اعلن رسميا الاحد فوز مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في اول انتخابات رئاسية مصرية بعد اطاحة حسني مبارك في 11 فبراير 2011 ليصبح اول اسلامي يتولى رئاسة اكبر بلد عربي لجهة عدد السكان. وتعهد مرسي في خطاب اذيع تلفزيونيا امس بأن يكون رئيسا لكل المصريين ووصف فوزه بالانتخابات بأنه "لحظة تاريخية". الرئيس المنتخب مؤكداً التزامه بالاتفاقات والمعاهدات الدولية : سأكون رئيساً لكل المصريين ووسط حالة من القلق بشأن احتمالات المواجهة بين جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي والجيش أشاد مرسي بالقوات المسلحة ودورها في إدارة شؤون البلاد منذ الاطاحة بالرئيس حسني مبارك أوائل العام الماضي. ووعد أيضا بتحقيق أهداف كل من شاركوا في الثورة وقال ان مصر ستحافظ على المعاهدات والمواثيق الدولية في إشارة الى اسرائيل التي تخشى على مصير معاهدة السلام التي وقعتها مع القاهرة قبل 33 عاما. وقال في كلمة أذاعها التلفزيون "سنحافظ على المعاهدات والمواثيق الدولية. لقد جئنا للعالم برسالة سلام." وأضاف أن مصر برئاسته ستحافظ على "الالتزامات والاتفاقيات المصرية مع العالم كله." مناصرة لشفيق متأثرة بخسارته انتخابات الرئاسة (تصوير :أحمد عمر) واكد مرسي ان "قدر مصر ان تكون قائدة لامتها" في تأكيد واضح لدور مصر الاقليمي، مشددا على اهمية اقامة علاقات "متوازنة" مع دول العالم. ووجه احمد شفيق المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية بمصر مساء الاحد برقية تهنئة الى محمد مرسي بفوزه بمنصب الرئاسة، بحسب ما افاد مصدر رسمي. وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان شفيق بعث ببرقية الى مرسي "يهنئه فيها بفوزه بمنصب رئيس الجمهورية"، متمنيا له "التوفيق في مهمته الصعبة التي كلفه بها الشعب المصري العظيم". الى ذلك قال ياسر علي المتحدث الرسمي باسم حملة محمد مرسي الرئيس المصري المنتخب مساء الاحد ان مرسي سيؤدي اليمين امام مجلس الشعب وليس امام المحكمة الدستورية كما نص على ذلك الاعلان الدستوري المكمل الذي يرفضه الاخوان المسلمون، بحسب ما اورد موقع الاخوان المسلمين على الانترنت. فاروق سلطان رئيس لجنة الانتخابات الرئاسية المصرية يعلن فوز مرسي بمنصب الرئيس (ا ف ب) واوضح المسؤول الاسلامي في مؤتمر صحافي أن مرسي "سيحلف اليمين امام مجلس الشعب؛ لانه الجهة الشرعية الوحيدة المنتخبة من قبل الشعب المصري".وتوافد مئات الآلاف على ميدان التحرير حيث يحتفلون مساء الاحد بفوز مرسي الذي وضع حدا لحالة من القلق سادت البلاد خلال الايام الاخيرة خوفا من وقوع اعمال عنف بعد اعلان جماعة الاخوان فوز مرشحها وحشد انصارها في ميدان التحرير للمطالبة بالاقرار رسميا بهذا الفوز. وكان رئيس لجنة الانتخابات الرئاسية فاروق سلطان اعلن في وقت سابق امس فوز محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين بنسبة 51,73% على منافسه آخر رئيس وزراء لمبارك احمد شفيق. وقال سلطان في مؤتمر صحافي لاعلان نتائج الانتخابات "الفائز في الانتخابات الرئاسية (..) هو محمد مرسي عيسى العياط". شفيق يلقي كلمته المتلفزة(أ.ف.ب) وبلغت نسبة المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي نظمت يومي 16 و17 حزيران/يونيو 51,8% حيث شارك فيها 26 مليونا 420 الف و763 ناخبا من اجمالي عدد الناخبين المسجلين البالغ 50 مليونا و958 الفا و794 ناخبا. وكانت نسبة المشاركة بلغت 46 بالمئة في الدور الاول من هذه الانتخابات الذي نظم يومي 23 و24 ايار/مايو الماضي. واشاد الرئيس المنتخب في اول رد فعل له عبر حسابه على تويتر بدور القضاء والجيش في "حماية الانتخابات والعملية الديمقراطية" في حين اعلن محمد البلتاجي القيادي في حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين ان اعتصام ميدان التحرير سيتواصل لحين "اسقاط الاعلان الدستوري المكمل" الذي منح صلاحيات واسعة للمجلس العسكري ما ينذر بتجدد الازمة بين الاخوان والجيش. وبدأت قوات من الحرس الجمهوري والشرطة العسكرية وأمن الرئاسة بعد سويعات من اعلان نتائج الانتخابات، في الانتشار حول منزل الرئيس المنتخب محمد مرسي في ضاحية القاهرةالجديدة (شرق العاصمة المصرية)، حيث قامت بتسلم المنزل وفرض طوق أمني بمحيطه، بحسب وكالة الانباء المصرية. وفور اعلان النتائج رسميا، هنأ المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الحاكم في مصر منذ الاطاحة بمبارك محمد مرسي بفوزه. كما هنأ مفتي مصر مرسي ودعاه الى العمل على "توحيد