الإدارة (فَنّ)، بمَعنيَيْهِ (الصالح) و (الطالح). و هي في الحُكْمِ (احتراف). لا يكفيها التأهيل العلمي، و لا الخبرات التراكمية، و لا حُسنُ الحديث والثقة، إنْ لم يسندها نضجٌ في التعامل، وعيٌ بالأولويات، حنكةٌ لاكتشاف الدسائسِ و إلمامٌ بمداخلها و مخارجِها، صبرٌ على الأكاذيب، و حاسةُ شَمٍ فائقة بالأفخاخِ حتى من أقرب أعوانه و ثِقاتِه. بدون تلك الأسس يستحيل نجاح أي وزيرٍ أو مسؤولٍ. فكلُّ نقصٍ في زاوية منها يُفشلُه في جوانب. يحاول العلاج فيعجز. خاصةً إنْ كثُرتْ الزوايا. فضغطُ العمل وضيقُ الوقتِ يُعيقانِه عن حُسنِ الاستدراكِ و سلامةِ التصحيح. فتزداد أخطاؤه، و تتراكم ملفّاتُه، و تتعمّقُ إشكالاتُه، حتى يتّسع الخرقُ على الراقع، فلا يُحسنَ إصلاحاً و لا يُقيمَ تسييراً. و الخسارةُ هي (الوطن) بمصالحه و مواطنيه. لكن (العامّةَ) لا تدرك المعايير. فتقيس تعيينَ المسؤول بانتمائه الفكري أو الحزبي. و هي لا تنفعه في الإدارة إنْ افتَقَد الأسس. و يقابلُها (الرئيس) بخلَلٍ معاكس إنْ جعلَ معيار اختياره (ثقةً) أو (انتماءً) أو (تقارباً فكرياً) دون تلك الأسس. فيضيع الجميع. تأمّلت هذا بعد تعيين الرئيس المصري رئيسَ وزراءٍ فاجأَ المصريين فاستَعجبوا لمحدوديةِ خبرتِه و ضخامة مسؤولياته و حساسيةِ حقبتِه..فهل يُخفي أسساً أخرى لا يعلمها الناس.؟. Twitter:@mmshibani