في الأربع حلقات الأولى التي تم نشرها قبل الشهر الفضيل،تعرفت إيمان صدفة علي أحمد الذي أصلح لها هاتفها لتتطور العلاقة بينهما،وتتغير حياة إيمان المنطوية علي نفسها،والعاملة في صالون التجميل. كانت في التاسعة والثلاثين،وكان في الخامسة والعشرين.وكانت قصة الحب الغريبة التي ننهيها اليوم في حلقتها الخامسة. تعددت اللقاءات بينهما،وتنوعت.فازداد لهيب الحب في قلبيهما، كانت تحبه بكل جوارحها،وتراه في كل شئ جميل.تري ابتسامته في تفتح الأزهار،وتسمع صوته في زقزقة الأطيار،وتحس عذوبته في لطافة الماء البارد ،يبلل شفتي العطشان. أما صاحب الخمس والعشرين سنة،فرغم حبه لها ،وتعلقه الشديد بها،فقد كان يمازج أحاسيسه هذه إحساس غريب آخر،كلما باغته،أبعده حتي لا يفسد فرحته. وكان لا بد أن يحدث ما حدث. اصطحبها يوما إلي المقهى للإلتقاء بالأصدقاء، والتعرف عليهم،فتزينت،وتعطرت،كأنما تريد أن تجعل من نفسها عروس تلك الجلسة،لترفع من قدر حبيبها،ويحسده فيها الآخرون. دخلا المقهى وهي تمسك بذراعه في مشية رومانسية جعلتها تحس أنها في ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة. اتجها نحو طاولة الأصدقاء،وقد كانوا مزيجا من البنات والشبان،كلهم في سن الزهور.بمجرد المصافحة وتبادل السلامات،والابتسامات،وقبل أن تجلس،أحست صاحبة التسع والثلاثين بالحرج،وثقل المكان. حركت مقعدها ليلتصق بمقعد أحمد ،ثم جلست منكمشة،لكن نظرة أحمد الحنونة لها،وابتسامته جعلاها تستعيد نفسها من جديد. -أحمد…وعدتنا بأن تعرفنا اليوم علي حبيبتك،وزوجة المستقبل،لكنك خدعتنا ولم تحضرها.(قالها حسام وهو يجول بنظره بين أحمد وإيمان.) -آ..آ…يا حسام انا…آ…آ… -لا عليك يا صديقي،ستعرفنا بها في فرصة أخرى.لكنك لم تقدم لنا السيدة التي ترافقك. -السيدة…السيدة… -تكلم يا أحمد.أخبرهم.لماذاسكت(قالتها وهي ترتعش وتمسك المقعد بكلتي يديها،حتي لا تنتفض واقفة) -آه بالفعل،نسيت أن أقدم لكم إيمان…إيمان ابنة عمتي. (الحب كده وصال ودلال ورضا وخصام اهو من ده وده الحب كده مش عايز كلام الحب كده ) كانت تهرول في الشارع كالمجنونة،وأحمد يحمل حقيبتها التي تركتها علي الطاولة،ويحاول مسكها من ذراعها لإيقافها. -إيمان…توقفي أرجوك.دعيني أشرح لك -اتركني يا أحمد…كل شئ واضح.لا اريد شرحا. -اسمعيني إيمان…والله أحبك.ويوم الجمعة سأزوركم لأخطبك من أهلك!!! توقفت فجأة،نظرت إليه وهي لا تكاد تصدق ما سمعته. -تخطبني صحيح يا أحمد؟ولماذا كذبت علي أصدقائك. -ااااه…تلك قصة أخرى لها اسبابها. سأخبرك بها في وقتها. لم يكن يعي ما يقول ،ولا ما يفعل.كل ما كان يهمه هو إنقاذ الموقف،وجبر خاطر إيمان المكسور. أما إيمان فلشدة فرحتها، نسيت كل ما حدث،واحتضنته بعينيها في لحظة عشق لا حدود لها. ( حبيب قلبي يا قلبي عليه ولو حتى يخاصمني ويعجبني خضوعي اليه واسامحه وهو ظالمني ) لم يكن له من يخبره بالأمر إلا أخته،فأسرع إليها ليطلعها علي الأمر،ويطلب منها مساعدته والوقوف معه.لكنه صدم برفضها القاطع. -أحمد…فوق يا حبيبي…أنت عاوز بنت تتجوزها والا أم ؟ -أم ؟أم مين؟انا راح اتجوز يا أماني…أتجوز. -تتجوز مين يا ابني ؟ أنت لسه في بداية شبابك وهي عنست،وعجزت… -أنا أحبها يا أماني…أحبها. -حب إيه يا حبيبي…دي مامتك. فجأة،تحرك في داخله ذلك الاحساس الغريب الذي طالما راوده. أيعقل حقيقة،أنه وجد فيها حنان الأم الذي فقده منذ صغره؟هل حقيقة أحبها وتعلق بها لأنه وجد فيها عطف الأم الذي حرم منه منذ صغره؟ مرت الأيام عصيبة علي أحمد،وهو يحدث إيمان بلغة،ويتناقش مع أماني بلغة أخرى. وكان اليوم الموعود، الذي من المفروض أن يصطحب فيه أخته إلي بيت حبيبته بشكل رسمي.كل الأحاسيس اختلطت في داخله.إنزوى في ركن ، وأمسك رأسه بين يديه،ثم غاص في دوامة من الأفكار. -أحمد…لا تتركها تنتظر طويلا.كلمها الآن وانه الموضوع. رفع رأسه،ثم مد يده في بطء وأمسك الهاتف من يد أماني. -الو…إيمان…أنا…أنا آسف…أنا… ( حبيب قلبي وقلبي معاه بحبه في رضاه وجفاه أوريه الملام بالعين وقلبي على الرضا ناوي بيجرح قد ما يجرح ويعطف تاني ويداوي أهو من ده وده الحب كده مش عايزة كلام ) ولحديث القلوب شجون لا تنتهي [email protected]