أختلفت ردود أفعال أفراد مجتمعنا الغالي مع جائحة كورونا المستجد، فبعد رفع الحظر نجد أن هناك من استمر وبجدية وعزيمة في تطبيق الاشتراطات الصحية ، بينما البعض الآخر للأسف نجدهم في قمة الاستهتار والتراخي وكأنه غير معترف بوجود الفيروس القوي أو يتحدى شراسته. وصفت وزارة الصحة قصة شاب ب « التصرف المسؤول» عندما شعر بارتفاع في درجة حرارته وقرر عدم حضور حفل الزفاف الذي كان مدعواً إليه، إذ أنه بعد إجراء الفحص أتضح إصابته بفيروس كورونا، ومن خلال هذا التصرف المسؤول استطاع الشاب الحفاظ على سلامة الحضور من خطر العدوى. نعم .. تحية تقدير لهذا الشاب الذي حمى مجموعة كبيرة من الفيروس الشرس الذي مازال العالم يعاني من تداعياته وويلاته ، وشعر بحجم المسؤولية نحو مجتمعه ، ولنا أن نتخيل أنه في حال ذهابه لذلك العرس كم من شخص سيتعرض للعدوى ويصاب – لا سمح الله-. وفي الاتجاه الآخر لم تخل القصص من التصرف اللامسؤول ، فهذا مصاب بكورونا وبعد شعوره بارتفاع في درجة الحرارة تأخر في عزل نفسه ولم يذهب إلى عيادات «تطمن» التي خصصتها الصحة ظناً منه أنها مجرد إنفلونزا موسمية، مما تسبب في انتقال العدوى إلى 5 من أفراد عائلته من ضمنهم والدته الكبيرة في السن. والقصص كثيرة فبعضها يمكن وصف أصحابها بالوعي والمسؤولية والبعض الآخر بالاستهتار واللاوعي . سبق أن تحدثت في سلسلة من المقالات عن خطورة « كوفيد-19 « الذي مازال مستمراً في نشاطه إذ أصاب الملايين من البشر في العالم وأودى بحياة الآلاف في جائحة لم يشهدها التاريخ فقد وصفت منظمة الصحة العالمية وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد_19) بأنه أخطر جائحة شهدها العالم على مدى 100 عام. لا شك إن الوعي المجتمعي عندما يتصدر في مثل هذه الأمور المرتبطة بالشأن الصحي فإن مثل هذه الإشكاليات تتراجع وتصبح في مرحلة المحاصرة والتطويق ، بينما ترتفع عند وجود أي ثغرات يتغلغل من خلالها الفيروس ، فاتباع التعليمات والتدابير والإجراءات الاحترازية الصادرة عن الجهات المختصة تهدف للوقاية والحيلولة دون انتشار عدوى الفيروس وضمان حماية وسلامة فئات المجتمع كافة، خاصة في المجمعات التجارية ومراكز التسوق والأسواق والحدائق وغيرها من الأماكن العامة. أؤكد مجدداً .. أن الوعي المجتمعي يعني مسؤولية الفرد والاستجابة لتعليمات الجهات الصحية لكونها كفيلة بإذن الله في منع إنتشار الفيروس والقضاء عليه ، خصوصاً وأن كافة الإجراءات الإحترازية التي اتخذتها المملكة كانت وفق أعلى المعايير الطبية ومنسجمة لتوصيات وتوجهات منظمة الصحة العالمية ، لذا يبقى دور المجتمع ضرورياً وهاماً في تنفيذ الاشتراطات الصحية والحرص على نظافة اليدين والتباعد الإجتماعي وارتداء الكمامة ، والتواصل مع الصحة عند الشعور بأي أعراض غير صحية ، إضافة إلى متابعة المستجدات والتوصيات الصادرة عن الجهات الصحية بشكل دقيق وعدم الإستهتار والتصرف اللامسؤول الذي يعّرض الفرد والمحيطين به للمخاطر ، وتجنب الالتفات لأخبار الشائعات. وسلامة صحتكم.