صفوف المصريين والبدء بمصالحة شاملة" بعد حالة الانقسام الحادة في الشارع المصري على خلفية المنافسة بينه وبين شفيق. وهنأت الكنيسة القبطية كذلك الرئيس المنتخب. وقال التلفزيون ان الانبا باخوميوس قائمقام بابا الكنيسة القبطية "هنأ" مرسي بفوزه بالرئاسة. ويأتي الاعلان عن تهنئة الانبا باخوميوس لمرسي فيما يشعر الاقباط الذين صوتت غالبيتهم لصالح المرشح المنافس احمد شفيق، بالقلق من ان يؤدي تولي رئيس اسلامي الرئاسة الى تزايد ما يعتبرونه "تمييزا" ضدهم خصوصا انهم يشكون من حرمانهم من تولى مناصب عليا في الجولة ومن فرض قيود على بناء كنائس جديدة. وفور اعلان فوز مرسي انفجرت الفرحة في ميدان التحرير حيث احتشدت اعداد كبيرة من انصاره واخذوا يرقصون في حلقات ويهتفون ويكبرون احتفالا بالفوز واطلقوا الالعاب النارية ابتهاجا في حين علت اصوات ابواق سيارات عديدة في شوارع القاهرة احتفاء بالحدث. في المقابل سادت حالة من الوجوم ومشاعر الخيبة بين انصار احمد شفيق الذي كرر في الايام الاخيرة انه هو الفائز بناء على ما لديه من ارقام. ورغم ان الرئيس المنتخب سيترأس السلطة التنفيذية وسيعين رئيس الوزراء والوزراء بموجب الاعلان الدستوري الصادر في 30 مارس 2011، الا ان هامش المناورة المتاح لمحمد مرسي لن يكون كبيرا بعد ان اصدر المجلس العسكري اعلانا دستوريا مكملا الاحد الماضي منح نفسه بموجبه صلاحيات واسعة كما استعاد سلطة التشريع بعد ان قررت المحكمة الدستورية العليا في 14 حزيران/يونيو الجاري حل مجلس الشعب. واكد القيادي في حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين محمد البلتاجي مساء الاحد ان الاعتصام في التحرير سيتواصل الى حين "اسقاط الاعلان الدستوري المكمل"، وقال للتلفزيون المصري الرسمي انه "اعتصام سلمي ثوري لا يؤدي الى صدام واقتحام لكنه يرفع مطالب مشروعة وهي اسقاط الاعلان الدستوري المكمل فليس من حق المجلس العسكري ان يغتصب السلطة التنفيذية من الرئيس والسلطة التشريعية من مجلس الشعب وسلطة الجمعية التأسيسية لوضع الدستور". وقضى الاعلان الدستوري المكمل بأن يشكل المجلس العسكري جمعية تأسيسية لوضع الدستور اذا ما "قام مانع يحول دون استكمال الجمعية التأسيسية (الحالية) لاعمالها" في اشارة الى احتمال صدور حكم قضائي ببطلان الجمعية التأسيسية التي شكلت اخيرا والتي يمتلك الاسلاميون اغلبية اتخاذ القرار فيها. واعلن مصدر عسكرى مسؤول انه تم اعلان درجة الاستعداد القصوى فى البلاد ، تحسبا لوقوع اية اعمال غير شرعية قد تحدث فى الشارع ، سواء من انصار الفائز او الخاسر . واكد المصدر ل " الرياض " امس انه تم التنسيق مع اجهزة الشرطة المدنية ، باتخاذ كافة الإجراءات الأمنية لتأمين أقسام الشرطة ومقار السجون والمنشآت العامة والحيوية ، وفقا لخطة أمنية أعدت على أعلى مستوى ، فى هذا الصدد وجاء اول رد فعل خارجي على فوز مرسي من قطاع غزة حيث قال محمود الزهار القيادي البارز في حركة حماس ان هذه "لحظة تاريخية وانتصار كبير". وعمت مناطق قطاع غزة تظاهرات خرج فيها المواطنون بشكل عفوي حيث قامت عشرات المسلحين بينهم من عناصر حماس باطلاق النار في الهواء كما قام العديد من المواطنين بتوزيع الحلوى احتفالا بفوز مرسي، كما افاد مراسلو فرانس برس. وهنأت واشنطن محمد مرسي ودعت الى ان تواصل مصر دورها "ركيزة للسلام الاقليمي". وجاء في بيان للبيت الابيض "نعتقد انه من المهم ان يتخذ الرئيس المنتخب مرسي خطوات في هذا الظرف التاريخي لدعم الوحدة الوطنية من خلال مد يده الى جميع الاحزاب والجهات للتشاور معها حول تشكيل حكومة جديدة". ورحبت طهران بفوز مرسي وعبرت وزارة الخارجية الايرانية عن "اجلالها واحترامها لكل شهداء الثورة المصرية". كما هنأ وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ الاحد محمد مرسي على فوزه ودعا الحكومة المصرية الجديدة الى احترام "حقوق الانسان بما فيها حقوق المرأة والاقليات الدينية وحكم القانون". كذلك هنأ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مرسي معربا عن الامل في "مواصلة العملية الانتقالية التي بدأت في البلاد في 2011 لكي يقام في مصر، وفقا للتعهدات التي قطعت، نظام سياسي ديموقراطي متعدد ودولة قانون تضمن الحريات المدنية والسياسية لكل المواطنين وللاقليات ايضا". ورحبت دولة الامارات العربية المتحدة بفوز محمد مرسي ودعت الى "تأمين الاستقرار" في البلاد. وفي الكويت، هنأ امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الصباح مرسي على "ثقة" الشعب المصري.