تحذير تركيا من تنامي التوتر السُنّي الشيعي، له مايبرره. فكما واجهت الأنظمةُ شعوبَها الثائرةَ على الاستبداد بالقمع، زادت بأنواع الدسائس و المؤامرات. و أَحبَكُها هي الاستعداء المذهبي. لأنه يَلقى صدىً سهلاً لدى العامة استناداً لقرائن تاريخية، و يجد تجاوباً من إيران التي ترى فيه مخرجاً من مآزقَ متجددة يومياً، فلا أقلَّ من أن (تُشغِلَ) جيرانها و أطرافَ المنطقة بأنفسهم لئلا تكون المحاصرةَ الوحيدة. أما أمريكا والغرب، فيُسعدهم قيامُ إيران بإذكاءِ فِتَنِ المنطقة نيابةً عنهم. فيزيدون الضغوط عليها لِتَستَمِر. يوقنون أن مزيداً من تَشَرذُمِ المنطقة لصالحهم، و أن ضعفاءَها لا يجدون سنداً سواهم، و سترضخ طهران يوماً ما لشروطهم أو بعضِها أو في أفضلِ الأحوال تستنفد طاقاتها في تقزيمِ الآخرين و النيْلِ منهم، فتَضعفَ وإياهم. هكذا يُحوِّلون محور العداء إلى المسلمين، شيعةً و سنةً، بعضِهِم بعضاً. بدل أن يكون نحو عدوهم الصهيوني، الذي معاداتُه تُضعِفُ الغربَ و تُقوّي المسلمين. إنها دسائس تُحوّلُ مطالبَ الشعوب بالإصلاح ورفع الظلم إلى عداءٍ مذهبيٍ و تأزيمٍ قوميٍ بين (السُنةِ) و(الشيعةِ) و(العربِ) و(الفُرسِ)، وقد عاشوا 14 قرناً، وسيظلون إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، جيراناً..شاؤوا أم أبوا. إنه (انتحار) لمنطقتنا يستحيلُ أن يخرج منه غالبٌ أو مغلوب. فأين (عقلاءُ) الأمة..شيعةً و سُنّة.؟. Twitter: @mmshibani