعادلة , ومن هنا جاءت الرؤية التي وضعتها الندوة "منظمة رائدة لشباب مميز" , مبيناً أهمية إيجاد جيل جديد من الشباب المميز بأخلاقه وسلوكه وعلمه .وبعدها أوضح الرئيس العام للجمعية الشرعية وعضو مجمع البحوث الشرعية بمصر الشيخ محمد المختار المهدي أن الندوة العالمية جمعت شمل المسلمين في هذا المؤتمر , مؤكداً أن عنوان الشباب والمسؤولية الاجتماعية هو اختيار حصيف وفقت الندوة في اختياره موضوعاً للمؤتمر , حيث أن المسؤولية لم تعد في العصر الحاضر مقتصرة على الحكومات بل هي عملية متشابكة تقتضي إسهام كل فئات المجتمع ومؤسساته للنهوض بها , ومن ذلك مؤسسات المجتمع المدني . وألقى وزير الشؤون الدينية في اندونيسيا سوريا درهما علي كلمة رحب بحضور المؤتمر نيابة عن الرئيس الاندونيسي وتحدث عن أهمية التواصل بين الدول الإسلامية , وبعدها أعلن انطلاق فعاليات المؤتمر . وفور انتهاء الحفل أقيم لقاء مفتوح للمستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء فضيلة الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع تحدث فيه عن أهمية تكثيف الدعوة إلى الإسلام وضرورة إقامة مؤتمرات للندوة في بلاد تكون غير اسلامية ، ووجه له من خلال اللقاء بعض الأسئلة الفقهية وبعض الأسئلة أيضا المتعلقة عن المشاكل التي تواجه الشباب الإسلامي في بعض الدول الإسلامية .وتناول اللقاء أيضاً بعض الإقتراحات التي طرحها المشاركون ومنها حاجة الدول الإسلامية إلى رجال علم ومشائخ ليقدموا لهم التعاليم الإسلامية وما ينفعهم في أمور دينهم ودنياهم , ودعا المنيع الجامعات التي تقدم العلوم الشرعية وخص منها الجامعات السعودية والمصرية لما فيها من وفرة طلاب العلم الشرعي الصحيح الذي يخدم أهداف الندوة وهو تحسين صورة الإسلام في دول العالم وخاصة دول اوروبا .