أسبوع من الحرب والمواجهات العنيفة بين الجيش والدعم السريع، ولا رائحة غير الدم والنار في الخرطوم التي تحولت ما بين ليلة وضحاها إلى ساحة حرب، واشتباكات متواصلة ليرتفع عدد القتلى، وفق إحصاءات الأممالمتحدة، إلى 300 قتيل على الأقل منذ تفجر الصراع مطلع الأسبوع الحالي مع تواصل نزوح آلاف المدنيين من العاصمة إلى الولايات الأخرى للابتعاد عن فوهة البركان. وبدأت حركة النزوح منذ اليوم الثالث للاشتباكات، بينما يهز إطلاق النار المتواصل وقذائف المدفعية والغارات الجوية، الخرطوم وأم درمان وبحري، فيما وقعت اشتباكات حول مقر قيادة الجيش والمناطق المتاخمة لمطار العاصمة. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس، إن 300 شخص على الأقل قتلوا منذ اندلاع القتال يوم السبت الماضي مع إصابة أكثر من 2600 آخرين، دون توضيح أعداد القتلى من المدنيين والجنود، لكن نقابة أطباء السودان التي تسجل الإصابات، قالت إن الوضع أصبح مأساوياً في ظل خروج مستشفيات عن الخدمة مع عدد كبير من المصابين. وقد أدت الاشتباكات بين الجانبين إلى تضرر تسعة مستشفيات. وفي المجمل، خرج 39 من أصل 59 مستشفى في المناطق المتضررة جراء القتال عن الخدمة، أو أُجبرت على الإغلاق، وفق ما أفاد أطباء، سواء بسبب نفاد المعدات أو احتلال المقاتلين لها أو بسبب عدم تمكن أفراد الطواقم الطبية من العودة إلى تولي مهامهم. أما مخزونات المواد الغذائية بدأت تتلاشى، إذ لم تدخل أي شاحنة مواد غذائية إلى العاصمة منذ السبت. وبالرغم من إعلان الهدنة، إلا أن الجيش السوداني والدعم السريع تبادلا الاتهامات بشأن خرقها، حيث اتهم الجيش الدعم السريع بمهاجمة قواته في العاصمة الخرطوم رغم بدء الهدنة، فيما اتهمت قوات الدعم السريع الجيش بخرق وقف إطلاق النار المتفق عليه. وكانت الاشتباكات الدامية قد انطلقت أواخر الأسبوع الماضي، بعد أيام من دفع قوات الدعم السريع بنحو 100 آلية نحو قاعدة مروي في الولاية الشمالية، فضلاً عن بعض الآليات بمراكزها بالخرطوم، ما استفز الجيش الذي أكد أن تلك التحشيدات غير قانونية، وتمت دون تنسيق معه. لكن قوات الدعم السريع أكدت أنها نسقت مع القوات المسلحة، رافضة سحب تلك الآليات، ليندلع القتال لاحقاً، في بلد لا يزال منذ 2019م يحاول تلمس طريقه نحو حكم ديمقراطي جديد، يطوي صفحة الرئيس المعزول عمر البشير.