أشياء بسيطة جدا يمكن أن يفعلها الإنسان بطريقة لا إرادية، ولكن يستطيع من خلالها الخبراء والمختصون كشف الكثير من أسراره دون أن يدري. فعلى سبيل المثال طريقة المشي تدل بصورة مباشرة جدا عما يدور في العقل وما تحمله النفسية. أنت متشائمة خجولة واثقة من نفسك سعيدة مغرورة كئيبة.. كل هذه الحالات يمكن التعرف عليها من طريقة المشي، فالإنسانة التي تمشي وقد انحنى كتفها قليلاً ويميل وجهها ناحية الأرض، هي بالطبع إنسانة تحمل على كاهلها أعباء ثقيلة على نفسها وانعكس ذلك الحمل على جسمها أيضاً مما جعلها تسير منحنية مائلة برأسها إلى الأرض وهي غالباً تشعر بالتشاؤم. أما الإنسانة الخجولة والمترددة تراها تمشي بخطى مترددة غير واثقة كما لو كانت تخشى أن تهرب من نفسها. والإنسانة الواثقة من نفسها تجد خطواتها في المشي تتسم بالجرأة والكتفان مردودتان إلى الخلف في وضعهما الطبيعي وعيناها متطلعتان إلى هدف ما وتشعر بأنها تستطيع أن تحققه لنفسها. والإنسانة السعيدة تراها تتحرك بسرعة وخفة، بينما الحزينة تجد كتفيها متهدلتين تمشي وكأن نعل حذائها مصنوع من حديد، فالمشية ثقيلة وبطيئة. ولكن الإنسانة التي تمشي وذقنها مرتفعة واليدان تلوحان بشكل مبالغ فيه والخطوة محسوبة بشكل مقصود لتعطي انطباعاً وتأثيراً معيناً هي إنسانة راضية عن نفسها مرتاحة مغرورة قليلاً. والإنسانة المكتئبة المغمومة الضعيفة تمشي وهي تجر قدميها وترى يديها في الجيوب ونادراً ما تنظر إلى أعلى أو تنتبه للاتجاه الذي تسير فيه.