نعم إنك لن تتألم، ولن تتأثر لو هاجمك الأعداء، بل لو تآمروا عليك، لو خانوك، لو تحالفوا مع من هم أشد عداوة لك !! كل ذلك لن يخرج عن حيز التوقعات، والاستقراءات، والتصورات، لنتائج مثل تلك الحالات !! لكن الأدهى، والأمّر، بل الأكثر فاجعة، والأشد ألماً، والأدوم أثراً، هو خيانة القريب، وغدر المؤتمن!! ولذلك يقول المثل ( حرّص ولا تخوّن)!! المرء دائماً يسهل عليه مقابلة العدو إذا عرفه!! فمعرفتك بعدوك تسّهل لك مواجهته، بعد دراسة مواطن الضعف، والقوة فيه !! بل إن أرض المعركة، وساحة النزال، مستوية السطح، واضحة المعالم، ترى من خلالها كل الأبعاد، وبالتالي يميل مؤشر النصر لجهة الحَذِر، المستعد، العارف بقدرات وإمكانيات عدوه!! لكن الطلقة الغادرة، التي تفاجئك، فتشل حركتك، وتبعثر أوراقك، رصاصة الغدر من قريبك، الذي أسندت له مهمة حماية ظهرك، لكي تتفرغ لصد عدوك وعدوه !! وإذ به يطعنك بسيفك الذي وهبته، وبسلاحك الذي منحته!! فيغدر بك من أستأمنته للدفاع عن الدين، وحماية النفس وصون العرض!! المملكة طيلة عقود تعطي بلا منّ ولا أذى، جميع الدول العربية، والإسلامية، بل والعالمية، وخصوصاً من عانت من كوارث طبيعية، أو بشرية!! فهي دولة الوقفة، والعطاء، والجود والسخاء، فإغاثة الملهوف صار لها عنوان، ونجدة المستغيث ما حدها زمن ولا حددها مكان!! بالأمس البعيد، كان لها مع الكويت صولة وجولة!! بعاصفة الصحراء حتى تحررت!! وبالأمس القريب كان لها في استقرار البحرين رأياً و كلمة!! واليوم انتفضت كالصقر، لنجدة الشعب اليمني، بعاصفة وحزم، لم يشهد لها العالم من قبل مثيلاً. !! لكن أقول وبكل شفافية يدفعني حبي الكبير لديني، ووطني، ومليكي الحازم، الذي أعزّ الله به البلاد، والعباد، عرباً ومسلمين !! أهمس في أذن وطني!! الخوف من الأقارب (الأعداء) من العرب!! ولا خَوْف من الأعداء من الغرب ( من الفرس أو العجم ) !! لكن النصر من عند الله، ولا ناصر إلا هو سبحانه.. ( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) [ محمد : 7 ]. (وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) [ آل عمران]. [email protected] Twitter:@drsaeed1000