لم يُسعفنا الوقت والأخبار لنفرح أخيراً بعد قراءة تصريح رئيس هيئة الإعلام المرئي والمسموع الدكتور رياض نجم أن الهيئة منحت ترخيصاً لشركة محلية لها شركاء حول العالم لعمل دراسات مسحية في السوق السعودي لمعرفة احتياجات وواقع السوق تمهيداً لإنشاء منصة إعلامية تستهدف تشغيل القنوات السعودية من داخل المملكة وتحكمها (ضوابط شرعية) حتى بادرت هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في خطوة جريئة ولافتة و مليئة (بالأكشن) على التحضير لتدشين مهرجان سينمائي نادر وغير مسبوق لعرض الأفلام , لافتة إنه سيكون على مستوى عال من التنظيم وسوف يقام في إحدى القاعات الكبرى في مدينة الرياض وسيحضر حفل تدشينه مجموعة من كبار الشخصيات والمسؤولين وعلى رأسهم وزير الثقافة الإعلام. ورغم تحفظي على إقحام الشرعية في هذا الأمر لعدم وجود ترابط لا أدري كيف سيتم تقييدها بذلك! فالعازل أو الفاصل بين الرجال والنساء وارد جداً وأقترح بناء حائط سد يمنع مرور الصوت و الصورة وحتى (الأنفاس) بين الطرفين درءاً للمفسدة والشُبهات,لكن السؤال هنا كيف سيتعاملون مع المادة المعروضة بحسب الضوابط الشرعية ؟! وقبل أن استرسل لايفوتني في هذه المبادرة الطيبة أن أتقدم بخالص التهاني والتبريكات إلى الشعب السعودي الحبيب على تلك الخطوة التاريخية لإنشاء دور سينما (مضبوطة) والتي (صدعت) رؤوسنا من كثرة الجدال فيها من باب الحلال والحرام وكأن الدنيا وقفت عليها ! المفارقة أن الخبرين أشبه بدعاية (لمايوه) قصير أو طويل والنتيجة في الأخير (بَلل) وإقحام للشرعية في أمور دنيوية كالسينما، الغرض الأساسي منها التسلية والترفيه ويفترض أن تحكمها ضوابط اجتماعية وأخلاقية فقط. فبالأمس كان التلفاز حراماً والدش حراماً والجوال حراماً والأسهم حراماً والأنترنت حراماً , و جميعها اليوم حلال ويستخدمها كل صنوف المجتمع بدون استثناء ومن المؤكد بعد إقتحام هيئة الأمر بالمعروف دور السينما سوف تخف معارضتها بغض النظر عن المادة المراد عرضها للمشاهدين (ياحليلهم). الجدير بالذكر أن السينما كانت تعرض في بعض الأماكن والنوادي والمنازل لأنها مطلب اجتماعي و ثقافي وترفيهي يحتاجه كل مجتمع ولكنها أغلقت ومنعت واستمرار المنع لن يُجدي فالأفلام تُعرض في المنازل وتُباع في المحلات وعلى أرصفة الشوارع,و بابنا لعدم توفر الأماكن الترفيهية لهم يسافرون لبعض الدول المجاورة ليشاهدون فيلماً ويأكلون (فشاراً) ثم يعودون إلى قواعدهم , فلماذا لا نوفر لهم تلك الاحتياجات وننشئ لهم أماكناً مخصصة لذلك. المسألة بسيطة جداً لكنها أخذت أكبر من حجمها ووقتها. فلننهي المسألة وندعم المؤلفين والمخرجين والمنتجين وجميع المُبدعين في هذا المجال ونتبنى مواهبهم ليخرجوا إبداعاتهم وأفكارهم ورسائلهم المُبطنة والهادفة للمجتمع في هذا المجال. فأنا أكاد أجزم أن السينما في طريقها، وودي أحلف بس والله أكتب وأنا (جيعانه) ونفسي في (فشار) فما لكم علي حِلفان.