ولابدها ياسعود بتغيب شمسي ذي سنة رب الخلائق فرضها رحم الله مهندس الكلمة مرهف الحس طيب القلب وعزائي لخادم الحرمين وولي عهده وللوطن ولكل محبيه وعائلته عظّم الله أجركم ورحم فقيدكم. كان صباحاً مختلفاً شأنه شأن كل الصباحات التي نفجع فيها بخبر مؤلم، وفاة البدر كبيرة ومؤلمة ، لكنه أمر الله ،وسنة كونية هي نهاية المطاف في هذه الدنيا ، نؤمن ولله الحمد بهذه الحقيقة إيماناً كاملاً ، لكننا لا نملك إلا أن نحزن ونتألم ، حزناً وألماً مقرونيْن بخالص وأصدق الدعوات أن يرحم البدر ،وكل من فقدنا ،وأموات المسلمين ،وأن يجمعنا بمن أحببنا في الفردوس الأعلى -اللهم آمين-. بدر بن عبد المحسن الذي كتب لكل المشاعر، ولامس كل الأحاسيس ،كتب لكل شيء ،واليوم كل شيء يكتب له ،اليوم الكلمات التي رسمها في أجمل القصيد، تتهادى بدموع حزينة لتكتب ألم فقده ،البدر بأجمل ما كتب ،بعذوبة ما نظم وقال، كان رفيق دروبنا ،كم استمتعنا بكلماته-غفر الله له-. حين وفاته ،ضجَّت مواقع التواصل بالخبر. كيف لا؟ إنه البدر الذي رحل بعد مسيرة شعرية راقية صادقة، البدرالذي كتب للوطن وللقلب وللعقل بكل إحساس راقٍ عذب . نشر أحدهم منشوراً صادقاً قال فيه عن وفاة البدر: ( الجميع يموتون لكن قلة من يتركون خلفهم هذه المحبة الخرافية والحزن الجارف ) ولسان حال الجميع يقول كما قال محب آخر: ( سيفتقدك محبوك، وسيفقد الشعر والأدب ذوقك الرفيع). نعم ، ستفتقد البدر كل المشاعر المرهفة، والأحاسيس الجميلة، والوطنية الصادقة. البدر لم يكن شخصاً فقط ، بل كان كياناً عذباً دخل كل البيوت، وأتحف كل المناسبات الوطنية ،كان الشعر في حياته موهبة ورسالة -رحمه الله وجعل منزله الفردوس الأعلى وجميع موتى المسلمين-. للوطن قال :فوق هام السحب وإن كنت ثرى ، ولولاة الأمر تغنى بكل صدق ،وللقلوب والمحبة قال الكثير ممّا لا ينساه قلب ،ولا تتوه عنه مشاعر. البدر خلَّد بشعره أسمى الأحاسيس وأعذبها أنبلها وأصدقها . البدر برحيله ذبلت ورود الشعر الشعبي الراقي ، وخفتت أنوار شوارع الكلمات المرهفة الشفافة: (ما بقى بالليل نجمة ولا طيوف، ذابت أنوار الشوارع وانطفى ضي الحروف). كتب أحد محبيه يرثيه:يابدر والعين يغرقها البكي، كل دمعة حائرة جاثك تسيل الحناجر تختصر معنى الحكي، والقصائد شاهده وأكبر دليل رحل أمير الحرف والكلمة وبيت القصيد، وقد ترك خلفه أطيب الذكر، وأعمق الحب، وصور الطيب والتواضع . كنت أشاهد وأسمع لقاءاته التي فيها من الأدب الكثير، وحسن الخلق ،ولين الجانب. الأمير بدر بن عبد المحسن كان ورحل وهو من أعلام الشعر الشعبي الجميل الذي قلما ينافسه عليه إلا شعراء معدودون، لم تكن كلماته متكلفة ولا ثقيلة على المسامع،بل كانت سهلة عميقة سلسة يحفظها الصغار والكبار، تجمع بين العذوبة والرقي. اللهم ارحم البدر رحمةً تنجيه من كُربات القبر -اللهم آمين-. جمع البدر في شعره الشعبي الأدبي الراقي بين الغزل والفخر والرثاء والواقع الاجتماعي والسياسي للمملكة، وهو أحد أهم رواد الشعر الشعبي الحديث في العالم العربي ، وقد نال وشاح الملك عبد العزيز تكريماً من الملك سلمان -حفظه الله-. رحم الله الأمير بدر بن عبد المحسن وجعل ما أصابه كفارةً وطهوراً من كل ذنب. اللهم اعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ،واجبر اللهم قلوب عائلته ومحبيه، والعزاء موصول للمملكة وللقيادة وللشعر الراقي والأدبي وإنا لله وإنا إليه راجعون ودمتم. (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً)