نجح علماء في تطوير تقنية تعمل بإشعاع الليزر تسمح بالرؤية عبر بعض المواد ومن شأنها أن تثير اهتمام الأطباء والجواسيس على حد سواء! وهذه التقنية التي لا تزال في بداياتها، وفق مخترعيها، تستخدم أشعة ليزر وجهاز كومبيوتر فعالاً. وقد سمحت لفريق من الباحثين الهولنديين والإيطاليين «برؤية» ما كان مخبأ خلف حاجز زجاجي غير شفاف. كما تسمح برؤية ما تخبئه ورقة أو طبقة من الطلاء. وقال ألارد موسك عالم الفيزياء في معهد تكنولوجيا النانو في جامعة توينته الهولندية إنه «إذا تحسنت التقنية بعد 20 عاماً، فسيكون في متناولنا جهاز بحجم هاتف خليوي نضعه على مادة معينة ونضغط زراً لنرى ماذا تخبئ خلفها». وتبدو بعض المواد من قبيل الورق والبشرة والزجاج المصقول كامدة تماماً، إلا أنها تسمح في الواقع بمرور قليل من الضوء الذي يكون منثوراً بحيث يتعذر على العين المجردة رؤيته. وتقوم هذه التقنية التي عرضت في العدد الأخير من مجلة «نيتشر» البريطانية على إمطار المواد بوابل من الأشعة التي «تضرب» الهدف خلف المواد فيعكس الأشعة. لكن هذا الضوء ضعيف ومشوش ولا تستطيع العين المجردة رؤيته، وهو يُنقل بالتالي إلى برنامج معلوماتي يسمح بتجسيد الصورة خلف المواد الكامدة. وقال موسك في هذا الصدد: «لا نرى الشيء بحد ذاته حتى إنه يتعذر علينا تحديد شكله، لكن بفضل تقنيتنا، جل ما نحتاج إليه هو معرفة كمية الضوء». وأوضح أن هذه التقنية قد تعود بالنفع على مجالَي التصوير الطبي وتكنولوجيا النانو، غير أنها لا تجدي في التعامل مع المواد السوداء التي تمتص الضوء.