يتأهب مقاتلو سوريا الديمقراطية المدعومون من الولاياتالمتحدة للسيطرة على آخر جيب صغير خاضع لتنظيم داعش الإرهابي على نهر الفرات في معركة ستدفع التنظيم إلى شفا الهزيمة الكاملة فيما تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن انتصار بنسبة مئة بالمئة. وقال ترامب إن داعش على وشك السقوط وإن الولاياتالمتحدة تطلب من الحلفاء الأوروبيين استعادة أكثر من 800 من مقاتلي التنظيم الذين تم أسرهم في سوريا وإحالتهم للمحاكمة. وأضاف ترامب في تغريدة على تويتر تطلب الولاياتالمتحدة من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وحلفاء أوروبيين آخرين استعادة أكثر من 800 من مسلحي داعش الذين أسرناهم في سوريا وتقديمهم للمحاكمة. وتابع قائلا الولاياتالمتحدة لا تريد أن تقف وتشاهد مقاتلي داعش المعتقلين في سوريا يتغلغلون في أوروبا التي من المتوقع أن يذهبوا إليها. نفعل الكثير وننفق الكثير.. حان الوقت كي يتحرك الآخرون ويقوموا بالمهمة التي هم قادرون تماما على الاضطلاع بها. ننسحب بعد تحقيق انتصار بنسبة مئة بالمئة على داعش. وتعهد ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا بعد تحقيق النصر على على الأرض مما أثار تساؤلات بشأن مصير الحلفاء الأكراد لواشنطن والتورط التركي في شمال شرق سوريا. في غضون ذلك حذرت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، من خطورة الأوضاع في شمال سوريا عقب الانسحاب الأمريكي، وطالبت بحماية الأكراد السوريين في مواجهة أطماع وعدوان نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وأعربت الوزيرة الفرنسية، في مقال نشرته صحيفة “لو باريزيان”، عن تخوفها من جعل الأكراد السوريين الذين يوشكون على الانتصار مع حلفائهم على تنظيم داعش الإرهابي، “ضحايا” جددا للنزاع السوري. وكتبت بارلي أن “إعلان الانسحاب الأمريكي (من سوريا) خلط الأوراق في المنطقة.. لا أحد يعلم حتى الآن إلى ماذا سيفضي”. وأضافت: “من واجبنا القيام بكل شيء لتفادي جعل عناصر قوات سوريا الديمقراطية ضحايا”، في إشارة إلى التحالف الكردي العربي الذي يقاتل تنظيم داعش بإسناد جوي من التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة. وبات إرهابيو داعش محاصرين في بقعة لا تتجاوز مساحتها نصف كيلومتر مربع في قرية الباغوز السورية قرب الحدود العراقية، ولكن بعد حسم هذه المعركة والانسحاب الأمريكي الفعلي، سيصبح الأكراد مهددين مباشرة بتدخل عسكري تركي في شمال شرق البلاد. وتتزامن تصريحات وزيرة الجيوش الفرنسية مع تصريحات تركية تحمل نوايا عدوانية تجاه الأكراد في شمال سوريا، كان آخرها ما جاء على لسان خلوصي أكار وزير دفاع تركيا، قائلا “الأولوية في شمال سوريا لضمان أمن الحدود والتخلص من الإرهابيين سواء كانوا وحدات حماية الشعب الكردية أو تنظيم داعش”. وتابعت بارلي في مقالها أن “شركاءنا على الأرض، قوات سوريا الديمقراطية، أعطوا الكثير. إننا ندين لهم بالكثير”. وطلبت وزارة الدفاع الأمريكية من حلفائها تشكيل “قوة مراقبين” في شمال شرق سوريا لضمان أمن الأكراد، لكن هذا الطلب لم يلق تجاوبا خلال مؤتمر ميونيخ للأمن.