إن ماتتعرض له بلاد التوحيد، وأرض الحرمين، هذه الأيام من محاولة تأجيج الأحداث، وإثارة القلاقل، وزرع الفتن، وزعزعة الأمن، ونشر الخوف بين الناس، من خلال تفجير المساجد والجوامع بمصليها!! أو إرتكاب جرائم قتل لضحايا تربطهم بالسفّاحين أواصر قوية!! سواءً كانت تلك العلاقة؛ دماً وقرابة، أو زمالة وصداقة، أو عمل ودراسة!! إن كل تلك الأحداث، والوقائع، والتي تعكس بوضوح ماوصل إليه الفكر الضال، وماتوصل له أربابه من إنحطاط أخلاقي، وقبل ذلك مسخ ديني، وفساد دنيوي، لهو عنوان واضح، وسير فاصح، لتلك الفئة، وذلك التوجه، وهذا التخبط من أثر التلبّس!! تلّبس أنسي بأنسي!! وهو أخطر من التلبّس الشيطاني !! فالتلبس الشيطاني، الذي يتخبطه الشيطان هو: المجنون المصروع، والمس هو الجنون!! ويمكن لهذا النوع من التلبّس أن يُعالج بالرقية الشرعية!! أما النوع الآخر فعلاجه فك أثر الارتباط بالمتلبّس الأنسي، وهو أشد خطراً، وأعظم أثراً من الشيطان !! ( إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) النساء (76). لكنهم والله قد سجنوا عقولهم، وجمدّوا تفكيرهم، وسلبوا إرادتهم، وغسلوا أدمغتهم، وصادوا أفكارهم!! فهم جسد بلا روح، وجسم بلا عقل !! بل الأدهى من ذلك والأمّر؛ أنهم عكسوا إتجاههم، وشقلبوا توجههم!! فصورا لهم الحق باطلاً، ورسموا لهم الباطل حقاً!! ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا . أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ) الكهف/ 103 – 105 . لكن الحل الأنسب، والعلاج الأدوم، والطريق الأسلم، للتصدي لهم، وهتك سترهم، وفضح أمرهم، وحماية البلاد والعباد من شرهم ؛ التماسك المجتمعي، والتواصل الأمني !! بمعنى مد جسور الإتصال، والتواصل بين المواطنين ورجال الأمن في كل زمان ومكان!! فعين المواطن، هي الرقيب الأول، من خلال النظرة الثاقبة الفاحصة، لكل واقف كان أوموقف!! فإذا شعرت بالريبة، وساورك الشك، واستغربت التصرف، من جماعة كانت أو فرداً، فسارع بالإبلاغ عن ذلك، ولا تتأخر، فكل ثانية لها وزنها، الذي لايقدّر بثمن، في إنقاذ نفس، أو سلامة وطن!!. فالمواطن رجل الأمن الأول، وخط دفاعه القوي،في التصدي، وإجهاض كل عمل إجرامي، موجه للوطن أو المواطن!! وعشت ياوطني فخراً لنا وعزاً للإسلام والمسلمين.. الرياض [email protected] Twitter:@drsaeed1000