من الطبيعي أن تضطري لتغيير عاداتك خلال الحمل نظراً إلى دقة هذه المرحلة، وتتعرض غالبية السيدات الحوامل من القلق تجاه الوضعية المناسبة خلال النوم لتجنب إيذاء الجنين، وتزداد حيرة من كثرة النصائح والتعليمات التي تحصل عليها من المحيطين بها حول الأنسب لها ولطفلها. وتوجد بعض الاستثناءات التي تدعو الحامل إلى النوم في وضعية معينة: فإذا كانت الحامل عرضة للمضاعفات كالولادة المبكرة أو مشكلات في الرحم بحيث تحتاج إلى الراحة في معظم الوقت وملازمة السرير، تعتبر الوضعية الأفضل بالنسبة إليها النوم على الجنب، وأيضاً إذا كانت تعاني من انقباضات في الرحم تسبب لها نزفاً ما يدعو إلى النوم على الجنب وتجنب النوم على الظهر. ويمكن أن تنام الحامل على ظهرها خلال فترات النوم القصيرة، أما في الليل، فيغير الأشخاص عادةً وضعياتهم، لذلك لا تنام الحامل عادةً طوال الليل على ظهرها، خصوصاً أنها قد تحتاج إلى دخول الحمام مرات عدة في الليل نظراً لضغط الجنين على المثانة، كما يمكن أيضاً أن تنام الحامل على بطنها، إلا أنه من الطبيعي أن تصبح هذه الوضعية غير مريحة بالنسبة إليها في مرحلة ما، وقد تضطر لأن تسند ساقها بواسطة الوسادات وأن تنام على جنبها ابتداءً من الشهر الرابع من الحمل. ولكن على الحامل أن تتأكد أنه يمكنها اعتماد كل الوضعيات المريحة لها خلال الحمل، ولا يمكن أن تؤذي هذه الوضعيات الجنين أو تعرّضه للخطر، فالجنين لا يشعر بعدم الارتياح في وضعية معينة كما نشعر نحن، إذ أن وجوده في الرحم يؤمن له مساحة كافية للتمطط، لذلك، لا تقلقي حول راحة طفلك بل فكري في راحتك الخاصة فقط. ومن الضروري أن يكون الفراش جامداً بما يكفي لكي يسندك ويحمل وزنك، كما يساعدك أن تضعي بين ساقيك وسادة أو اثنتين، وتحتاج الحوامل في مراحل متقدمة من الحمل إلى تبديل وضعياتهن على نحو متكرر مما لا يسمح لهن بالنوم في شكل كافٍ للحصول على كمية الراحة والنوم التي يحتجن إليها، لذلك، يحتجن إلى النوم والراحة من وقت إلى آخر خلال النهار لكي يتمتعن بصحة جيدة طوال الحمل. ومن المفيد أن تستعين المرأة الحامل مع ازدياد حجم البطن بوسادة إضافية أو أكثر، فهي يمكن أن تساعدها على الشعور بالراحة والاستمتاع بالنوم، وذلك بوضع الوسادة بين الركبتين، أو استخدام وسادة طويلة يتم إراحة الرأس والبطن عليها في نفس الوقت، وعند المعاناة من آلام الظهر يمكن وضع الوسادة خلف الظهر للشعور بالراحة، وفي حال الشعور بالحموضة فيفضل رفع الجزء العلوي من الجسم باستخدام أكثر من وسادة، وعلى الحامل أن تنتبه عند الاستيقاظ من القفز فجأة من الفراش؛ الأمر الذي قد يسبب لها الدوار، والأفضل أن تأخذ وقتها في النهوض وذلك بأن تجلس دقيقة أو اثنتين قبل أن تغادر الفراش.