لكل شيء بداية.. ومع كل بداية هناك دائماً وقفة تأملية، تتذكر فيها الأحداث الماضية من تاريخك، تستعيد قراراتك واختياراتك وإنجازاتك وأهدافك، هكذا الحال دائماً مع بداية عام دراسي جديد.. مع استلام أول عمل في حياتك.. مع اتخاذ قرار زواجك.. لكل شيء بداية جديدة. في الحقيقة تمر من العمر سنوات جبرية يشكل فيها الاختيار الأول محوراً أساسياً لسنوات قادمة في حياتك، لقد ضغطت زر التشغيل بنفسك في البداية وها أنت تعمل ضمن محركات هذه الماكينة.. تعمل وتعمل وتعمل فإلى أن يحين موعد آخر للاختيار واتخاذ القرار في شأن فترة زمنية أخرى من عمرك في هذه الدنيا، عليك أن تعمل فإما أن تعيش سنوات حياتك بالعمل والإنجازات، وإما أن تكون اسماً في قائمة الانتظار تنتظر اختياراً تلو الاختيار وكأنك تستقل مركباً شراعياً في بحر واسع كبير تسيّره الرياح وفقاً لظروفها وأهوائها وميولها. فلن أحدثك عن أهمية الاختيار الصحيح في الوقت الصحيح فأنت تعلم تبعاته جيداً وما يترتب عليه من اصطحابك لمعدات عملك للمكان الصحيح لتعمل وتبدع طبقاً لهذا الاختيار..إنما ما يتبع هذا الاختيار مباشرة هو العمل الدؤوب المثمر، الذي تسطر فيه تاريخك وسيرتك الذاتية، فلا أقتنع أبداً بمصطلح (العادي) لا يوجد شخص (عادي ) إنما يوجد شخص استسلم (للعادي) وأوقف محركات عمله مؤقتاً وعاش تحت إمرة روتينيات الحياة وسمح لقوانينها أن تطبق عليه فرضي أن يكون ريشة في الهواء حيث لا عمل ..لا اختيار ... لا قرار فإن لم تحقق هدفك فستصبح وسيلة يحقق الآخرون هدفهم من خلالك هذا هو قانون الحياة. وبما أنك شخص غير عادي.. نعم غير عادي .. وكيف تكون عادياً وقد ميّزك الله بالعقل الذي يستطيع أن يفكر في أربع أفكار منفصلة في الدقيقة الواحدة وبمتوسط 4000 فكرة في اليوم!. العقل الذي مكنه الله من صنع الآلات الضخمة من صواريخ وطائرات وصنع أجهزة شديدة الدقة لا يتعدى وزنها بضعة أجزاء من الجرامات!. فكيف يتصور أحد أنه عادي ؟ إنه مصطلح خرافي يميل إليه الإنسان ليكون في منطقة الأمان دون مسؤوليات، دون مغامرات، فهل خلقت لتكون هكذا؟!. انظر إلى قول نبينا الكريم (لاتزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه....)، وتأكيد الإسلام على أهمية العمل وأنه عبادة..ولكن هل أنت مطالب بالعمل فقط؟ بمعنى العمل درجات فلنقل جيد، جيد جداً، ممتاز فبماذا أنت مطالب؟.. فتجد الرد جاهزاً.. إذا عمل أحدكم عملاً فليتقنه، فإذا أتقن كل منا عمله فهنيئاً لأمتنا الوصول للقمة، التي تجذب الأنظار ويتسابق العالم لبلوغها، ربوا أبناءكم على الطموح، على الإبداع، على العمل الرائع، على النجاح، على المغامرات، على التحدي ، لانريد أطفالاً صوراً واستنساخاً للوالدين، حتى وإن كان الآباء عظماء فنحن بحاجة إلى الأعظم الى الأفضل دائماً وهذه هي التربية النبوية فإذا سألتم الله فسألوه الفردوس الأعلى. إن التطور الهائل الذي يشهده العالم بحاجة الى سرعة هائلة في تطورنا نحن، حتى نصل إلى الهدف ولا نكون وسيلة في أيدي غيرنا.هكذا تكون الدنيا، عمل رائع غايته رضا الله.. فتكون ذكرى طيبة وبصمة خير تذكر بخير فقط اضغط زر التشغيل الصحيح..استعد.. ابدأ.. انطلق.