قال "إيلان بابيه" أبرز وأشهر مؤرخ يهودي في التاريخ الحديث، أنّ كل الوثائق والأبحاث التي أجراها على مدى سنوات، أكّدت له أنّ إسرائيل كيان غاصب نشأ بالخداع والأكاذيب وبالمذابح المروّعة، ويؤكد بابيه أنّ الفلسطينيين هم أهل الأرض الأصليين، ولن يفلح الصهاينة في طمس هذا الحق التاريخي. وتأتي هذه الشهادة من رجل عاش سنوات عمره على كذبة رسخها منظروا الصهيونية في ذهنه، وحين انكب على البحث في حقيقة نشأة الكيان الصهيوني، اكتشف حجم الخداع الذي تعرض له العالم عموما واليهود بصفة خاصة. ويعترف بابيه: "لقد خدعني أبي... وخدعنا الصهاينة عموما في المدرسة والجامعة، لقد أعادوا علينا القول ألف مرّة بأنه عندما نشأت اسرائيل عام 1948 اختار الفلسطينيون طوعا الهجرة ولم يتعرضوا للإرهاب والقتل... لكنّي اطلعت على الكثير من الوثائق، وتأكدت من أنّ كل ما تعلمناه كرها كان كذبا في كذب..." ويشير المؤرخ اليهودي إلى أنّ اسرائيل قامت على أساس التطهير العرقي، وإبادة أهل الأرض الأصليين. والعودة إلى التاريخ تثبت أنّ عمليات القتل والتهجير كانت ممنهجة، وكانت العصابات الصهيونية تنفذ أبشع المذابح، وعلى رأسها عصابة "شتيرن" و"الأرغون" والهدف من كل تلك الجرائم، هو إجبار الفلسطينيين على الهجرة. ويضيف "بابيه" أنّ المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية لا تحصى ولا تعد، وأنّ ما تمّ توثيقه جزء يسير من الحقيقة. ففي كل مرّة يتركز الحديث عن مجزرة "دير ياسين"، والحال أنها ليست الوحيدة فهناك عشرات المجازر التي نفذت وطمست معالمها أو تمّ التعتيم عليها. ويصف المؤرخ اليهودي ما تقوم به إسرائيل حاليا من نشاط استيطاني، وتهويد القدس، وتقتيل الأبرياء، وابقاء الجدار العازل، بالحماقات.