حتى منتصف هذا الأسبوع تجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد حول العالم 13 مليون مصاب في حين ارتفع عدد الوفيات إلى أكثر من 571 ألف ولازالت الجائحة مستمرة وتنتشر بشكل كبير في بعض الدول كالولايات المتحدةالأمريكية والبرازيل والهند وقد صرحت منظمة الصحة العالمية بأن تلك الدول قد تكون تعجلت في إزالة الإغلاق والتخفيف من الإجراءات الاحترازية مما ساهم حالياً في ظهور موجة جديدة من تفشي الفيروس قد تؤدي إلى عودة الإغلاق فيها من جديد. بعض الأفراد في كثير من المجتمعات لا يزال غير مقتنع بخطورة جائحة كورونا ويعتقد بأن الإعلام العالمي بالغ في التعامل مع هذه الجائحة لأهداف سياسية أو اقتصادية أو غيرها مشيراً بأن ما يحدث هو مؤامرة دولية ويستشهد اولئك بأن هناك أمراض وفيروسات أخرى موجودة منذ سنوات حول العالم وتحصد ملايين الوفيات سنوياً مثل أمراض القلب والسرطان والايدز والأنفلونزا ولم يتم المبالغة بشأنها كما تم بشأن جائحة فيروس كورونا المستجد ويأتي مثل هذا الاعتقاد بالمبالغة أو المؤامرة عند هؤلاء بالرغم من التداعيات والآثار الاقتصادية العالمية المؤلمة والتي يشاهدها الجميع وأدت إلى حدوث ركود اقتصادي عالمي لم يسبق له مثيل. بالأمس نشرت صحيفة عكاظ قصة أحد الجنود الأمريكان المتقاعدين وعمره 37 عامًا وكان له موقف متطرف حيال فيروس كورونا المستجد إذ بقي يقلل من شأن هذه الجائحة ويعتبرها (تضخيماً ومبالغة) وكتب على صفحته في الفيسبوك في 28 ابريل الماضي أنه لن يرتدي كمامة لأنه (لن يسلم نفسه للتضخيم والمبالغات) ثم في 12 مايو عاد وكتب بأنه يشعر بالغثيان والملل عندما يقوم بتشغيل التلفزيون ويشاهد كل ذلك الهراء عن فيروس كورونا المستجد وفي 29 مايو كتب بأنه فخور بموقف الرئيس الأمريكي ورفضه المتكرر لإرتداء الكمامة لحماية نفسه من عدوى الوباء -مؤخراً ارتدى الرئيس الأمريكي الكمامة- غير أنه في بداية هذا الشهر كتب بأنه بدأ يشعر بالإعياء والحمى وقرر الخضوع للفحص ثم أكد اصابته بالفيروس وأنه سيعزل نفسه لمدة 14 يومًا ثم لم يلبث أن أعلنت عائلته وفاته بعد أيام من اصابته. هذه القصة وغيرها العديد من القصص المختلفة والتي حدث بعضها لأفراد في وطننا بل وقد يكونوا من أقاربنا يجب أن لاتمر مرور الكرام وأن نأخذ منها العبرة وأن يعيد النظر فيها بشكل جاد أولئك الأفراد الذين لا يزالوا حتى اليوم يتعاملوا مع هذه الجائحة باستهتار ولا مبالاة وعدم التزام بالإجراءات الاحترازية والتعليمات والتدابير الوقائية وأستمروا في متابعة الشائعات التي لا أساس لها من الصحة فعليهم أن يعودوا لرشدهم ويلتزموا بالتعليمات حتى لا يدفعوا هم أو أحد أقاربهم الثمن غالياً -لا سمح الله-.