يسعى العلماء لاستغلال الليزر في الكثير من المجالات، نظراً لقدرته الفائقة التي ثبتت كفاءتها في شتى العلوم، حيث ابتكر فريق من الباحثين الأميركيين مؤخراًَ طريقة لتصنيع جهاز ليزر دقيق بحجم جزيء الفيروس، يمكن أن يعمل تحت درجة الحرارة الطبيعية للغرفة، وهذا الجهاز البلازمي بتقنية النانو ليزر يمكن دمجه بسهولة، في أجهزة ضوئية قائمة على السيليكون وجميع الدوائر البصرية وأجهزة الاستشعار البصرية النانوية، ويعتبر تقليص حجم العناصر الضوئية والإلكترونية أمراً حيوياً لمعالجة البيانات فائقة السرعة، وتخزين المعلومات فائقة الكثافة، ولا يعتبر تصغير جهاز رئيسي مثل جهاز الليزر استثناءً وقد تم نشر النتائج في دورية "نانو ليترز" الأميركية بما يجعل من السهل استغلال هذا الابتكار في الكثير من المجالات. ويؤكد هذا الابتكار على أن مصادر الضوء المتماسكة بالمستوى متناهي الصغر ليست مهمة لاستكشاف الظواهر بالحجم الصغير فحسب، ولكنها هامة أيضاً للوصول إلى أجهزة بصرية بأحجام يمكن أن تتغلب على حد التشتت الضوئي، ويكمن السبب في إمكانية تصنيع النانو ليزر بأحجام أصغر مما هو مسموح به بواسطة هذا التشتت، للقيام بصنع تجويف جهاز الليزر من جسيمات ثنائية الجزيء متناهية الصغر، عبارة عن هياكل ثلاثية الأبعاد على شكل "ربطة العنق كفراشة"، وهذه الهياكل النانو المعدنية تدعم البلازمونات السطحية الداخلية، والتي هي – بالأساس - تذبذبات جماعية للإلكترونات، ليست لها حدود حجم أساسي عندما يتعلق الأمر بحصر الضوء. ويحتوي استخدام هندسة الباوتاي على فائدتين كبيرتين في العمل السابق، فيما يتعلق بالليزر البلازموني، وهما: أن الهيكل البووتي يوفر معالم واضحة، وبقعة كهرومغناطيسية ساخنة في حجم النانو بسبب تأثير الهوائي، أما الأهمية الثانية، فهي أن الهيكل الواحد له حد أدنى من خسائر المعدن بسبب طبيعته الهندسية المنفصلة، وعندما يتم ترتيب هذه الجسيمات ثلاثية الأبعاد في شكل صفوف، يمكن أن ينبعث منها الضوء عند زوايا محددة وفقاً لمعايير الشبكية مما يسهل التحكم فيها . كما نجح علماء في تطوير تقنية تعمل بإشعاع الليزر تسمح بالرؤية عبر بعض المواد، من شأنها أن تثير اهتمام الأطباء والجواسيس على حد سواء، وهذه التقنية التي لا تزال في بداياتها، تستخدم أشعة ليزر وجهاز كومبيوتر فعال، وقد سمحت لفريق من الباحثين الهولنديين والإيطاليين «برؤية» ما كان مخبأً خلف حاجز زجاجي غير شفاف، كما أتاحت أيضاً رؤية ما تخبئه ورقة أو طبقة من الطلاء. وفي حال تقدم هذه التقنية بعد 20 عاماً، سيكون في متناولنا جهاز بحجم هاتف خلوي، نضعه على مادة معينة، ونضغط الزر لنرى ماذا يخبئ خلفه، وتبدو بعض المواد من قبيل البشرة والزجاج المصقول كامدة تماماً، إلا أنها تسمح في الواقع بمرور قليل من الضوء الذي يكون منثوراً، بحيث يتعذر على العين المجردة رؤيته، وتقوم هذه التقنية على إمطار المواد بوابل من الأشعة، التي «تضرب» الهدف خلف المواد فيعكس هذه الأشعة، ويكون هذا الضوء ضعيفاً ومشوشاً بحيث لا يمكن رؤيته، ثم يُنقل بالتالي إلى برنامج معلوماتي يسمح بتجسيد الصورة خلف المواد الكامدة.