يحتضن استاد الملك فهد الدولي بالعاصمة الرياض اليوم الاربعاء لقاء القمة الكبير لنهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال بين فريقي الشباب والاتحاد عقب مشوار طويل من الركض والجهد وتجاوز منعطفات المواجهات الصعبة للأدوار الأولية والتي واكبها المزيد من المد والجزر والكثير من المفاجآت والتحولات واستطاع الفريقان من كسر كل التوقعات بوصولهما المستحق إلى مراسم الختام. كانت مؤشرات المراقبين بعيدة عن حسابات بلوغ الفريقين لأحداث النهائي المثير .. وذلك لدخول أندية جاهزة ومكتملة وقادرة على صنع المتغيرات بحجم الأهلي والفتح والهلال ودخولها بحسب التوقعات دائرة الاهتمام بخطف ورقة الوصول لطرفي المواجهة النهائية لكأس الأبطال والذي يظل من أهم المنجزات التي تراهن عليها الأندية الكبار .. فالفريق الأهلاوي بتوافر كوكبته المتجاوزة من النجوم وحضورها المتجلي في كامل الخطوط .. وبالتطلعات الكبيرة لفريق الفتح الذي يتسلح بمعنويات البطل وبالإلحاح الجماهيري بتأكيد استحقاقه لبطولة الدوري بتتويجه بطلا لكأس الأبطال .. وكذلك تنسحب التوقعات للفريق الهلالي الذي يدرك معالم الطريق نحو البطولات وحرصه على تعويض الدوري بالكأس .. كل هذه المسلمات وضعت الاتحاد والشباب خارج المعادلة الحسابية للوصول إلى معترك النهائي واشتغلت بما سيقدمه هذا الثالوث في مواجهات الأدوار الحاسمة. كيف وصل الفريقان ؟ كان الفريق الاتحادي أكثر قدرة على تحريك الراكد وتسجيل المزيد من المفاجآت وهو يتخلص من معترك الدور ربع النهائي من بوابة الفريق الهلالي بفوز مستحق في مواجهة الذهاب بثلاثة أهداف لهدفين وخروجه في لقاء الرد بتعادل إيجابي بهدف لمثله .. وواصل حضوره المتألق عبر مواجهات الدور النصف نهائي وهو يتغلب على الفريق الفتحاوي في مباراة الذهاب بالشرائع بهدفين نظيفين وتوجها بمفاجأة كبيرة في لقاء الاياب وهو يهزم الفتحاويون في الأحساء برباعية نظيفة وثقيلة أهلته للذهاب طرفا في مواجهة الختام. فيما كانت المواجهتان في الدور الربع نهائي للفريق الشبابي أمام فريق الرائد سهلة المراس وتمكن من تخليصها لمصلحته بفوزين مستحقين مستوى ونتيجة .. كسب فيها مباراة الذهاب بهدفين نظيفين وفي لقاء الرد كسب جولتها بثلاثة أهداف لهدف .. وفي جولتي الدور النصف نهائي من أمام المنافس الكبير الأهلي بخسارته في مباراة الذهاب بالشرائع بهدف يتيم .. ولكنه قلب كل الموازين والتوقعات وكسب رهان مواجهة الإياب في الملز بهدفين نظيفين أهلته لمرافقة الاتحاد لمباراة الختام . الأوراق الشبابية يتمتع الفريق الشبابي بتوافر المزيد من الأسماء الكبيرة والمؤثرة في كامل خطوطه .. والتي ظهرت وتجلت خلال الموسمين الماضيين بصورة أكثر تألقا ومنافسة وسيطرة على النهائيات .. ولكنها عبر منافسات هذا الموسم شابها الكثير من التعثر والهبوط أحيانا في المستوى والنتائج .. وكانت مشكلاته الرئيسية والتي دائما ما تطفو على السطح القناعات الفنية في تغيير الأسماء في كثير من المباريات للسيد برودوم والذي مارس الارباك في الاستقرار على تشكيلة ثابتة .. الأمر الذي أفقده السيطرة