حذرت تقارير غربية من خطورة التحركات القطرية والتركية، التي تمكنت من التوغل في دول أوروبا، من خلال إنفاق ملايين الدولارات على عملائه من الإخوان الذين يسيطرون على مساجد ومؤسسات ومراكز ومدارس إسلامية في القارة العجوز. ووفقاً لصحيفة “دير شبيغل” الألمانية أظهرت دول أوروبا قلقا بشأن دعم كل من تركياوقطر للجماعات المتطرفة، تحت غطاء بناء المساجد والجمعيات الخيرية، واتجهت بعض دول الاتحاد الأوروبي إلى إغلاق العديد من المركز التي يديرها أتراك وأخرى ممولة من قبل قطر، ورفضت استقبال أئمة جدد من تركيا، بعد كشف حقيقة أن الأئمة الأتراك يمارسون أنشطة تجسسية لصالح الاستخبارات التركية، ويتلقون تمويلا من أنقرةوالدوحة. وكشفت الصحيفة في تقريرها، أن السلطات التركية استخدمت شبكة DITIB اتحاد الأئمة التركي في برلين، كجزء من شبكات التحكم في الأتراك المغتربين من أجل تحقيق أهداف خاصة. وأشار إلى أن “ديتيب” تلقت أموالا في السنوات الماضية، من صناديق مالية مختلفة تابعة للدولة الألمانية ودول أوروبا، على رأسها صندوق خاص بالدعم في إطار الخدمة التطوعية لدى الجيش الألماني، وبرنامج “أن تعيش الديمقراطية”، الذي تشرف عليه وزارة شؤون الأسرة الألمانية. وكان موقع “دويتشيه فيله” أوضح أن اتحاد “ديتيب” يتعرض لانتقادات واسعة داخل ألمانيا، من قبل بعض المسؤولين لقربه الشديد لحزب العدالة والتنمية التركي ولأجهزة الدولة في تركيا، وارتباطه بنظام أردوغان، كما أن الهيئة متهمة بالتجسس على معارضي الرئيس التركي. وألمحت وزارة داخلية ولاية بافاريا الألمانية إلى أنها لم تعد تستبعد وضع الاتحاد الإسلامي التركي تحت مراقبة هيئة حماية الدستور. ونقل موقع “لوكال” الإخباري الألماني عن الخبير الاستخباراتي”أريش شمدت أينبوم” إن هناك نحو 3 ملايين شخص من أصول تركية في ألمانيا، مما يعني أن كل مخبر يمكن أن يراقب (500) شخص، وهو رقم أكبر مما كان جهاز شتازي يراقبهم في ألمانيا. وتتهم السلطات الألمانية اتحاد الأئمة التركي في برلين بممارسة أعمال استخباراتية لفائدة النظام التركي وتلقي تمويلات مشبوهة منه. وتصاعدت الأدوار السلبية للأئمة المتطرفين في ألمانيا، خاصة الأتراك التابعين للاتحاد الإسلامي التركي “ديتيب”، من خلال ترويج خطاب سياسي يستدعي إرث العثمانية القديمة ويدعم التطرف. وكانت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية قد نشرت مقالًا للكاتبة “جونال تول” في 10 يناير 2019 تشير فيه إلى أن الاسلام السياسي بمثابة أداة حاسمة في السياسة الخارجية التركية، تحديدًا بعد وصول حزب العدالة والتنمية، مما يؤكد ذلك سعي تركيا لاستقطاب المسلمين عبر العالم من خلال بناء المساجد، ومحاولة استعادة التراث العثماني، وإظهار نفسها كقائد للعالم الإسلامي. على الجانب الموازي، تعمل الدوحة على بناء كثير من المساجد في أوروبا، مستغلة المؤسسات الخيرية في تقديم الدعم من أجل الهيمنة على المساجد بدول أوروبا والترويج لمصالحها السياسية عبر الطابع الديني، واتباعها انتهاج سياسة مزدوجة قائمة على دعم الإرهاب وتعزيز العلاقات مع إيران.