انطلق مهرجان جدة المسرحي منذ أيام في جمعية الثقافة والفنون بجدة, وقد بدأ المهرجان بعرض مشهد مسرحي بعنوان "خيوط اللعبة" الذي نال استحسان الحضور، وقامت جمعية الثقافة والفنون بتكريم 14 شخصاً من المشتغلين في المسرح على خلفية "ريادتهم" كأشخاص ساهموا في تأسيس وتطوير المسرح السعودي. وخلال الحفل تم عرض فيلم عن الفنانين المكرمين وصور للمسرحيات التي ستعرض في المهرجان، كما قدم الفنان حامد الغامدي مشهداً مسرحياً إيمائياً أظهر فيه قدرته كفنان على التعبير الصامت، ثم لوحات من الفنون الشعبية الغنائية. ويشارك في هذه التظاهرة عدد من الفرق المسرحية من مختلف مناطق المملكة، حيث تشارك جمعية الثقافة والفنون بمحافظة الطائف بمسرحية «مساحة بوح»، فيما تشارك جمعية الثقافة والفنون بالرياض بمسرحية «غبار والأعور الدجال» كما تشارك جمعية الثقافة والفنون بالمدينة المنورة بمسرحية «السفر برلك»، وتشارك في المهرجان فرق مسرحية من جامعة الملك عبد العزيز بمسرحية «فات المعاد»، وفرقة جدة شو بمسرحية «وبعدين»، وفرقة جرس بمسرحية «ممنوع من العرض»، ومسرح بيت الشباب بجدة بمسرحية «الميزان». كما افتتحت الدورات المصاحبة لفعاليات المهرجان، والتي قص شريطها المخرج القطري فهد الباكر والذي قسم محاضرته إلى أربعة محاور، منها الإنسان البدائي والقبض على الحيوانات المفترسة وتجسيدها كانت البذرة الأولى للمسرح العالمي، ومن خيال الظل بجعلها لعبة. ثم تناول في المحور الثاني معشوق المسرح "ديونس بوس " وهو ما يسمى بيوم المسرح العالمي وهو بتاريخ 27 / 3. ثم تحدث المحور الثالث عن نشأة المسرح واتكأ كثيراً على شكل مقدمة المسرح وأن بدايتها منطلقة من رقصة "الديثرامبوس " من خلال جوقة المسرح. واسترسل الباكر بأهم المسرحيات العالمية من أمثال "أوديب ملكاً" لسوفوكليس و"الفرس" لأكامنن وحاملات القرابين وربات الرحمة، كما تحدث عن أسخيلوس ويوربيدز وميديا وأول ممثل على خشبة المسرح " ثيبسس"، ثم ذهب بالحضور إلى بعض مقتطفات الجمل المسرحية، مركزاً على أن التمثيل بوابة عبور فالمسرح عشق وحب وتضحية، وأن الموهبة لا بد من صقلها بالدراسة، ولا بد من امتلاك الممثل لأدواته على خشبة المسرح وإلا يعتبر ناقصاً، وأن يتمكن من خلق إيقاع مسرحي فريد. ثم قدم الباكر تدريبات عملية لقدرات الممثل وتوسيع طاقاته للمثل بمحاكاته، ومن ثم للجمهور، وقسم التدريبات العملية إلى الشخص والشخصية والممثل، وأن يكون العلاقة بين فريق العمل المسرحي علاقة محبة وتكامل وليس صراعاً عاماً. جدير بالذكر أن المهرجان كان قد أعلن في يوليو الماضي عن بدء استقبال المشاركات من قبل الفرق المسرحية الراغبة في الانضمام لفعاليات هذه الدورة, واشترطت إدارة المهرجان ضرورة تقديم نسخة من نص المسرحية، مجازة من وزارة الثقافة والإعلام السعودي، بالإضافة إلى تقديم أسطوانتين للعرض المسرحي المشارك، متضمن نبذة مختصرة عنه، من حيث الفكرة والطرح والمعالجة، وإرفاق بروشور وبامفلت له, كما أكدت على ضرورة الالتزام بأن يكون العرض المسرحي المقدم للمهرجان مخصصاً وموجهاً لمسرح الكبار، وألا تقل مدته عن 20 دقيقة، ولا تزيد عن 60 دقيقة، كما لا يشترط تقديم العرض على خشبة مسرح العلبة الإيطالية، ويمكن تقديمه في الفضاء المفتوح أو قاعة أو مكان يختاره فريق العمل، من داخل أروقة الجمعية أو خارجها.