على الروح الجماعية والتجانس الذي كان يميز الكتيبة البيضاء .. وخصوصا في مناطقه الخلفية التي ظهرت كأسوأ الخطوط المتماسكة في فريقه وهو يمارس إبدالاته المتكررة بين القاضي وعبد ربه والمحترف الكوري وار تيه وكذلك فقدانه للساتر الدفاعي الواثق لتعويض الضعف والخلل الصريح عبر متوسطي الدفاع وكان الخيار ثابتا على عمر الغامدي وأحيانا على عبد الملك الخيبري .. لتبقى معادلة منطقة المناورة في الفريق الشبابي هي الأكثر تميزا بحضور صانع ألعاب الفريق مارسيلو كماتشو ومعه مواطنه فرنالدو و هداف الدوري تيغالي والذي دائما ما كان يجيد النزعة الهجومية ويحول المهدر من فرص إلى أهداف .. ويحضر أحمد عطيف بخبرته وبتباينه كثيرا في مستوياته من مباراة لأخرى .. فيما يقف الخبير بطريق الأهداف الشمراني ناصر كواحد من الأسماء المهمة في الدوري ولكنه اصطدم بقناعات مدربه الشخصية مما أفقده المزيد من الثقة والتألق وزاد الحراك الهجومي الأبيض حضور النجم مهند عسيري والذي أثبت علو كعبه وقدرته على هز الشباك وكذلك كان الشاب والوجه الجديد سعيد الدوسري والذي أضاف لهذا الخط الكثير من الخطورة والحسم .. وظلت القدرات في ظهيري الجنب هي ما يميز الليث بحضور النجمين حسن معاذ والأسطا وسط غياب مثير للجدل لخدمات الشهيل الذي يتميز بالنزعة الهجومية وإضافة المزيد من الضغط على دفاعات الخصوم .. في حين يأتي وليد عبد الله الخيار الوحيد بتاريخه وخبرته للذود عن مرمى الشباب عقب تجربة غير مقنعة لحسين شيعان وربما يحضر اليوم بصورة أكثر ثقة واطمئنانا .. وفي كل الأحوال لن يستسلم الشبابيون بسهولة وسيوظفون خبراتهم العريضة في مثل هذه المواجهات أملا في خطف هذا اللقب لتأكيد أحقيتهم بالوصول لمراسم الختام .. أوراق الاتحاد عاد العميد الشاب نحو الواجهة بصورة مختلفة .. متوجا وصوله لنهائي الكأس من المنعطفات الصعبة .. وكانت رهانات المراقبين للمتغيرات العناصرية في جسد الكتيبة الصفراء خاسرة .. وعاد بنجوم شابة ومتحمسة وقادرة على قلب المعادلة بقرار إداري شجاع أظهرت الضرورة الملحة بأن الاعتماد على الأسماء المستهلكة لم تعد ذات قيمة .. وبخروج النجم الجماهيري محمد نور ومعه حمد المنتشري وتكر وإبراهيم هزازي ومبروك زائد وغيرهم من الأسماء .. حضرت الأسماء الواعدة بقيادة عبد الرحمن الغامدي وعبد الفتاح عسيري ومحمد قاسم الشريمي لتضيف الوهج لبقية الكوكبة الصفراء .. واليوم وبقيادة المدرب الإسباني مونوز سيحرص على توظيف هذه الكوكبة المتميزة والذي يقودها في حراسة المرمى فواز القرني وأسامة المولد وأحمد عسيري في المناطق الخلفية وبحضور ضابط الإيقاع في الساتر الخلفي سعود كريري ومعه بقية النجوم البارزين في منطقة المناورة وأولهم عبد الفتاح عسيري والمحترفين جورجي ساندرو والشربيني وميامي وأبو سبعان والغامدي وفي خط المقدمة يملك مدرب الفريق كل الخيارات بحضور نايف هزازي والفريدي وفهد المولد مختار فلاته .. وبالعزائم الجماهيرية الضخمة التي يتسلح بها شباب العميد ربما يتوج هذه التطلعات للفوز بأغلى البطولات والعودة لمدينة جدة بلقب تستحقه هذه الكتيبة الشابة .