تتواصل الهجرات اليهودية الصهيونية إلى الكيان « الإسرائيلي» في كل عام رغم انخفاضها خلال الأعوام القليلة الماضية وذلك بحسب مراكز الأبحاث « الإسرائيلية» حيث لازالت الوكالة اليهودية الصهيونية تلعب دورا بارزا في جذب ودفع المئات من اليهود للهجرة إلى أرض فلسطين، وذلك في إطار العمل على تحقيق الهدف العام للكيان الصهيوني المتمثل في زيادة أعداد المهاجرين اليهود في فلسطين والعمل الدؤوب على ترحيل الفلسطينيين وإبعادهم عن أرضهم ووطنهم، وهذا ما يحدث اليوم فعلياً في القدسالمحتلة وأراض 48 والضفة التي يحوطها جدار الفصل العنصري، حيث يواجه الفلسطينيون يوميا خطر التهجير والتشريد وسياسات « الترنسفير « الصهيونية وهو ما يعلنه جهارا المسئولون الصهاينة في كل خطاب لهم أو تصريح سياسي هنا أو هناك أو خلال الزيارات الخارجية للدول الأوربية، وفي الإطار نفسه تتعرض يوميا المقدسات الفلسطينية للتهويد في قطاع الإسكان من خلال بناء مئات الوحدات الاستطيانية الجديدة. مؤخرا أعلنت الوكالة اليهودية الصهيونية التي تعنى باستقطاب اليهود من شتى أنحاء العالم ونقلهم للعيش في الكيان « الإسرائيلي» أنها تقوم على تسهيل قدوم المئات من «الهنود الحمر» الذين يقطنون على ضفاف نهر «الأمازون»، وتزعم الوكالة أنهم ذوو أصول يهودية ويرغبون بالعودة إلى « إسرائيل» ، حيث كشفت وسائل الإعلام الصهيونية أنه قريباً سيصل إلى دولة الكيان مجموعة من الهنود الحمر مكونة من مئة شخص يقطنون حالياً مدينة «ايكيتوس» النائية التي تقع على ضفاف نهر الأمازون في المقطع الذي يخترق جمهورية «بيرو» في أمريكا اللاتينية، كما تدعي وسائل الإعلام الصهيونية أن هؤلاء الهنود هم من قبيلة يهودية نادرة من يهود المغرب العربي وغالبيتهم من الرحل وهم محافظون على عقيدتهم اليهودية لكنهم اضطروا لاحقا إلى الاقتران بنساء محليات من قبائل الهنود الحمر، أهل المنطقة، وطغت التقاليد وأنماط الحياة الهندية عليهم، كما تم قبل عشرة سنوات الاتصال بين أبناء هذه الجالية ومنظمات دينية يهودية، من أجل جبلهم «إسرائيل»، ووصلت أول مجموعة صغيرة منهم في التسعينيات. أمام جرائم الهجرة اليهودية المتواصلة إلى أرض الإسراء والمعراج فلسطين، تقوم الدولة العبرية بإنزال أقصى العقوبات التعسفية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني من خلال منعه وحرمانه من حقه في الوصول إلى أراضيه في الضفة المحتلةوالقدس وأراضى 48، كما تقوم دولة الاحتلال بحرمان آلاف المقدسيين الذين تم تهجيرهم وإبعادهم عن القدس من الوصول إلى القدس والصلاة في المسجد الأقصى، حيث قامت « إسرائيل» بإبعاد المئات من الشخصيات الفلسطينية الوطنية والإسلامية عن القدس. لقد نشأت فكرة تأسيس الوكالة اليهودية والتي تمثل أهم أجهزة الدولة الصهيونية في الحفاظ على بقاء «إسرائيل» في عام 1897م خلال جلسات مؤتمر بازل الصهيوني الأول، حيث دعت عددا كبيراً من الشخصيات الصهيونية المتنفذة حينها إلى تأسيس الوكالة اليهودية لتأخذ على عاتقها تنفيذ المشروع الصهيوني على أرض فلسطين، كما وأوكل لها مهمة الإشراف على الهجرات الصهيونية اليهودية إلى أرض فلسطين ولتحقيق الدعاية التي يروجونها دوماً أن فلسطين أرض بلا شعب واليهود هم « الشعب « كما تمثل الوكالة اليهودية الساعد التنفيذي للحركة الصهيونية واسمها الحقيقي المنظمة الصهيونية العالمية / الوكالة اليهودية، كما قام الصهاينة اليهود بوضع مادة خاصة للوكالة اليهودية في مواد صك الانتداب المكونة من 28 مادة الذي صدر على إثر الحرب العالمية الأولى وبموجب معاهدة سيفر. إذن نحن اليوم أمام جريمة خطيرة ومتجددة بحق الأرض والإنسان الفلسطيني وتهدف هذه الجريمة إلى الإمعان في سياسات التهويد العنصرية وإغراق أرض فلسطين بالآلاف من المهاجرين اليهود، في إطار السعي الصهيوني الإسرائيلي الدائم لترحيل الفلسطينيين وتهجيرهم عن وطنهم وأرضهم الطاهرة المقدسة.. ورسالتي ماذا فعلنا كعرب ومسلمين من أجل إنقاذ أرض فلسطين المقدسة من خطرة الهجرة اليهودية الصهيونية؟.