مفارقات عديدة تنتجها أرقام "كورونا" كل يوم، فبعد أن تذوقت مدنا طعم النوم الهادئ لمبارحة الفيروس المستجد بيوتها وشوارعها انتكست مرة أخرى، وبدأت تغرق في "دوامة كوفيد"، كحال بؤرة الوباء العالمي مدينة ووهان الصينة التي سجلت أمس (الاثنين)، 5 إصابات جديدة ما أدخل الخوف في نفوس سكانها مجددا، وبالمقابل خرجت فرنسا من عزلتها التي دامت لأشهر، إذ بدأت عجلة الحياة تعود للدوران بشكل تدريجي، أمس، بعد أن خففت السلطات إجراءات العزل الصارمة في البلد الذي شهد أكثر من 26 ألف وفاة وما يزيد عن 176 ألف إصابة. واستأنفت القطارات حركتها تدريجيا في فرنسا بعد شهرين من الإغلاق الكامل والحجر الصحي في المنازل، غير أن القيود في بعض المناطق ستتواصل، لا سيما في ضواحي العاصمة باريس وشمال شرقي البلاد. ويواصل "كوفيد 19" تسجيل الأرقام القياسية في روسيا، حيث شهدت موسكو، أمس، ارتفاعا كبيرا في عدد حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا، إذ سجلت 11656 حالة خلال ال24 ساعة الماضية في ظاهرة عزتها السلطات إلى برنامج فحص مكثف. وقالت السلطات الروسية إن ارتفاع عدد الحالات المسجلة منذ عشرة أيام يرجع إلى تضاعف الاختبارات التي تم إجراؤها – 5.6 مليون شخص حسب تعداد أمس – وليس بسبب تسارع انتشار العدوى، وهذا ما يفسر أيضا انخفاض معدل الوفيات، في حين يشكك البعض في روسيا في هذا التفسير معتبرين أن عدد الوفيات دون الواقع. ولم يكن حال أمريكا أفضل من روسيا، بل أسوأ، فقد أظهرت الإحصائيات الواردة من المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها خلال ال24 ساعة الماضية، تسجيل 26,660 إصابة مؤكدة، و1,737 حالة وفاة في الولاياتالمتحدة، بينما سجلت ألمانيا 400 إصابة جديدة وفقا لبيانات معهد "روبرت كوخ" لأبحاث الأمراض، وسجلت إسبانيا 123 وفاة جديدة، و3046 إصابة، وكوريا الجنوبية 35 إصابة، وعمان 174 إصابة، فيما أعلنت وزارة الصحة التونسية عدم تسجيل أية إصابة جديدة بفيروس كورونا أمس، لتسجل "صفر إصابات" لأول مرة منذ ظهور هذا الوباء في تونس في بداية شهر مارس الماضي.