بعد خمسمائة يوم منذ سقوط مبارك، أصبح محمد مرسي أول رئيس منتخب لمصر بعد الثورة، هذا ما أعلنه رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية المستشار فاروق سلطان أمس لينهي حالة من الترقب والقلق امتدت لمدة عام وأربعة أشهر و13 يوماً بدأت من إعلان الرئيس السابق تنحيه عن الرئاسة في الحادي عشر من فبراير من العام الماضى. مرسي هو الرئيس الخامس لمصر بعد محمد نجيب وجمال عبدالناصر وأنور السادات وحسنى مبارك الذى أعلن تنحيه بعد حكم دام ثلاثين عاماً. وقال المستشار فاروق سلطان في مؤتمر صحافي تأخر عن موعده المقرر 40 دقيقة إن محمد مرسى حصل على 13230.131 صوتاً بنسبة 51.73% من أصوات الناخبين، فيما حصل منافسه أحمد شفيق على 12347.308 صوتاً بنسبة 48 .37%. وكان عدد من أدلوا بأصواتهم 26420723 صوتاً بنسبة 51.85 % وعدد من أبطلوا أصواتهم 843252 ناخباً. وفيما قال ياسر علي المتحدث الرسمي باسم حملة الرئيس المصري المنتخب ان مرسي سيؤدي اليمين امام مجلس الشعب وليس امام المحكمة الدستورية كما نص على ذلك الاعلان الدستوري المكمل. أكد مصدر أن الدكتور محمد البرادعى الأقرب لتولى رئاسة وزراء مصر رغم انه لم يحسم أمره بعد حتى مساء امس. وقال المصدر فى اتصال هاتفى مع «المدينة» أنه تم بالفعل عرض الأمر على البرادعى ولم يرفض. وبين المصدر أن الاجتماع الذي حضره وجمع مرسى بالقوى الوطنية قبل أيام، اتفق فيه على أن يكون رئيس الوزراء ونواب الرئيس من خارج حزب «الحرية والعدالة» المتبثق عن جماعة الأخوان المسلمين. وفيما وجه احمد شفيق المرشح الخاسر برقية تهنئة الى محمد مرسي بفوزه بمنصب الرئاسة. أكد الأخير انه سيكون رئيسا لكل المصريين بلا تمييز، مشيدا بتضحيات الشهداء وبدور الجيش والقضاء في الثورة والانتقال الديموقراطي بالبلاد. واكد مرسي في اول كلمة يوجهها عبر التلفزيون للشعب بعد اعلان فوزه أن الثورة مستمرة حتى تتحقق كل اهدافها. وتعهد الحفاظ على الاتفاقيات المصرية مع دول العالم. وقبل ذلك، أعلن محمد البلتاجي القيادي في حزب «الحرية والعدالة» أن اعتصام ميدان التحرير سيتواصل لحين اسقاط الاعلان الدستوري المكمل الذي منح صلاحيات واسعة للمجلس العسكري.وانتشرت قوات من الحرس الجمهوري والشرطة العسكرية بعد سويعات من اعلان نتائج الانتخابات، حول منزل مرسي بالقاهرة الجديدة. وهنأ المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الحاكم بمصر محمد مرسي بفوزه.كما هنأه مفتي مصر ودعاه الى العمل على توحيد صفوف المصريين والبدء بمصالحة شاملة. وكذلك هنات الكنيسة القبطية الرئيس الجديد. خارجيا، جاء اول رد فعل من قطاع غزة حيث قال محمود الزهار القيادي البارز في حركة حماس ان هذه «لحظة تاريخية وانتصار كبير»، فيما أبدت إسرائيل احترامها لفوز مرسي، ودعته إلى الحفاظ على معاهدة السلام بين البلدين. وهنأت واشنطن، محمد مرسي ودعت الى ان تواصل مصر دورها ركيزة للسلام الاقليمي.ورحبت طهران بفوز مرسي، كما هنأ وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ مرسي على فوزه ودعا الحكومة المصرية الجديدة الى احترام حقوق الانسان». كذلك هنأ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مرسي، مؤكدا ان بلاده على استعداد للعمل معه. ورحبت الامارات بفوز مرسي ودعت الى تأمين الاستقرار. وفي الكويت، هنأ امير البلاد الشيخ صباح الاحمد مرسي على ثقة الشعب المصري. وكانت شوارع مصر قد خلت من المصريين الذين لاذوا ببيوتهم أو توافدوا على المقاهى قبل انعقاد المؤتمر الصحافى الذى بدأ بالسلام الوطنى، ثم ألقى المستشار فاروق سلطان بيانًا كان أبرز ما فيه أن الرئيس المنتخب هو أول رئيس للجمهورية الثانية في مصر وتحدث عن أجواء التوتر والشحن التي مارست فيها اللجنة عملها طوال الأشهر الأربعة المنصرمة. ويأتى الإعلان عن الفائز برئاسة مصر قبل نهاية المرحلة الانتقالية التي تبقى من عمرها ستة أيام فقط حيث ينتظر أن يفي المجلس العسكري بتعهداته بتسليم السلطة إلى الرئيس المنتخب يوم 30 يونيو الحالى.