مع دخول حرب السودان يومها الخامس على التوالي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، خصوصا في محيط مقر القيادة العامة وسط الخرطوم، كشفت قوات الجيش، اليوم (الأربعاء)، أنه كان بإمكانها حسم المعركة بضربات جوية خلال ساعات، لكنها شددت على أن «الأولوية بالنسبة لها تكمن في حفظ أرواح المدنيين»، ولفتت إلى أن للدعم السريع قواعد وسط الأحياء السكنية. وأضاف الجيش في بيان: «كان من السهولة بمكان ضرب تجمعات المتمردين بالقوات الجوية داخل تمركزاتها بوسط الخرطوم والقضاء على التمرد في ساعات، لكن لا يمكن للقوات المسلحة أن تسلك هذا المسلك وتضع حياة الناس على المحك، وهذا هو الفرق بين الجيوش الوطنية والمليشيات. وجدد الدعوة إلى أفراد الدعم السريع من أجل تسليم أنفسهم لأقرب وحدة عسكرية، والخروج من حالة التمرد. وأوضح أن القوات المسلحة تصدت لهجوم جديد على محيط القيادة وكبدت العدو خسائر كبيرة في الأرواح وتدمير عدد من العربات القتالية». ولا يزال محيط القيادة العامة يشهد انفجارات واشتباكات عنيفة، فضلا عن قتال في محيط المطار، ومقر مبنى التلفزيون الرسمي في أم درمان، وسط ارتفاع أعداد القتلى إلى 174 قتيلا، وأكثر من 1040 مصاباً، بحسب ما أعلنت لجنة أطباء السودان، اليوم. فيما قدرت الأممالمتحدة عدد القتلى بنحو 270، والإصابات نحو 2600 شخص. وبدأت الاشتباكات العنيفة في العاصمة بعد ساعات قليلة من دخول هدنة ال24 ساعة حيز التنفيذ مساء أمس (الثلاثاء)، فيما تبادل الطرفان الاتهامات وتحميل المسؤوليات. يذكر أن هذا الاقتتال الدامي بين القوتين العسكريتين الكبيرتين في البلاد انطلق الأسبوع الماضي، بعد أيام من دفع قوات الدعم السريع بنحو 100 آلية نحو قاعدة مروي في الولاية الشمالية، فضلاً عن بعض الآليات بمراكزها بالخرطوم، ما استفز الجيش الذي أكد أن تلك التحشيدات غير قانونية، وتمت دون تنسيق معه. لكن قوات الدعم السريع أكدت أنها نسقت مع القوات المسلحة، رافضة سحب تلك الآليات، ليندلع القتال لاحقا، في بلد لا يزال منذ 2019 يحاول تلمس طريقه نحو حكم ديموقراطي جديد، يطوي صفحة الرئيس المعزول عمر البشير.