في ظل قرب انتهاء المهلة المحددة لتصحيح أوضاع العمالة تكدس العمال من النساء والرجال أمام حوش الجوازات بجوار برج دلة المعد لأخذ البصمات والتصوير الفوتوغرافي وقامت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بجولة لاستطلاع الوضع عن كثب والتأكد من تعامل موظفي الجوازات مع المراجعين والمراجعات. وقال المشرف العام على الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في منطقة مكةالمكرمة الدكتور حسين الشريف: تم خلال الجولة حدوث حالة اعتداء على المراجعين من قبل أحد أفراد الجوازات أمام وفد الجمعية الذي زار مكتب الخصائص الحيوية في المديرية العامة للجوازات بجدة ، وهناك بطء في سير الإجراءات المتبعة لتصحيح أوضاع العمالة المخالفة، إضافة إلى قلة الأجهزة لنظام البصمة والتي بلغت سبعة أجهزة فقط في المركز، إذ أنها لا تفي بالأعداد الكبيرة والمتكدسة أمام البوابات . وأضاف الشريف:تبين لنا من خلال الجولة أن الأعداد كبيرة جداً ويظهر أنها غير متوقعة وهناك انتظار لأوقات كثيرة من الساعات الباكرة صباحاًَ وحتى أوقات متأخرة من الليل، والانتظار الطويل أمام البوابات، وغياب التعليمات للمراجعين وهي غير معلنة أو غير واضحة وليست بلغات متعددة مما شكل الفوضى وتوهان المراجعين، كما أن هناك غياب في التنظيم، إذ أن الأمور فوضوية وليس هناك خدمات مساندة للجوازات كالشرطة والإسعاف والهلال الأحمر أو الدفاع المدني، حتى الجمعيات الخيرية التي تقدم الماء أو المساعدات الغذائية، وغياب دورات المياه ومحدودية المقاعد للجلوس وقلة المظللة منها.وهناك ضغط على أفراد الجوازات من المراجعين نتيجة لطول الانتظار وهناك عدد من أفراد الجوازات لم يبرزوا اسماءهم على لباسهم العسكري، ولايمكن تبرير أي معاملة سيئة تجاه المراجعين، إذ أنه وللأسف حدثت أمام الوفد أثناء الزيارة حالة اعتداء على المراجعين من قبل أفراد الجوازات، هذا يعني تكرار ما حدث وظهر في مقاطع الفيديو مرة أخرى أمامنا، ولا نقبل به بأي حال من الأحوال ونأمل من وزارة الداخلية التدخل وبشكل عاجل لفرض التنظيم الجيد حتى انتهاء فترة التصحيح، ولايعقل أن يكون لنا أكثر من شهر ولازالت المعاناة مستمرة. وسيتم رفع تقرير الجولة ومارصدته لإمارة منطقة مكةالمكرمة وللمديرية العامة للجوازات في وزارة الداخلية، ولابد من تكاتف الجهود لتنفيذ القرار السامي بمتديد المهلة ومعالجة الأوضاع بطريقة تحفظ حقوق وكرامة المراجعين، كما تحفظ حقوق أفراد الجوازات الذي يعانون من الضغط الشديد وعدم اجادتهم للغات ليتم التواصل بينهم وبين المراجعين. من جهة أخرى أوضح مساعد المدير العام لجوازات منطقة مكةالمكرمة العميد فالح الحازمي بأن قرار تصحيح أوضاع العمالة المخالفة لم يتوقع الأعداد الكثيرة، كاشفاً أن هناك أعداداً تريد تصحيح أوضاعها ولها أكثر من 25 سنة في السعودية حيث فوجئنا ببعضهم داخل السعودية منذ عهد الملك فيصل،رحمه الله، و هناك رفع للجهات المختصة بأوضاع الهاربين من كفلائهم، كما يتم الرفع اليومي لأمير المنطقة عن سير الإجراءات في مكتب الجوازات،وقد تم انهاء إجراءات 2500 مراجع في يوم واحد وكنا نعتقد بأن الأعداد انتهت، ولكنها زادت اليوم عن أمس، وليس بأيدينا حل لهذه العمالة وتكدسها فعملنا يقتصر فقط على التنفيذ. وبين أن مدينة جدة يكثر فيها أعداد المخالفين، وعدم تعاون المراجعين وتفهمهم لأنظمة الجوازات ، وكشفنا أعداداً كثيرة من المزورين، وهناك تعاون من بعض السفارات من أجل إنهاء الإجراءات بشكل أسرع، وهناك خطوات أخرى بعد نظام البصمة لدينا وأبرز العوائق التي تواجهنا تكدس الأعداد وكثرتهم، ووقد حدثت حالتا اغماء من بين أفراد الجوازات وتم نقلهما إلى المستشفيات عن طريق الإسعاف، ونحن نعمل منذ الساعة السادسة صباحاً وحتى الثانية عشرة ليلاً. وقال مدير دوريات الجوازات في جدة العقيد محمد الساعدي: يصعب التفاهم مع المراجعين بسبب اختلاف اللغة وصعوبة السيطرة عليهم وتكدسهم ، وهم بيئة غير متعودة على النظام والالتزام به، ويصعب التفاهم مع الأكثرية منهم واختلاف اللغة باستثناء الجالية الفلبينية حيث إنها الوحيدة التي تفهمت الأمر واتبعت التعليمات الصحيحة. وعند سؤال رئيس وفد جمعية حقوق الانسان الدكتور حسين الشريف عن ردة فعله أثناء الزيارة عن الأوضاع التي رآها أجاب قائلاً:قمنا بهذه الزيارة لمتابعة مرحلة تصحيح الأوضاع حيث شكّل فرع الجمعية وفداً مكوناً من عضو الجمعية الأستاذ معتوق الشريف والمدير التنفيذي للفرع الأستاذ خالد الغامدي لزيارة موقع البصمات الحيوية من أجل الاطلاع على الخدمات المقدمة للمراجعين ومن خلال ماتم رصده يتضح أن هناك فترة انتظار طويلة بحسب حديث العديد من المراجعين وهناك أعداد كبيرة جداً ، وادارة الجوازات لم تكن مستعدة وغير متوقعة للأعداد الكبيرة التي حضرت للحصول على هذه الخدمة ، هناك مشاكل كبيرة حيث لا يوجد تنظيم ولا يوجد جهات مساندة للجوازات في هذه المرحلة إضافة إلى غياب للشرطة وللهلال الأحمر والأمانة وانعدام للنظافة ، لا يوجد هناك تعليمات مكتوبة وواضحة وظاهرة بلغات مختلفة للمراجعين وكذلك عدم وضوح آلية في التنظيم حيث توجد فوضى كبيرة ولم نرصد أي تنظيم واضح وللأسف المكان غير جيد ولا يوجد مظلات ولا تكييف والأوضاع غير جيدة ، هذا لا يعني أنه ليس هناك جهود مبذولة من أفراد الجوازات بالعكس هم يقدمون جهداً كبيراً ويجدون معاناة في التعامل حيث أن اللغات مختلفة والثقافات مختلفة والأعداد كبيرة جداً ، المسألة تحتاج إلى تدخل عاجل وفوري من قبل الجهات المختصة ،وسنقوم برفع تقرير بشكل عاجل عن هذه الزيارة والملاحظات التي رصدت ونأمل أن تتعاون الجهات الأخرى مع الجوازات لإنهاء هذه الفترة التي هي لتصحيح الأوضاع وستعود فائدتها على الوطن والمواطن.