اليوم الوطني السعودي مناسبة وطنية وتاريخية لها بعدها الديني والحضاري والإنساني، فالوطن السعودي الذي ارسى دعائمه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه- كان في الحقيقة مشروعاً حضارياً طموحاً رسم ملامحه قائد عظيم من أفذاذ التاريخ. فتح الرياض في الخامس من شوال 1319ه يستطيع أن يقرأ بين سطور تلك الملحمة البطولية ملامح مشروع الملك عبدالعزيز الطموح ممثلا في أهدافه الكبرى: - اقامة الوحدة الوطنية وجمع صف المسلمين وتوحيد كلمتهم ونبذ التناحر والحروب التي مزقت قبائل شبه الجزيرة العربية وأنهكتها. - إقامة دولة إسلامية دستورها شرع الله الحنيف المستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. - نشر الأمن والسلام في ربوع البلاد وحماية الحرمين الشريفين وتأمين طرق الوصول غليهما للحجاج والمعتمرين والزوار. - نشر العلم ومحاربه الجهل والتخلف. - التنمية الاقتصادية والاجتماعية ووضع الاطر الإدارية والتنظيمية التي تؤسس لنهضة شاملة في مختلف المجالات. - الدفاع عن حقوق ومصالح الأمتين العربية والإسلامية والعمل على بناء التضامن الإسلامي والعربي بما يدعم مكانة الأمتين العربية والإسلامية ويعزز دورهما في العالم. لقد كان كل عنصر من عناصر هذا المشروع الضخم تحدياً قائماً بذاته في ظل الإمكانات المتاحة، لكن ايمان الملك عبدالعزيز- رحمه الله- وشجاعته وإرادته الصلبة وتصميمه على ان يفتح امام شعبه افقا لمستقبل واعد جديد اكثر اشراقا، هزم كل الصعاب والمعوقات. وخلال سنوات قلائل اصبح الحلم واقعاً ملموساً، فتوحدت القبائل المتناحرة تحت راية التوحيد، وعم الأمن والأمان، واقيم ميزان العدل بين الناس، وقامت دولة إسلامية فتية تتطلع بقوة لاعتلاء موقعها بين الأمم. على هذه الخلفية يمكن النظر الى اليوم الوطني السعودي كحدث تاريخي يستحق الاحتفاء والتوثيق، فقد كان قيام المملكة العربية السعودية اعلانا بفتح صفحة جديدة من صفحات التاريخ، وحدا فاصلا بين عصر وعصر، وايذانا بانطلاق نهضة حضارية شاملة غيرت وجه الحياة في شبه الجزيرة العربية، ونقلت انسانها من الجهل والتخلف والمرض والفقر الى آفاق التنمية والتطور والرخاء والازدهار الاقتصادي. وخلال سنوات قليلة لا تعد شيئا في عمر الدول والشعوب استطاعت المملكة العربية السعودية ان تشق طريقها الى الصف الامامي في النظام العالمي بفضل حنكة قادتها من ابناء الملك المؤسس الذين ساروا على خطى والدهم وتفانوا في خمة وطنهم وشعبهم. ان انجازات المملكة التنموية والحضارية تقف شاهدا على جزالة عطاء ابناء الملك عبدالعزيز، وعلى نجاحهم الباهر في استكمال المشروع الحضاري الذي حلم به والدهم الملك المؤسس. ويبقى المنجز الذي تحقق على صعيد تنمية الموارد البشرية وبناء الإنسان السعودي اهم وابرز المنجزات. فقد تبدد ظلام الجهل والتخلف، واشرقت ربوع الوطن بنور العلم والمعرفة. وكم نحن فخورون ونحن نحتفي بذكرى يومنا الوطني ان نرى مشروعات المدن الجامعية الجديدة تنتشر في كل مناطق المملكة، فيما تستقبل بلادنا طلائع مبعوثينا العائدين من جامعات العالم المرموقة بعد ان اكملوا دراساتهم الجامعية والعليا في التخصصات العلمية والتقنية الحديثة تحت مظلة برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي اتاح فرصا نادرة لتعليم وتدريب الشباب السعودي في ارقى المؤسسات العلمية والاكاديمية في امريكا واوروبا وآسيا. اننا نرفع اسمى آيات التهاني لقيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله، ولأبناء هذا الوطن في كل مكان بمناسبة ذكرى اليوم الوطني الاغر، سائلين الله العلي القدير ان يحفظ لهذا الوطن الغالي قادته الاوفياء وأمنه واستقراره وازدهاره، وان تتواصل انجازاته وانتصاراته انه ولي ذلك والقادر عليه. نائب وزير التعليم العالي