بمعايير المنطق والعقل نستشفُّ أن إيران لا تَجْرؤُ على إغلاق (مضيق هرمز). فبذلك تَستعدي كلَّ العالم، الذي يستحيل تَقبّلُه و لا حتى "شائعة" توقفِ مرور النفط إليه، وعلى رأسه الصين قبل أمريكا والغرب. فوقتَها تكون أعطتْ الضوء الأخضر (لعملٍ عسكريٍ) مضادٍ أو (حمايةٍ دوليةٍ) للمضيق. في الحالة الأولى فإن تدمير العراق عِبرةٌ ماثلة، فلن تجازف بتقويض (الأمة الفارسية) لمائةِ عامٍ. وفي الثانية تكون أضاعتْ كرتَ ضغطٍ بمقامرةٍ رخيصة. إذاً كلامُها مراوغاتٌ وأكاذيب سياسية تُبدع فيها، كما دوّختْ الغربَ الذي قَبِلَ أن يُدوّخَ، بلفها النووي. لكن هذا لا يعني تنزيهَها عن الدسائس، لجيرانها تحديداً. فالأرجح لجوؤُها لتمويل وتدبير قلاقل داخلية لاستقرار الجيران، لتجعلها محلَّ مساوماتٍ تستخلص بها مُراداتِها. ولا يبدو أن الغرب والشرق يزعجه ذلك. بل سيغُضُّ النظر عنه. فتوتُّر المنطقة يَجني منه كلُ طرفٍ ما يُناسبه، إذ تكثر أيادي الطباخين ومساوماتُهم وصفقاتُهم. والحامي الوحيد بعد الله، في هذه الحال، هو تلاحمُ و قوةُ البناء الداخلي لشعوب الخليج لإجهاضِ الدسائس. Twitter:@mmshibani