تحت رعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، سوف يعقد في الرياض، المؤتمر الأول لتقنية النانو 2009 في المدة من 9 إلى 11 ربيع الآخر 1430ه، الموافق 5 إلى7 إبريل 2009م، الذي ينظمه معهد الملك عبدالله لتقنية النانو، التابع لجامعة الملك سعود، والذي سيناقش مواضيع تتعلق بمجالات استخدام هذه التقنية الجديدة، مثل: دور تقينات النانو في التقدم في مجال الاقتصاد المعرفي، وتطبيقات تقنيات النانو في الإلكترونيات والإلكترونيات البصرية، ومعالجة المياه، البيئة والطاقة، وغيرها من المواضيع العلمية الهامة الأخرى. ومن أبرز المتحدثين في هذا المؤتمر البروفسور كرستوف جيربر، مدير التواصل العلمي في مركز تقنية النانو بجامعة بازل بسوسرا، والدكتور هيروشي ياكوياما من معهد أبحاث تقنية النانو باليابان، والبروفسور شن لاي باي، من معهد الكيميائي بالأكاديمية العلمية في الصين. الجدير بالذكر أن معنى تقنية النانو هي التقنيات المتناهية في الصغر، ونسبة التسمية ( نانو) حرفياً هي تقنيات تصنع على مقياس النانو متر؛ فالنانو هو أدق وحدة قياس مترية معروفة حتى الآن ( نانو متر ) ويبلغ طوله واحد من بليون من المتر أي ما يعادل عشرة أضعاف وحدة القياس الذري المعروفة بالأنغستروم، و حجم النانو أصغر بحوالي 80.000 مرة من قطر الشعرة، وكلمة النانو تكنولوجي تستخدم أيضاً بمعنى أنها تقنية المواد المتناهية في الصغر أو التكنولوجيا المجهرية الدقيقة أوتكنولوجيا المنمنمات. فتقنية النانو هي الجيل الخامس الذي ظهر في عالم الإلكترونيات وقد سبقه قبل ذلك الجيل الأول الذي استخدم الأنابيب الضوئية، والجيل الثاني الترانزيستور، ثم الجيل الثالث من الإلكترونيات الذي استخدام الدارات التكاملي.. Integrate Circuit (ICS')وهي عبارة عن قطعة صغيرة جداً تقوم باختزال حجم العديد من الأجهزة بل رفعت من كفاءتها وعددت من وظائفها .أما الجيل الرابع باستخدام المعالجات الصغيرة Microprocessor الذي أحدث ثورة هائلة في مجال الإلكترونيات بإنتاج الحاسبات الشخصية (Personal Computer) والرقائق الكومبيترية السيليكونية التي أحدثت تقدماً في العديد من المجالات العلمية والصناعية .وأما الجيل الخامس، وهو ما صار يعرف باسم النانوتكنولوجي؛ فما زال العلماء يبشروننا بالعديد من المخترعات الخيالية نوعا ما، التي لو حدثتكم عنها هنا لأصبتهم بالدهشة والحيرة، ولكن أفضل أن انتظر الأيام القادمة لنرى بأعيننا ما سوف يكون. مع العلم أن هذه التقنية قد دخلت حيز التطبيق في مجموعه من السلع التي تستخدم نانو جزيئات الأكسيد على أنواعه "الألمنيوم والتيتانيوم وغيرها". خصوصا في مواد التجميل والمراهم المضادة للأشعة . فهذه النانو جزيئات تحجب الأشعة فوق البنفسجية UVكلها ويبقى المرهم في الوقت نفسه شفافا وتستعمل في بعض الألبسة المضادة للتبقع. وقد تمكن باحثون في جامعة هانج يانج في سيئوول من إدخال نانو الفضة إلى المضادات الحيوية . ومن المعروف أن الفضة قادرة على قتل حوالي 650 جرثومة دون أن تؤذي الجسم البشري. وستنتج شركة "هاولت باكارد" قريبا إلى السوق رقاقات يدخل في صنعها نانو اليكترونات قادرة على حفظ المعلومات أكثر بآلاف المرات من الذاكرة الموجودة حاليا. وقد تمكن باحثون في IBM وجامعة كولومبيا وجامعة نيو أورليانز من تملق وجمع جزيئين غير قابلين للاجتماع إلى بلور ثلاثي الأبعاد. وبذلك تم اختراع ماده غير موجودة في الطبيعة "ملغنسيوم مع خصائص مولده للضوء مصنوعة من نانو" و"أوكسيد الحديد محاطا برصاص السيلينايد". وهذا هو نصف موصل للحرارة قادر على توليد الضوء. وهذه الميزة الخاصة لها استعمالات كثيرة في مجالات الطاقة والبطاريات. وقد أوردت مجله الايكونوميست مؤخرا أن الكلام بدأ عن ماده جديدة مصنوعة من نانو جزيئات تدعى قسم "Quasam" تضاف إلى البلاستيك والسيراميك والمعادن فتصبح قويه كالفولاذ خفيفة كالعظام وستكون لها استعمالات كثيرة خصوصا في هيكل الطائرات والأجنحة، فهي مضادة للجليد ومقاومه للحرارة حتى 900 درجه مئوية. وأنشأت شركة كرافت Kraft المتخصصة في الأغذية السنة الماضية قسم للبحوث العلمية وذلك لاختراع مشروبات مبرمجه. فقريبا يمكننا شراء مشروب لا لون له ولا طعم يتضمن نانو جزيئات للون والطعم عندما نضعه في المكروييف على تردد معين يصبح عندنا عصير ليمون وعلى تردد آخر يصبح هو نفسه شراب التفاح، وهكذا. ويقول الدكتور اريك دريكسلر "ليس هناك من حدود فاستعدوا للذين سيبنون كل شيء. من أجهزة التلفزيون إلى شرائح اللحم بواسطة تركيب الذرات ومركباتها واحدة واحدة كقطع القرميد، بينما سيتجول آخرون في أجسامنا وفي مجارى الدم محطمين كل جسم غريب أو مرض عضال، وسيقومون مقام الإنزيمات والمضادات الحيوية الموجودة في أجسامنا. وسيكون بإمكاننا إطلاق جيش من الرواصف غير المرئية لتتجول في بيتنا على السجاد والرفوف والأوعية محوله الوسخ والغبار إلى ذرات يمكن إعادة تركيبها إلى محارم وصابون وأي شيء آخر بحاجه إليه".