رحب إسلاميون من مختلف انحاء العالم بفوز محمد مرسي بأول انتخابات حرة نزيهة في مصر واعتبروه نصرا لقضيتهم بينما اتسمت ردود افعال الدول الغربية ودول الخليج واسرائيل بالحذر والقلق من اجندته السياسية. وحظي فوز مرشح حركة الاخوان المسلمين على القائد السابق لسلاح الطيران الفريق احمد شفيق باهتمام كبير من غزة وإلى الخليج واعتبر على نطاق واسع حدثا تاريخيا له نتائج بعيدة المدى تتجاوز حدود مصر. ورغم محاولات اسرائيل الحثيثة لإضعاف حماس فإنها اعربت هي الاخرى عن احترامها لفوز مرسي و»العملية الديمقراطية» وحثت الحكومة الجديدة في القاهرة على الحفاظ على اتفاقية السلام التي حافظ عليها الرئيس المخلوع حسني مبارك طوال 33 عاما. وبالنظر لانتصار مرسي في اطار انتفاضات الربيع العربي التي اطاحت برؤساء تونس وليبيا واليمن ومصر ايضا قال إسلاميون انهم يرون فوز مرسي دليلا على ان «ثورتهم» على مسارها الصحيح. ورحبت الولاياتالمتحدة التي تقدم مساعدات عسكرية كبيرة لمصر بنتيجة الانتخابات الرئاسية ولكنها اكدت على انها تتوقع من مرسي ان يعمل على ضمان الاستقرار والا ينحرف نحو المغالاة. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض في بيان «نعتقد ان من المهم للرئيس المنتخب مرسي ان يتخذ خطوات في هذا الوقت التاريخي للنهوض بالوحدة الوطنية بالتواصل مع كل الاطراف والقوى في مشاورات بشأن تشكيل حكومة جديدة.» ودعا المتحدث الزعيم الجديد الى ضمان ان تبقى مصر»دعامة للسلام والامن والاستقرار الاقليمي». وقال متحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان الانتخابات تمثل حدثا مهما في التحول الديمقراطي لمصر وانها تأمل في ان يكون الرئيس الجديد «ممثلا للتنوع في مصر.» وفي بيان كرر بشكل كبير ما ورد في بيانات صدرت عن دول اخرى بالاتحاد الاوروبي رحب وزير الخارجية البريطاني وليام هيج بفوز مرسي وحثه على بناء الجسور والحفاظ على حقوق الانسان وخاصة حقوق المرأة والاقليات الدينية. وقالت تركيا القوة التي تزداد اهميتها بالشرق الاوسط بمرور الوقت ان فوز مرسي يعكس رغبة الشعب ولكنها اكدت ان امامه الكثير. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان «تنتظر الرئيس الجديد اختبارات مهمة ليقود الشعب المصري الى الديمقراطية الحرة التعددية التي يستحقها.» وحظيت ردود الافعال في منطقة الخليج بالحذر. وفي الامارات العربية المتحدة قالت وكالة انباء وام ان الحكومة اعربت عن احترامها لخيار الشعب المصري في اطار مسيرته الديمقراطية. وقالت وكالة انباء البحرين ان الملك حمد هنأ مرسي واثنى على مناخ الحرية والديمقراطية وقال وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام والاتصال سامح المعايطة لرويترز ان بلاده تأمل في ان يساهم مرسي في توطيد الاستقرار. واعرب العديد من المصريين المقيمين في الخارج عن ارتياحهم لحصول بلادهم اخيرا على فرصة لتحقيق الازدهار. وقال مصريون في بلدان اخرى انهم مسرورون ايضا للنتيجة لكن البعض وجه نصائح للرئيس الجديد. وفي الجزائر قال عاطف قدادرة الصحفي البارز بصحيفة الخبر ان فوز مرسي يمثل رمزا مهما جدا ولكن يتعين عليه الآن اظهار احتضانه (للجميع). واضاف انه لو عين مرسي اسلاميين فقط فإنه سيخسر لانه لم يعتادوا بعد على حكم بلد. وفي ابو ظبي اعرب موظف حكومي يدعى سيف عن تفاؤله وقال انه يثق في ان لمصر مستقبل زاهر . واضاف ان الاخوان مجبرون على الالتزام بالحداثة والتقدم والانفتاح وانهم لا يريدون تدمير او الاضرار ببلدهم. وقالت كاثرين التالي المحامية السورية البارزة المدافعة عن حقوق الانسان ان ما يحدث في مصر ستشجع المعارضة على الارجح. وقالت ان فوز مرسي يظهر ان الارادة الشعبية ستحدث تغييرا ديمقراطيا وانه عندما يختار الشعب الانتفاض ضد القمع فإن بمقدروه هزيمته.» وصف المجلس الوطني السوري المعارض انتصار مرسي بانه مصدرا للامل بالنسبة للشعب السوري الثائر. واعرب اسلاميون اخرون عن خشيتهم من ان يفتح انتصار مرسي الباب للتشدد. وقال عادل حمزة (42 عاما) وهو مدرس للموسيقى في بغداد ان خضوع مصر للمتشددين يمثل كابوسا.